أعلن الحزب «الديموقراطي»، بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، ان وفداً رفيع المستوى سيزور بغداد الأسبوع المقبل للبحث في مسألة الاستفتاء على الانفصال عن العراق، فيما اعتبرت حركة «التغيير» الكردية (المعارضة) أن إجراءه سيضر بالعلاقات مع دول الجوار. وقال سكرتير المكتب السياسي للحزب فاضل ميراني ان «بارزاني والنائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني (بزعامة جلال طالباني) كوسرت رسول علي، مخولان تشكيل الوفد الذي سيتوجه الى بغداد»، وأضاف أن «كل الأطراف في انتظار موقف حركة التغيير». وقالت النائب نجيبة نجيب ل «الحياة» إن «الوفد سيكون رفيع المستوى يمثل كل الأحزاب المشاركة في اللجنة العليا للاستفتاء»، وتوقعت ان «يصل الى بغداد قبل 10 آب (اغسطس) الجاري لعرض الأسباب التي دفعت الأكراد الى اتخاذ قرار الانفصال والنتائج المترتبة على الاستفتاء المزمع اجراؤه في 25 أيلول (سبتمبر) المقبل». وأوضحت أن «غياب الشراكة، فضلاً عن خرق الفيديرالية دفعا الأكراد إلى اتخاذ هذا القرار»، وأكدت ان «الحوارات ستكون جريئة ومكثفة»، وأضافت ان «انفصال الإقليم يمثل مصلحة للعراق كما يمثل مصلحة للأكراد لأنه سيعالج قضية تاريخية مهمة». وعن اعتراض حركة «التغيير» على الاستفتاء قالت إن «الاعتراض على موعد الاستفتاء لا يعني أن الحركة لن تحضر الاجتماعات التي ستعقد في بغداد»، وأشارت إلى أن «الخطوة المقبلة بعد الاستفتاء ستكون تكثيف الحوارات وتعميقها مع الدول الخارجية والإقليمية الرافضة استقلال الإقليم الذي يمثل دولة في واقع الحال بغض النظر عما إذا كانت غنية أو فقيرة». وتفيد معلومات كردية بأن «الوفد مكون من عضو المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي روز نوري شاويس، وعضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني عدنان المفتي، ورئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين، وعضو المكتب السياسي في الاتحاد الإسلامي خليل إبراهيم، وممثل عن المكون التركماني، وآخر عن المكون المسيحي». ورجحت معلومات أن يزور الوفد بغداد الأسبوع الجاري ويجتمع مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، والقوى السياسية الفاعلة. إلى ذلك، أكد محافظ كركوك نجم الدين كريم (كردي) امس ان الاستفتاء سيجري في موعده المحدد وسيشمل كل المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، وأفاد في بيان بأنه «رأس اجتماعاً موسعاً لرؤساء الدوائر الخدمية وقدم عرضاً لنتائج زيارته الأخيره لواشنطن». وشدد على ان «مصير كركوك ومستقبلها يقررهما أهلها». واعتبرت حركة «التغيير» أن الاستفتاء الكردي سيضر بالعلاقات مع دول الجوار، وقال النائب عن الحركة بيستون فائق في بيان امس إن «الإقليم يعاني وضعاً اقتصادياً متدهوراً وأزمة مالية حادة وتعطيلاً للمؤسسات الحكومية التشريعية والمتمثلة بالبرلمان ووجود معارضات بين الأحزاب والكتل الداخلية بالتالي فإن التوقيت غير مناسب داخلياً وخارجياً». وأضاف أن «دول الجوار مثل تركيا وإيران وسورية ترفض في شكل قاطع الاستفتاء فضلاً عن بغداد التي ابدت رفضها والدول العظمى ما يعني ان الدولة الكردية ستفشل قبل اعلانها». وتابع: «كان من المفترض اتخاذ إجراءات عدة في مقدمها تحسين الوضع الاقتصادي في الإقليم وتحسين العلاقات بين الأحزاب الكردية وتفعيل المؤسسات الحكومية اضافة الى انشاء قوة عسكرية موحدة وهذه مسألة اساسية لبناء اي دولة والإقليم حتى الآن لم يحققها».