من المقرر أن يبدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم (السبت)، زيارة رسمية إلى إيران، لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني لولاية ثانية، كما سيبحث تميم قضايا التعاون بين الدوحة وطهران، وذلك بحسب ما نقله التلفزيون الإيراني. وقالت وسائل إعلام إماراتية أمس إن أمير قطر تميم بن حمد «يمضي مبتعداً عن بر الأمان، يقود بلده نحو مصير ليس مجهولا، بل معروفة نتائجه الكارثية، وها هو، عوضاً عن العمل للعودة إلى جادة الصواب، يغامر بالاندفاع أكثر نحو الارتهان لإيران وتركيا، والغرق أكثر في كل ما من شأنه أن يقود بلاده إلى الخيبة والفشل والانكسار، في تصرفات تثبت البعد والانفصال عن الواقع، الذي يفترض أن يتحلى به كل حريص على بلده». وتساءلت: «هل يعقل أن تكون قطر خلت من العقلاء»؟ ثم أضافت: «بالتأكيد لا، ولكن المؤكد أن صوتهم لا مكان له في دوائر القرار، ولا يمكن أن يكون لهم رأي في ظل التهميش المتعمد ورهن المواقف والسياسات لمن باتوا معروفي التوجه والمخططات والمستوردين من كل مكان تم لفظهم فيه، وإن كانت المسألة لا تحتاج إلى أكثر من مقارنة بين وضع قطر عندما كانت ضمن الحصن الخليجي، وبين تصور مصيرها كبقية الدول التي تدخلت فيها إيران أو وجدت فيها منفذاً إلى ذلك، وكيف تحولت إلى دول فاشلة وتتحمل كثيراً من مسؤوليات ما آلت إليه أحوالها يوم قبلت بتغلغل أذرع الأخطبوط الإيراني، فكيف بمن يذهب بنفسه إلى وكر الأفاعي ويعتبره قراره الاستراتيجي وخياره النهائي»؟! ووصفت الزيارة إلى إيران بأنها «كارثية على قطر وإهانة لها قبل أن تكون خطة استفزازية، كما يعتبرها ساسة الدوحة، ومحاولة للاختباء والارتماء أكثر في الحضن الفارسي»، مؤكدة أنه تاريخ سيندم عليه تميم كثيراً مهما كابر واعتقد أنه يمكن أن يجد له مبررات، من باب الشعارات التي لم تعد تنطلي على أحد، من قبيل سياسة وقرار سيادي وعدم التدخل وغيره مما بات مملاً أكثر مما يعكس قرارات تتخذها أية دولة». من جهته، قال الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه، إن زيارة الأمير تميم أو وفده إلى إيران لتنصيب قائد إيراني يدعم الإرهاب في اليمن وسورية والبحرين هو تأكيد على صحة مطالبات الدول الأربع في مكافحة الإرهاب، وأن نظام قطر يتعاون مع إيران لتدمير الأمن في المنطقة. وأضاف طه في حديثه مع «الحياة» أمس، أن «حضور الأمير أو وفده لتنصيب روحاني رئيساً لإيران، وبحضور ممثلين عن ميليشيات الحوثي الإرهابية وانقلابيي البحرين الداعمين للإرهاب في السعودية، رسالة قطرية بأنها تتعاون مع هذه الجهات، لدعم الإرهاب والتطرف في المنطقة، لاستهداف الدول الأربع». ولفت إلى أن حضور وفد رفيع المستوى لنظام سورية هناك بجوار وفد الأمير تميم يعني اعترافاً بنظام بشار، وإهانة للشعب السوري. وقال إنه يتوقع أنه بعد «التنصيب سيكون هناك اجتماع قطري مع الحرس الثوري الإيراني».