منذ الخامس من يونيو الماضي تغير شكل الخليج العربي تماماً، مع مضي الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في إجراءات تاريخية جعلت الدوحة تعيش في عزلة عن محيطها الخليجي. ولا يلوح في الأفق أي تغير قطري في سياستها الخارجية، وبات من أولويات الإمارة الخليجية الصغيرة توطيد علاقاتها مع حلفاء جدد في المنطقة، مثل تركياوإيران، كشركاء اقتصاديين وسياسيين، ليخففوا عنها انعكسات القطيعة. ويرى مراقبون أن الدوحة لم تفلح في التعامل مع الأزمة بالشكل المثالي، إذ مارست «عنترية وعنادا» أوديا بها إلى الهاوية، ابتداءً من تصريحات وزير الخارجية القطري محمد آل ثاني المتضاربة في أكثر من محفل دولي، مروراً بخطاب أمير قطر الشيخ تميم التصعيدي، الذي لم يبدِ فيه حسن النوايا، وانتهاءً بتهور وزير الدفاع القطري خالد العطية الذي ألمح إلى استعداد بلاده لأي تطورات عسكرية جراء الأزمة الراهنة. وعوضاً عن الرضوخ لمطالب الدول الأربع والرجوع إلى المحيط الخليجي، استمرت الدوحة في الترويج لادعاءات زائفة طيلة الشهرين الماضيين، رغم أنها متورطة وبشكل فاضح في دعم تنظيمات إرهابية عدة. وتعي السلطة القطرية تماماً مدى التأثير الاقتصادي الذي خلفته المقاطعة الاقتصادية خصوصاً فيما يتعلق بالمورد الاقتصادي الأساسي لقطر وهو الغاز الطبيعي، إلا أن الإمارة القطرية تمارس كبرياءها بدلاً من الامتثال للمطالب والمبادئ التي وضعتها الدول الأربع كخريطة طريق لحل الأزمة الراهنة، إذ أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن عدم قبول قطر للمطالب يعني «الفراق». وفيما أكدت قطر إرسال وفد «رفيع المستوى» للمشاركة في حفلة تنصيب حسن روحاني رئيساً لإيران، رشحت أنباء حضور الأمير تميم بن حمد الحفلة اليوم السبت، بحسب ما أعلنه التلفزيون الإيراني. ولا تنفك المشاركة القطرية الرفيعة في الحفلة -سواء حضر تميم بن حمد أو لم يحضر- عن التحالف الإيرانيالقطري في دعم الإرهاب والمليشيات المتطرفة في العالم العربي، حتى أن مراقبين يرون في الخطوة توطيدا ل«حبال الود» بين الدوحة وطهران. ويذهب مراقبون إلى أن الحضور القطري لا يمكن تصنيفه إلا تلاقيا بين الإرهاب الطائفي الذي تمثله إيران، وممولي الإرهاب، إذ تشترك دوائر صنع القرار في الدوحة وطهران في نشر الدمار والخراب في المنطقة. مشاركة الدوحة في حفلة «التآمر بمعقل الإرهاب» ألغت مفهوم مقولة «كاد المريب أن يقول خذوني»، كون النظام القطري تجاوز هذه المقولة التي أصبحت في زمنه «يقول تميم للفرس خذوني»، خصوصا أن الخطوة القطرية تأتي لاستجداء «دولة الشر» لدعم الإمارة الصغيرة. وبحسب ما ذكرته وكالة «إرنا» الإيرانية فإن نحو 100 وفد أجنبي ستشارك في مراسم تنصيب روحاني، من ضمنهم رؤساء ثماني دول، و19 رئيس برلمان، و25 وفدا من دول آسيا، إلى جانب 30 وفدا من الدول الغربية، بينها وفد روسيا.