قُتل أمين في الشرطة ومواطن وجُرح 3 مواطنين في هجوم إرهابي استهدف مكمناً للشرطة في مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر في صعيد مصر. وأظهرت تفاصيل الهجوم أنه لم يكن مرتباً، وأن المسلحين ربما كانوا يخططون لشن هجوم أضخم، لكن سعيهم إلى الفرار من الشرطة خشية ضبط متفجرات وأسلحة في حوزتهم اضطرهم إلى إطلاق النار على المكمن. وأوقفت قوة من الشرطة قرب مستشفى إسنا وسط المدينة سيارة نقل صغيرة تحمل لوحات معدنية تابعة لمحافظة الغربية في الدلتا يستقلها شخصان، ولما شرع ضابط في تفتيش السيارة، أطلق أحد الركاب النار في شكل عشوائي صوب القوة الأمنية، فقتل أميناً في الشرطة ومدنياً وجرح 3 آخرين، وفر المسلحان وطاردتهما قوة المكمن المتحرك، وتمكنت بمساعدة الأهالي من توقيف أحدهما في شارع السوق بمدينة أسنا، فيما فر الثاني وسط المارة. وكاد الأهالي يفتكون بالمسلح الذي أوقف بعد أن أحاط به مئات المارة في شارع السوق، لولا تدخل بعض الأهالي والشرطة لتخليصه من بين أيديهم. وأفيد بأن ضابطاً اشتبه بالسيارة بعدما سعت إلى تجنب المرور من المكمن وتوقفت قبله بمسافة قريبة لفترة، فلما توجه ناحيتها وأمين في الشرطة، لاحظ ارتباك قائدها، وفجأة أطلق مرافقه النار صوب أمين الشرطة مباشرة، ثم أطلق رصاصات عدة في شكل عشوائي ناحية الشرطة والمواطنين لإرهابهم، وفي تلك اللحظات كان موكب زفاف يمر من المكان ما سبب زحاماً، فركض أحد المسلحين ناحية السوق حيث أوقف، وفر الثاني ناحية المقابر. وشددت قوات الأمن من تأمين مداخل مدينة إسنا والقرى المحيطة بها ومخارجها، وحصلت حملة دهم واسعة في كل الشقق المستأجرة فيها، وفي المناطق النائية والشوارع، وحتى في مقابر المدينة، لضبط المتهم الفار. وأجرت قوات خاصة حملة لتمشيط المناطق الجبلية المتاخمة لمدينة إسنا ومدقاتها، خصوصاً التي تربط المدينة بمحافظتي أسوان والوادي الجديد، كما دهمت المزارع والمباني الواقعة على الطريق الصحراوي الغربي بين إسنا وأسوان. وباتت مدينة إسنا «مغلقة تماماً». وعثرت قوات الأمن في السيارة على قنبلة يدوية وعبوة ناسفة بدائية الصنع وحزام ناسف وسلاح آلي وعدد من الطلقات، ما رجح لدى أجهزة الأمن أن الشخصين يتبعان خلية إرهابية كانت تُعد لهجوم إرهابي وشيك، وأنها على الأرجح خلية تكفيرية تعتنق الفكر الانتحاري بسبب وجود الحزام الناسف. وفي مدينتي الأقصر وأسوان القريبتين من إسنا، مواقع أثرية تعتبر قبلة لآلاف السياح. ورجح مصدر أمني أن المسلحين كانا ينتظران معاونين لهما للإعداد لهجوم وشيك كان سينفذ على الأرجح فجر أمس. وبدأت قبل أيام محاكمة خلية متطرفة تتبع تنظيم «داعش» تضم 66 شخصاً كانت تسعى إلى تنفيذ هجمات في الصعيد جنوب مصر، من خلال 8 خلايا عنقودية تنشط في 6 محافظات، وبين المتهمين حوالى 20 فاراً. وتفقد محققون من النيابة وقيادات أمنية بارزة موقع الهجوم ومكان توقف السيارة التي كان يستقلها المسلحان، فيما يخضع الجاني الذي تم توقيفه إلى استجواب لمعرفة معلومات عن الخلية المسؤولة عن الهجوم، وخططها في شن اعتداءات. وشددت أجهزة الأمن في المواقع السياحية، خصوصاً في الأقصر وأسوان، من إجراءات الأمن، واستنفرت المكامن الثابتة والمتحركة للتدقيق في هويات السيارات والأشخاص قرب تلك المواقع. وصدرت أوامر بتوسيع دائرة الاشتباه قرب أي موقع أثري أو سياحي خشية حدوث هجمات، علماً أن متطرفاً كان قتل 3 سائحات قبل فترة بسكين على شواطئ مدينة الغردقة، ما يشير إلى أن الجماعات المتطرفة ربما وضعت المرافق السياحية على رأس أهدافها. وفي القاهرة، شددت أجهزة الأمن من التدقيق في مرتادي الفنادق الكُبرى وقائمة نزلائها، ودفعت شرطة السياحة بمزيد من الضباط في تلك الفنادق وقربها لرصد أي حالات اشتباه.