شددت قوات الأمن من إجراءاتها الأمنية جنوبسيناء في أعقاب هجوم إرهابي استهدف مكمناً أمنياً في مدينة سانت كاثرين، خصوصاً في المنتجعات السياحية الشهيرة في المحافظة الهادئة، علماً أن حدود المحافظة ومنتجعاتها تحاصرها أطواق أمنية عدة تُصعب من وقوع أي هجمات فيها. وقالت وزارة الداخلية في بيان مساء أول من أمس، إن مسلحين اعتلوا منطقة جبلية مواجهة لأحد المكامن الأمنية في طريق سانت كاثرين جنوبسيناء، وأطلقوا أعيرة نارية تجاه قوات المكمن، فبادلتهم إطلاق النيران حتى تمت السيطرة على الموقف، وجُرح بعض المسلحين وفروا، وترك أحدهم بندقية آلية وعدداً من الطلقات حتى يتمكن من تهريب العناصر المصابة، موضحة أن الهجوم أسفر عن مقتل أمين في الشرطة وجرح 3 آخرين. وطوقت قوات من الشرطة محيط الهجوم، وبدأت بحملة تمشيط واسعة النطاق في المناطق الجبلية المترامية المحيطة بالدير الأثري شاركت فيها مروحيات من أجل استكشاف المنطقة. وقتلت قوات الشرطة أحد المشتبهين في تنفيذ الهجوم أمس. وقالت مصادر رسمية وأهلية جنوبسيناء إن الأمن والقبائل استنفروا لتوقيف المسلحين، وانتشر مقتفو الأثر فوراً في منطقة الهجوم، وحراس المدقات الجبلية، ورصد شباب القبائل شخصاً يسعى إلى الفرار إلى وسط سيناء، فأبلغوا قوات الأمن التي حاصرته وأطلقت عليه النار فأصيب، لكنه توفي قبل وصوله إلى المستشفى. وقالت وسائل إعلام مصرية إن القتيل كان بحوزته حزام ناسف وقنبلة يدوية، لكن تمت السيطرة عليه وتفكيك الحزام الناسف. وأتى الهجوم قبل أيام من زيارة البابا فرنسيس مصر نهاية الأسبوع المقبل. ودير «سانت كاثرين» أحد أهم المزارات السياحية الدينية في مصر والشرق الأوسط كونه من أقدم أديرة العالم، ويقع أسفل جبل كاثرين، وغالباً ما يغلق أبوابه أمام الزوار قبل غروب الشمس ليخلد رهبانه إلى العبادات. وتحيط بالدير جبال سانت كاثرين الشاهقة التي تعد وجهة المغامرين من السياح والمصريين الراغبين في تسلقها. وتعاني منتجعات جنوبسيناء قلة السياح منذ سقوط طائرة روسية أقلعت من شرم الشيخ في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2015، ما أسفر عن مقتل كل ركابها وطاقمها. وقال تنظيم «داعش» إنه أسقط الطائرة بقنبلة، وتبنت روسيا وبريطانيا تلك الفرضية، لكن مصر رفضت تأكيدها، وإن كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال في إحدى خطبه إن الطائرة «أُسقطت». ومن حينه، أوقفت روسيا حركة الطيران مع مصر، علماً أن الروس يمثلون النسبة الأكبر بين السياح الأجانب في مصر. وتعافى قطاع السياحة في الشهور الأخيرة. وأنعش اللبنانيون منتجع شرم الشيخ في إجازة الفصح قبل أيام بعد حملة ترويج للمقصد السياحي الأبرز في مصر تضمنت إقامة حفلات لمطربين من لبنان. ومنطقة دير سانت كاثرين تخضع لإجراءات أمنية صارمة، والوصول إلى الدير يتطلب المرور على مكامن عدة، فضلاً عن وجود خدمات أمنية سرية لتأمين المناطق الجبلية المحيطة به، إضافة إلى مشاركة بدو المنطقة وقبائلها في عملية التأمين. والمكمن الذي هوجم مساء أول من أمس يبعد أكثر من كيلومترين عن الدير. وتبنى «داعش» الهجوم، بحسب وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم الإرهابي، علماً أن الدير يبعد عن مناطق المواجهات بين الجيش ومسلحي التنظيم شمال سيناء بنحو 400 كيلومتر. وكثفت أجهزة الأمن من انتشارها في منتجعات شرم الشيخ، خصوصاً أفراد الشرطة السريين، وزادت المكامن الأمنية في الطريق إلى تلك المنتجعات والتدقيق في هوية المارة، علماً أن وزارة الداخلية كانت طبقت قبل نحو شهرين إجراءات استثنائية لدخول منتجعات جنوبسيناء، من بينها عدم السماح إلا للعاملين في المدينة الحاملين لتصريحات أمنية بالمرور عبر المكامن الأمنية وضرورة تقديم الزوار لتلك المنتجعات قسيمة الحجز المسبق في فنادق تلك المنتجعات في حال طلبها من الأمن أثناء الرحلة. وقُتل قبل أسابيع في مدينة العريش مفتش الأمن العام جنوبسيناء العقيد ياسر الحديدي الذي ذُكر أنه كان في مهمة عمل شمال سيناء، إذ انفجرت عبوة ناسفة في مدرعة كانت تُقله في العريش. وأصدرت إسرائيل أواخر الشهر الماضي والأسبوع الماضي تحذيرين أمنيين للسياح من مواطنيها بضرورة مغادرة منتجعات جنوبسيناء بسبب «هجوم إرهابي وشيك» فيها. وأتت كل تلك التطورات بعد أيام من حملة للجيش لتطهير «جبل الحلال»، وهو أحد أبرز معاقل المسلحين المتطرفين في سيناء، وسط إجراءات أمنية وعسكرية مشددة لضمان عدم تسلل أي من المسلحين إلى جنوبسيناء. واستنفرت قوات الجيش، خصوصاً حرس الحدود وقوات الشرطة، جنوبسيناء. ورأس مدير أمن المحافظة اللواء أحمد طايل حملة دهم في المناطق الجبلية المحيطة بالدير، رافقه فيها أدلاء من البدو المُطلعين على مسارات الدروب الصحراوية الوعرة في تلك الجبال. وكانت قبائل جنوبسيناء نظمت قبل أيام مؤتمراً لدعم قوات الجيش والشرطة في الحرب ضد الإرهاب. وتلك القبائل حريصة على عدم انتقال الهجمات المسلحة إلى مناطقها، إذ تعتبر السياحة أحد أهم روافد تشغيل أبنائها، وأبرز مورد مالي لها، وهي لها دور بارز في تأمين مناطقها. وأعلن الجيش أن قواته في شمال سيناء، دهمت بالتعاون مع القوات الجوية بؤرة إرهابية وقتلت تكفيريين ودمرت سيارتين للعناصر «التكفيرية». وقالت مصادر طبية ورسمية وشهود إن مسلحين مجهولين استهدفوا جندياً في محيط منشأة أمنية في مدينة بئر العبد بطلقتين، ونقل إلى مستشفى العريش في حال خطرة. وأصدر رئيس الوزراء شريف إسماعيل قراراً بمد حظر التجول في مناطق شمال سيناء ووسطها من الساعة الواحدة وحتى الخامسة صباحاً.