قرر الشاعر والمترجم المصري رفعت سلام الاستقالة من منصب رئيس تحرير سلسلة «آفاق عالمية» التي تصدرها «الهيئة العامة لقصور الثقافة»، احتجاجاً على عدم انتظام صدورها. وذكر سلام في كتاب الاستقالة أنه اتخذ ذلك القرار، «نظراً إلى التعطيل الدائم لإصدارات السلسلة على أيدي مسؤولي إدارة النشر بما وصل إلى إصدارهم ثلاثة أعمال فقط من اثني عشر عملاً في عام كامل هو العام المالي السابق (انتهى في 30 حزيران- يونيو الماضي) وبما يكشف عن تنفيذهم خطة مبيَّتة للقتل البطيء لمشروع النشر في الهيئة؛ وهي جريمة ثقافية لا يمكنني التواطؤ عليها والمشاركة فيها بأي حال من الأحوال». وأضاف أنه «نظراً إلى المحاولات الدؤوبة من الإدارة ذاتها للتدخل في الصلاحيات المقررة لرئيس تحرير السلسلة، بما يكشف عن جهل مزرٍ باللوائح المنظمة للعمل وعدم فهم لحدود وطبيعة المسؤوليات الوظيفية، فضلاً عن التحرش البيروقراطي الجلف والمبتذل بما لا يليق ممارسته في العمل الثقافي، فيسعدني أن أتوقف عن تعاوني مع الهيئة». ويذكر أن سلام تولى رئاسة تحرير السلسلة المعنية بنشر ترجمات أعمال أدبية من لغات شتى، في العام 2011، وقرر أن يتيح من خلالها «أفضل مئة كتاب غير عربي»، للقارئ المصري بأسعار زهيدة. وصدر في هذا السياق 29 كتاباً منها «دون كيخوته» لثيرفانتس، «بيدرو بارامو» لخوان رولفو»، «المحاكمة» و «المسخ» لفرانتس كافكا، «بيت الدمية» لهنريك إبسن، «لو أن مسافراً في ليلة شتاء» لإيتالو كالفينو، «الأب غوريو» لبلزاك، «الغريب»، لألبير كامي، و «الصخب والعنف» لوليام فوكنر. وقبل تقديمه تلك الاستقالة ببضعة أيام كتب سلام على «فايسبوك»: «ارحمونا من هذا الإنجاز القاسي»، وجاء تحت هذا العنوان: «منذ بضعة أيام، نشرت صفحة إدارة النشر في هيئة قصور الثقافة تقريراً عن إنجازاتها خلال العام المالي الماضي بالصور والإحصاءات والجداول التوثيقية. خلاصة التقرير أن إدارة النشر- التي يشرف عليها ثلاثة أشخاص، بمسميات وظيفية مختلفة- نجحت في إصدار سبعين كتاباً خلال العام الماضي. نعم، سبعين كتاباً في السلاسل المختلفة التي تصدرها الهيئة. واعتبرت ذلك إنجازاً تزفه إلى المثقفين، ويستحق التنويه والاحتفاء به، على رغم أنهم يعرفون أن الهيئة تصدر نحو 25 سلسلة شهرية وسلسلتين نصف شهريتين، أي بمجموع 348 كتاباً في السنة. وتقرير الإنجازات يعني أن هناك عجزاً في الإصدارات بعدد 278 كتاباً، وأن ما صدر لا يمثل إلا نحو 20 في المئة لا أكثر، بمعدل كتابين أو- بالحد الأقصى- ثلاثة من كل سلسلة، على مدى سنة كاملة، لتضيع على كل سلسلة تسعة أو عشرة أعداد، أي 80 في المئة من إصداراتها. نرجوكم، ارحمونا من مثل هذه الإنجازات القاسية، غير المسبوقة».