ناقش المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان دونالد بوث مع مسؤولين في الخرطوم أمس، تسريع عملية السلام في البلاد وابرام تسوية بين الحكومة ومتمردي «الحركة الشعبية- الشمال» والحركات المسلحة في دارفور لوقف الحرب في الإقليم ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأجرى بوث مشاورات مع مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود ركزت على فشل جولة المفاوضات الأخيرة بين الحكومة والمتمردين التي جرت في أديس أبابا، وطلب الأخير من واشنطن ممارسة ضغوط لإقناع المتمردين في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بتوقيع اتفاق لوقف النار والدخول في ترتيبات امنية وسياسية لتطبيق خريطة الطريق الأفريقية للسلام والمصالحة في السودان. وذكر محمود أن السلام في السودان أصبح مطلب المجتمع الدولي والإقليمي و»إذا كانت الحركات المسلحة على استعداد للسلام فإن الفرصة مازالت متاحة للتوقيع على وقف عدائيات يقود إلى ترتيبات أخرى مهمة ومن ثم الانضمام إلى عملية الحوار الوطني»، مشيراً إلى أن «مَن يرفض السلام سيتجاوزه الزمن». وكان المبعوث الأميركي زار منطقة النيل الأزرق وأجرى مباحثات مع حاكم الولاية حسين حمد، والتقى ممثلين عن النازحين حيث استفسر منهم عن اوضاعهم. وشكا النازحون له أحوالهم وطالبوا بتسريع عملية السلام لإنهاء معاناتهم. إلى ذلك، طالبت الخرطوم حكومة جنوب السودان بضرورة الإسراع في تنفيذ تعهداتها بطرد حركات التمرد السودانية، خلال 21 يوماً. وقال وزير الإعلام أحمد بلال عثمان أمس، إنهم في انتظار تنفيذ وعود نائب رئيس جنوب السودان تعبان دينق خلال زيارته الخرطوم أخيراً بطرد الحركات المسلحة من أراضيها، آملاً في تنفيذ هذا الوعد في الزمن المحدد له من قبل حكومة جوبا. في شأن آخر، وصل الرئيس الكيني أوهورو كينياتا إلى جوبا، عاصمة جنوب السودان أمس، في زيارة لم يعلن عنها، وتوجه فور وصوله إلى مقر إقامة الرئيس سلفاكير ميارديت حيث جرت محادثات مغلقة، يُفترض أن تكون ناقشت نشر قوات إقليمية إضافية ستُنشر في البلاد وفق قرار صادر عن مجلس الأمن، إضافة إلى بحث مستقبل عملية السلام في جنوب السودان. وتأتي زيارة كينياتا إلى جوبا، استباقاً لزيارة مرتقبة، الأسبوع الجاري، لسفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن، تهدف لاقناع سلفاكير بنشر تلك القوة في العاصمة. في تطور آخر، أعلن الناطق باسم جيش جنوب السودان الجنرال لول رواي كوانغ أن 60 جندياً مثلوا أمام محكمة عسكرية بتهمة ارتكاب جرائم خلال المعارك الدامية في تموز (يوليو) الماضي بين أنصار سلفاكير وزعيم المعارضة المسلحة رياك مشار في جوبا. وقال كوانغ إن ضابطين دينا بتهمة القتل موضحاً أن الجيش «ينتظر موافقة الرئيس» قبل كشف عدد العسكريين المدانين وعقوباتهم.