تشن قوات الأمن العراقية عمليات في صحراء الأنبار الغربية، وسط مخاوف محلية من تزايد الهجمات الإرهابية المنطلقة من بلدات قرب الحدود السورية، فيما بدأ مجلس المحافظة تأهيل منفذ عرعر الحدودي مع السعودية، تمهيداً لافتتاحه. وسيتم توقيع اتفاق مع شركة أمنية أميركية لحماية الطريق إلى الأردن بعد فتح معبر طريبيل «خلال أيام». ويسيطر «داعش» على بلدات عانة وراوة والقائم في أقصى غرب الأنبار، ويشن هجمات انتحارية على البلدات المجاورة في هيت والبغدادي والرطبة، فيما يطالب المسؤولون ومقاتلو العشائر في المحافظة بالإسراع في استعادة المناطق التي يسيطر عليها التنظيم. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت في اتصال مع «الحياة» إن «قوات مشتركة شنت هجوماً على ضواحي عانة مساء أول من أمس لمنع مسلحي داعش من التسلل الى مدينة هيت المجاورة». وأضاف أن «التنظيم يستغل انشغال الجيش في معارك الموصل وتلعفر ويشن هجمات على مراكز المدن المحررة في الرمادي والفلوجة وهيت والرطبة»، وتابع أن «الحكومة أبلغت العشائر بتأخير المعركة حتى انتهاء الحملة شمال البلاد». ولفت الى أن «القوات الأمنية ومقاتلي العشائر يدركون الخطر الذي يهدد المحافظة وبادروا الى شن هجمات استباقية محدودة في عمق الصحراء لمنع الإرهابيين من التسلل». وزاد أن «هذه الهجمات للجيش والعشائر تمهد لإطلاق المعركة». وشدد على أن «بقاء الحدود السورية مفتوحة في مصلحة الإرهابيين». وكان انتحاريان من «داعش» هاجما البغدادي قبل يومين، وأسفر الهجوم عن قتل وإصابة عدد من عناصر الأمن الموجودين في المدينة، حيث تقع قاعدة «عين الأسد»، وهي إحدى أكبر القواعد، وفيها مستشارون أميركيون. الى ذلك، باشر مجلس المحافظة بتأهيل معبر عرعر الحدودي مع السعودية، ومعبر طريبيل مع الأردن تمهيداً لفتحهما أمام القوافل التجارية، ومن المؤمل فتح معبر طريبيل خلال أسابيع. وقال رئيس اللجنة الأمنية في المجلس راجع العيساوي ل «الحياة» إن «العمل على فتح الطريق الدولي بين العراقوالأردن في المراحل النهائية وسيتم توقيع اتفاق مع شركة أمنية أميركية لحمايته من الهجمات الإرهابية». وأضاف أن «فتح المعبر يمثل أولوية نظراً إلى أهميته الاقتصادية وتسهيل إعمار المدن المدمرة»، ولفت الى «تأهيل معبر عرعر مع المملكة العربية السعودية لزيادة القوافل التجارية والدينية». وأعلنت بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق (يونامي) قتل وإصابة 518 عراقياً جراء أعمال العنف و «الإرهاب» والنزاع خلال الشهر الماضي، وأشارت إلى أن نينوى كانت أكثر المحافظاتالعراقية تضرراً. وأوضحت في بيان أن «الأرقام التي سجلتها تفيد بقتل ما مجموعه 241 مدنياً وإصابة 277 آخرين خلال الشهر الماضي». وزادت أن «محافظة نينوى الأكثر تضرراً، إذ بلغ مجموع الضحايا المدنيين فيها 233 شخصاً (121 قتيلاً و112 جريحاً)، تلتها بغداد حيث سقط 38 قتيلاً و85 جريحاً، ثم محافظة الأنبار حيث لقي 33 شخصاً مصرعهم وأصيب 49 آخرون». ودان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش «أعمال داعش الإرهابية التي تسببت في معاناةٍ هائلة للمدنيين باستخدامهم كدروعٍ بشرية حتى اللحظات الأخيرة، قبل سحق هذا التنظيم في الموصل والانتصار الذي أعلنته الحكومة».