انتقد مسؤولون محليون وشيوخ عشائر في الأنبار فشل الحكومة الإتحادية في فتح معبر طريبيل الحدودي مع الأردن، على رغم وعود سابقة اطلقتها. وقال صدر عشائري إن «داعش» ما زال يهدد الطريق الدولي، بسبب فشل قوات الأمن في حمايته نظراً إلى طوله البالغ نحو 400 كلم. وكان الجيش وأفواج شرطة الطوارئ تمكنوا في أيار (مايو) الماضي من تحرير بلدة الرطبة الواقعة على الطريق الدولي والقريبة من معبر طريبيل الذي أغلق أمام الصادرات والواردات منذ مطلع عام 2014 وتكبدت الأنبار والحكومة الإتحادية خسائر مالية كبيرة. وأفاد عضو اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة راجع العيساوي «الحياة» بأن «الحكومة لم تتخذ خطوات جدية لإعادة فتح المعبر»، وأشار الى ان «البوابات الحدودية لم يتم تأهيلها، والحديث عن استكمال المتطلبات اللوجستية في المعبر غير صحيح» وكشف أن «المشكلة الأكبر هي عدم تأمين قوات الأمن الحماية للطريق الدولي بين العراقوالأردن»، ولفت الى ان «الجيش يسيطر على مراكز المدن التي يمر عبرها الطريق في الفلوجة والرمادي والرطبة ولكن الطريق الرابط بين هذه المدن وصولاً الى الحدود ما زال تحت تهديد داعش». وشدد العيساوي على ضرورة «فتح المعبر في أسرع وقت لما له من فائدة اقتصادية للبلاد عموماً والأنبار خصوصاً»، وأوضح أن «فتحه سيساهم في دعم المحافظة وآلاف النازحين عبر وصول المساعدات في شكل أسرع»، وأضاف أن «اغلاق المعبر كبد العراق خسائر مالية كبيرة، وقلص موازنة الأنبار». وكان معبر طريبيل، يعد قبل هجوم «داعش» منتصف 2014 وسيطرته على الفلوجة، ثاني أهم معبر حدودي لدخول البضائع الى العراق بعد منافذ البصرة، جنوب البلاد، ويقول مسؤولون ان اسباباً سياسية وراء عدم الجدية في فتحه. إلى ذلك، أفاد عبدالمجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار في اتصال مع «الحياة» بأن «داعش ما زال يهدد الطريق الدولي بين المحافظة والأردن، وأفشل محاولات عدة لفتح المعبر بهجمات مباغتة على البلدات القريبة»، وتابع أن «التنظيم ما زال يهدد بلدة الرطبة ويسيطر على ضواحيها ومنها شن ثلاثة هجمات خلال اسابيع قليلة على مركز المدينة حي الجيش والشرطة المحلية كان آخرها الأسبوع الماضي وقتل خلالها عدداً من العسكريين بينهم ضباط». واقترح «غطاء جوياً لتأمين الطريق وتوفير ثكنات مجهزة بأبراج على طولها للوصول الى المعبر وإزالة المخاوف لدى التجار من استخدامه وعدم تكرار حوادث ارهابية سابقة تمثلت في مهاجمة القوافل التجارية البرية وقتل سائقيها وسرقة البضائع». ميدانياً، أعلن قائد عمليات الانبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي أمس البدء في تطهير منطقة الفلاحات، غرب الفلوجة، من العبوات الناسفة والألغام، وتم العثور على عبوات قيد الصنع ومواد متفجرة. والفلاحات هي آخر منطقة خسرها «داعش» في الفلوجة وكانت معبره الوحيد للحصول على الإمدادات من غرب الأنبار عندما حاصر الجيش المنافذ الشمالية والشرقية والجنوبية.