استنفرت قوات الأمن العراقية كل جهودها، بعد تلقيها معلومات عن نية «داعش» شن هجمات واسعة لاستعادة السيطرة على بلدات خسرها قبل شهور، فيما عززت الولاياتالمتحدة وجودها العسكري بمئات الجنود خلال أسبوع واحد، في مؤشر إلى اقتراب موعد معركة تحرير الموصل. وأعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي التقى الرئيس فرانسوا هولاند في باريس أن استعادة المدينة ستكون مع نهاية العام الجاري. (راجع ص2) وتعرضت بلدة الرطبة، جنوب الأنبار، لثلاث هجمات خلال الأيام القليلة الماضية، وشن «داعش» هجمات صاروخية على بلدتي هيت وكبيسة، وحاول العشرات من عناصره التسلل إلى شمال الرمادي. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت، في اتصال مع «الحياة» إن «البلدات الغربية في المحافظة، هيت وكبيسة والرطبة، استنفرت كل قواتها بعد ورود معلومات مؤكدة عن نية داعش شن هجمات واسعة لاستعادة السيطرة على هذه المناطق»، وأضاف أن «التنظيم حشد جيشاً من مسلحيه في منطقة القائم الواقعة على الحدود مع سورية، مكوناً من الذين انسحبوا من الرمادي والفلوجة، بعد إعادة تنظيمهم بإشراف الإرهابي أبو بكر البغدادي لشن هجمات مضادة»، وزاد أن «المعلومات تفيد بأن داعش سيهاجم مدن وبلدات الأنبار، مع بدء هجوم الجيش على الموصل، لتشتيت جهوده، وفتح جبهتين لإضعافه»، وشدد على ضرورة «تأمين هذه المناطق قبل الشروع في تحرير المدينة». إلى ذلك، أعلن الناطق باسم قوات التحالف الدولي الكولونيل جون دوريان أمس، أن «عدد العسكريين الأميركيين في العراق ارتفع في غضون أسبوع من حوالى أربعة آلاف إلى 4460 عسكرياً»، من دون أن يوضح سبب هذه التعزيزات. ولكن مراقبين يعزون ذلك إلى قرب انطلاق معركة الموصل، بالتزامن مع إعادة قوات مكافحة الإرهاب تنظيم صفوفها في قاعدة القيارة، استعداداً للتقدم نحو بلدتي الشورة وحمام العليل القريبتين من المدينة. في باريس، قال بارزاني في مقابلة مع تلفزيون «فرانس 24» إن الجيش وقوات «البيشمركة» سينفذان الهجوم على الموصل، بدعم من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، لكن لم يحدد بعد دور الفصائل المسلحة المؤيدة للحكومة. وأضاف، من دون الخوض في تفاصيل: «كانت هناك اجتماعات عدة بين قادة البيشمركة والجيش واتفقوا أخيراً على خطة (لتحرير المدينة) ودور كل طرف». وكان «داعش» شن، الأسبوع الماضي، ثلاث هجمات على بلدة الرطبة الحدودية، أسفرت عن تدمير منشأة حيوية، فضلاً عن قتل وإصابة عناصر من قوات الأمن المكلفة حماية المدينة، وأرسلت الحكومة حينها تعزيزات عسكرية إلى المنطقة بينها قوة من مقاتلي العشائر. من جهة أخرى، دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى توفير كل المستلزمات الضرورية لإعادة النازحين إلى الفلوجة، وقال في بيان أمس إن «الحكومة أرسلت وفداً إلى المدينة للاطلاع على الأوضاع، في عداده مسؤولة مجموعة دعم الاستقرار الدولية ليز غراندي». وأكد «توجيه وزارات الإعمار والبلديات بإرسال المزيد من الآليات لاستكمال رفع الأنقاض وتنظيف الشوارع بأسرع وقت». وأوضح البيان أن «الأممالمتحدة ستبدأ الأسبوع المقبل تأهيل 12 مدرسة، فضلاً عن أن وزارة التربية أهلت عدداً آخر من المدارس».