أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن «التئام جروح الشعب الكردي يكمن في الاستقلال فقط»، نافياً أن يكون المطلب «ورقة ضغط على بغداد». وفيما وصف رئيس الوزراء حيدر العبادي الخطوة بأنها «خطيرة»، أكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أن الاستفتاء «طموح يصعب تحقيقه حالياً». ويواجه الأكراد عقبات في إجراء استفتاء على الانفصال المزمع إجراؤه في 25 من أيلول (سبتمبر) المقبل، فقد تباين وجهات النظر بين الاحزاب، فضلاً عن تحفظات بغداد، ورفض دول الجوار، وضغوط دولية متزايدة لتأجيل الأمر. وقال بارزاني في كلمة خلال إحياء ذكرى إعدام آلاف من عشيرته في ما عرف ب «الأنفال» إن «الحكومات المتعاقبة من تأسيس الدولة العراقية تبنت النهج ذاته تجاه الأكراد الذين كانوا دوماً على استعداد لفتح صفحة جديدة مع بغداد كشركاء، على رغم ما تعرضوا له من مآسي منذ عام 1920 إلى عام 2003». وأضاف: «بعد كتابة الدستور الجديد، لم تلتزم بغداد مواده، خصوصاً التطبيع الذي تنص عليه المادة 140 (المناطق المتنازع عليها)، وتنصلت من تسليح البيشمركة وصرف مستحقاتها وحرمتها من التسليح، كما قطعت الرواتب عن شعب الإقليم والحليب عن أطفاله، وهي جريمة لا تقل سوءاً عن القصف الكيماوي وجرائم الأنفال». وتابع: «خلال لقاءاتنا مع رئيس الوزراء حيدر العبادي العام الماضي ولقاءاتي مع المسؤولين العراقيين، صارحتهم بعدم إمكاننا العيش معاً في بلد واحد، لأنكم لا تؤمنون بالشراكة، ودعوتهم إلى أخذ المسألة بجدية، وكانوا يتصورون أنها ورقة ضغط فقط، وهي لا يمكن أن تكون كذلك، لأن شعبنا اتخذ قراره بقناعة تامة». وزاد: «لا نفكر بالعنف والقوة والحرب، ونرغب في التوصل إلى حل مع بغداد بهدوء، ونأمل من أصدقائنا وكل الدول الصديقة بأن تتفهم وضعنا وتدعمنا وتشجع توصلنا نحن وبغداد إلى حل نهائي لهذه المشكلات، وأن نعيش بسلام وأمان جنباً إلى جنب كجيران، لأن علاج جروحنا العميقة طيلة القرن المنصرم هو الاستقلال فقط بعد أن فشلت جميع الحلول». وأكد أن «العديد من الاتفاقات جمعتنا مع بغداد في معركة تحرير الموصل، لكن للأسف ارتُكبت خروقات خطيرة وما زالت». وإلى ذلك، قال معصوم خلال لقاء مع ممثلي البعثات الديبلوماسية في بغداد مساء أول من أمس إن «الاستفتاء ليس سوى طموح، ولا يمكن أن يتحقق الانفصال في الوقت الحاضر، ونأمل بأن يبقى العراق موحداً». ودعا في بيان «الدول الصديقة إلى دعم العراق لإعمار المناطق المحررة، وضرورة استمرار العملية السياسية ، فضلاً عن إجراء الانتخابات النيابية وحل المشكلات العالقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم». وسبق لمعصوم، وهو قيادي في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة جلال طالباني، أن قال إنه على رغم كونه «كأي مواطن كردي» يطمح إلى الانفصال، إلا أن منصبه كرئيس للبلاد يحتم عليه الدعوة إلى المحافظة على الوحدة. في السياق ذاته، نقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن العبادي قوله خلال لقائه وفداً إعلامياً إيرانياً في بغداد إن «موقف الحكومة واضح فالاستفتاء أكثر من خطير ويتعدى عدم قانونيته إلى خلق مشكلات إضافية». ولفت إلى أن «كل الأطراف العراقية تحترم الأكراد، وأي خطوة جديدة يجب أن تكون في إطار الدستور العراقي الذي يعتبره الجميع ميثاقاً وطنياً، والانفصال لن يكون لمصلحتهم». وجددت أنقرة أمس، رفضها تقسيم العراق، وقال الناطق باسم الحكومة إبراهيم قكلن إن «الاستفتاء لن يكون الصيغة التي من شأنها إيجاد حل للمشكلات التي يشهدها العراق، لا سيما الاقتصادية والأمنية منها». وأضاف أن «المحافظة على وحدة العراق أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى تركيا، ويجب اتباع سياسة تحتضن الجميع».