مع تمكن القوات النظامية من تحقيق تقدم خلال ال24 ساعة الماضية في الأجزاء المتبقية من ريف الرقة الشرقي، عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، وبعد نحو 72 ساعة من تمكن القوات النظامية لأول مرة من دخول محافظة دير الزور بعد اجتياز الحدود الإدارية للرقة مع الريف الغربي لدير الزور، تمكنت قوات النظام من تحقيق مزيد من التوغل داخل الريف الغربي لدير الزور، مقلصة بذلك المسافة إلى نحو 50 كلم بينها وبين مدينة دير الزور التي يحاصرها «تنظيم داعش» منذ مطلع 2015، وتمكن من فرض حصار ثان داخل الحصار الأول مطلع العام الجاري. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام تمكنت من التقدم في بادية دير الزور الغربية، المحاذية للريف الجنوبي الشرقي لمدينة معدان. ورصد «المرصد السوري» محاولة قوات النظام الالتفاف على جبل البشري الاستراتيجي، والذي سيتيح لقوات النظام -في حال السيطرة عليه والتمركز فوقه- السيطرة والرصد الناري لكثير من القرى ومساحات واسعة من ريف دير الزور الغربي والخط الممتد منها إلى منطقة السخنة وبادية حمص الشرقية. ويترافق هذا التقدم مع قصف مكثف ومستمر لقوات النظام على مدينة معدان والقرى المتبقية تحت سيطرة التنظيم، بالتزامن مع غارات مكثفة من الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، إذ تحاول قوات النظام استكمال إنهاء وجود «داعش» في الأجزاء المتبقية له من ريف الرقة، متبعة تكتيك الالتفاف على أكبر مساحة ممكنة وإجبار التنظيم على تنفيذ انسحاب قبل الوقوع في حصار، فيما تقوم الطائرات بتنفيذ عمليات قصف متواصلة لفرض خيار الانسحاب على التنظيم. وكانت قوات النظام تمكنت 17 من الشهر الجاري من تحقيق تقدم هام والسيطرة على حقول نفطية في النصف الشرقي من ريف الرقة الجنوبي. وعلم «المرصد السوري» حينها أن هذا التقدم أتاح لقوات النظام الوصول إلى مشارف جبل البشري الاستراتيجي، والذي يتميز بوعورة تضاريسه، ويعد من أهم معاقل «داعش» ويمتد الجبل داخل الحدود الإدارية لثلاث محافظات هي الرقة وحمص ودير الزور، ويعد من المراكز المهمة التي اعتمد التنظيم عليها في عمليات الإمداد وتأمين قياديين. وفي دير الزور، لا تزال عمليات البحث عن ناجين مستمرة إثر القصف الجوي على مدينة البوكمال، الحدودية مع العراق، والواقعة في الريف الشرقي لمدينة دير الزور. وارتفع إلى 6 على الأقل عدد القتلى الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان في القصف. ومن غير الواضح بعدُ الجهة التي قامت به، روسيا أم طيران التحالف الدولي. واستهدف القصف منطقة الجمعيات في البوكمال. تزامناً، تشهد مدينة الرقة استمرار الاشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» وطائرات «التحالف الدولي» من جانب، وعناصر «تنظيم داعش» من جانب آخر. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القتال يتمحور في حي نزلة شحادة الواقع في القسم الجنوبي لمدينة الرقة، عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات. وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن «قوات سورية الديموقراطية» تمكنت من تحقيق تقدم جديد في الحي، بحيث باتت تسيطر على معظم الحي، مقتربة بذلك من مقاتليها المتواجدين في حي هشام بن عبد الملك. وفي حال تمكنت المجموعتان القادمتان من حيي نزلة شحادة وهشام بن عبد الملك من الالتقاء، فإنه ستتم بذلك السيطرة على كامل القسم الجنوبي من مدينة الرقة، الأمر الذي سيضيق الخناق على التنظيم داخل مدينة الرقة، بعد أن خسر أكثر من نصف المدينة منذ انطلاقة معركة الرقة الكبرى في 6 حزيران (يونيو ) الماضي. وترافقت الاشتباكات مع قصف لطائرات التحالف الدولي ولقوات عملية «غضب الفرات» على مواقع التنظيم وتمركزاته ومناطق سيطرته في محاور القتال ومحيطها. وأعلنت «سورية الديموقراطية»، أمس تقدمها في سبعة أحياء بمدينة الرقة شمال شرقي سورية. وأفادت على موقعها الرسمي، بأن قواتها تمكنت من السيطرة على نقاط في حي مساكن الادخار ونقاط جديدة بحي النهضة غربي الرقة، بعد اشتباكات مع «داعش» ما أدى إلى مقتل ثمانية عناصر وأسر ثلاثة آخرين من الأخير. وأردفت أنها قتلت ثلاثة عناصر من التنظيم، ودمرت عربة مفخخة في محيط مدرسة طارق بن زياد بحي نزلة شحادة جنوبيالمدينة، كما قتلت عنصرين في حي الروضة وأسرت اثنين آخرين. ولفتت «سورية الديموقراطية» إلى أنها منذ بداية حملتها العسكرية على مدينة الرقة استطاعت دخول سبعة أحياء هي: (الروضة، الرقة القديمة، هشام بن عبدالملك، نزلة شحادة، الدرعية، النهضة، حي البريد)، فيما لم تعلن السيطرة عليها بالكامل. ومن جانبه، أفاد «تنظيم داعش» بأنه فجر عربة مفخخة بقوات «سورية الديموقراطية» السبت قرب حي نزلة شحادة جنوب الرقة، ما أسفر عن مقتل ثمانية عناصر من الأخيرة، كما قتل ثلاثة عناصر قنصاً عند دوار الفروسية غرب المدينة. ومنذ بدء عملية تحرير مدينة الرقة، في السادس من حزيران، تمكنت «سورية الديموقراطية» من السيطرة على عدة أحياء في الجهتين الغربية والشرقية منها، كذلك سيطرت على قرى بريفها الجنوبي، ودخلت المدينة لأول مرة من الجهة الجنوبية، لتطبق الحصار عليها بشكل كامل.