واجهت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الأميركيين صعوبة في السيطرة على سد البعث على نهر الفرات بمحافظة الرقة (شمال شرقي سورية)، وسط مقاومة ضارية من تنظيم «داعش» الذي استقدم تعزيزات لعرقلة تقدم القوات المشاركة في عملية «غضب الفرات» والهادفة إلى عزل مدينة الرقة وطرد التنظيم منها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة تدور في شكل متواصل بين تحالف «قوات سورية الديموقراطية» المدعوم بقوات خاصة أميركية وطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، على محاور في منطقة سد البعث الواقع في الريف الغربي لمدينة الرقة على بعد نحو 17 كلم شرق سد الطبقة الاستراتيجي، موضحاً أن «قوات عملية غضب الفرات تحاول تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على السد، ليكون بذلك ثالث سد يجرى السيطرة عليه من جانب قوات سورية الديموقراطية ... على نهر الفرات بعد سيطرتها سابقاً على سد الطبقة وسد تشرين». لكن «المرصد» أشار إلى أن قوات «غضب الفرات» تلاقي صعوبة في عملية السيطرة على سد البعث «نتيجة لإسناد التنظيم نفسه في جنوب السد بمناطق سيطرته الممتدة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات وبريف الرقة الجنوبي»، موضحاً أن «التنظيم يعمد إلى إمداد عناصره المقاتلين في سد البعث ومحيطه والمشاركين في صد تقدم قوات عملية غضب الفرات، بالذخيرة والسلاح والعتاد والعناصر المقاتلة في محاولة لمنع قوات سورية الديموقراطية والقوات الداعمة لها من تحقيق تقدم إلى السد أو السيطرة عليه، والذي سيؤدي بالتالي إلى إتاحة المجال لفتح محور قتال جديد بين طرفي القتال في الضفاف الجنوبية للفرات من الريف الغربي للرقة». أما وكالة «سمارت» الإخبارية فأوردت، أن ستة عناصر من «قوات سورية الديموقراطية» وتنظيم «داعش» قتلوا وآخرين جرحوا في اشتباكات وقصف مدفعي في مدينة الرقة وقريتين غربها، بشمال شرقي سورية. وأضافت أن التنظيم شن هجوماً على مواقع ل «قوات سورية الديموقراطية» في قريتي العجيل الغربي والشرقي (57 كلم جنوب غربي مدينة الرقة)، ما أسفر عن مقتل خمسة عناصر لتحالف «سورية الديموقراطية» وتدمير عربة مدرعة والاستيلاء على سيارة رباعية الدفع مزودة برشاش 14.5 ملم. وأوردت معلومات أن «طائرات حربية يرجح أنها للتحالف الدولي شنت غارات على قرية هنيدة (28 كلم غرب مدينة الرقة)، بالتزامن مع محاولة «قوات سورية الديموقراطية» التقدم باتجاه القرية من جهة الأوتستراد والضفة الجنوبية لنهر الفرات ومن جهة قرية جعيدين جنوب القرية». وأشارت إلى مقتل عنصر من «داعش» وجرح آخر بقصف مدفعي ل «سورية الديموقراطية» على حي الأكراد ومنطقة الفروسية شمال مدينة الرقة، موضحة أن «سورية الديموقراطية» كانت قد سيطرت الجمعة على قريتي حمرة بلاسم والرقة السمرة شرق محافظة الرقة، وتقدمت شمال سد البعث الذي يسمه «داعش» ب «سد الرشيد». وكانت «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بقوات خاصة أميركية وطائرات التحالف فرضت سيطرتها على سد الفرات الاستراتيجي في 10 من أيار (مايو) الجاري، بعد معارك عنيفة شهدتها مدينة الطبقة وريفها. ولفت «المرصد» إلى أن «سورية الديموقراطية» كانت قد سيطرت في أواخر كانون الأول (ديسمبر) من العام 2015 من السيطرة على سد تشرين الاستراتيجي الواقع على نهر الفرات، والذي يصل بين ريف حلب الشمالي الشرقي ومنطقة عين العرب (كوباني) ومحافظات الجزيرة السورية من الرقة ودير الزور والحسكة.