شهدت مناطق ريف الرقة الشرقي، غارات نفذتها الطائرات الحربية السورية على منطقتي غانم العلي ومعدان، التي تعد آخر مدينة يسيطر عليها «داعش» عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بأقصى الريف الشرقي للرقة. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية باتت على مسافة 6 كلم من معدان وبهذا التقدم تقترب من الحدود الإدارية لمحافظة الرقة مع ريف دير الزور الشمالي الغربي. ومع زيادة وتيرة القصف الجوي، شهدت مناطق ريف الرقة الشرقي حركة نزوح واسعة خلال الأيام الماضية لا تزال مستمرة نحو مناطق في ريف الرقة الغربي أو نحو مناطق أخرى بعيدة من القصف الجوي. وتزامنت الاشتباكات مع استمرار القتال بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية والقوات العشائرية المسلحة والمدربة روسياً من جهة، وعناصر «داعش» من جهة أخرى، على محاور في الريف الجنوبي الشرقي للرقة. وأمام سيناريو خسارته آخر معاقله الرئيسة في محافظة الرقة، شن «داعش» هجمات معاكسة عبر مجموعات من عناصره مصحوبة بآليات مفخخة، أمام تقدم القوات النظامية. وتترافق الاشتباكات مع استهداف التنظيم مواقع لقوات النظام والمسلحين الموالين لها بالقذائف. وتحاول القوات النظامية التقدم في محورين ينطلقان كلاهما من منطقة مزارع رجم السليمان، بحيث يتجه الأول نحو غانم العلي التي ستسهل لقوات النظام قضم المزيد من الأراضي، إذ ستتيح لها السيطرة على 6 قرى ومزارع على الأقل، في حال أجبرت «داعش» على الانسحاب من المنطقة قبل تطويقها بشكل كامل. والمحور الثاني هو التوجه إلى مدينة معدان التي تعد المدينة الوحيدة المتبقية بشكل كامل تحت «داعش» من كامل محافظة الرقة التي تبلغ أكثر من 19616 كلم. وخسر «داعش» منذ بدأت حملة «غضب الفرات» بقيادة «قوات سورية الديموقراطية» الموقع تلو الآخر، وعزز خسائره دخول القوات النظامية على خط المواجهات ضده في جنوب الرقة بهدف فتح الطريق أمام تقدم قوات النظام نحو محافظة دير الزور. وبعدما كان التنظيم يسيطر على غالبية الرقة منتصف 2015، بات لديه اليوم معقل رئيسي في المدينة ستعني خسارته إياه انتهاء وجوده في الرقة. وخلال الأيام العشرة الماضية استعادت القوات النظامية السيطرة على ريف الرقة الجنوبي الغربي. في موازاة ذلك، قصفت طائرات «التحالف الدولي» بعد منتصف ليل الثلثاء– الأربعاء، مناطق في مدينة الرقة، ما أدى إلى مقتل طفلة وسقوط جرحى، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بقوات خاصة اميركية من جهة، و «داعش» من جهة أخرى، في عدة محاور من المدينة. وتتركز الاشتباكات في محيط مساكن الضباط وفي حي هشام بن عبد الملك والمدينة القديمة، وسط قصف مكثف من قبل قوات عملية «غضب الفرات» وطائرات التحالف الدولي على مواقع التنظيم. وأفاد «المرصد السوري» بتشييع جثامين 10 عناصر من «سورية الديموقراطية» في مدن منبج والقامشلي والمالكية ممن قضوا خلال قصف واشتباكات مع «داعش» في مدينة الرقة. ووثق «المرصد» تمكن «سورية الديموقراطية» من تحقيق تقدم في القسم الجنوبي من المدينة قرب الضفاف الشمالية من نهر الفرات، لتتقدم من حي اليرموك، مسيطرة على كتلة مباني تعرف باسم مساكن الضباط، والواقعة جنوب شرق دوار البانوراما. وصاحَبَت هذا التقدم هجمات معاكسة نفذها «داعش» محاولاً استغلال الظلام، للتسلل إلى خطوط سيطرة «سورية الديموقراطية» مستهدفاً إياها بآليات مفخخة تارة وبهجمات من مجموعات من عناصرها. وفي محافظة حماة، جددت قوات النظام قصفها مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، ترافق مع قصفها مناطق في أطراف بلدة مورك في الريف الشمالي لحماة. كما صعَّدت الطائرات الحربية غاراتها مستهدفة مناطق سيطرة «داعش» في الريف الشرقي لحماة. واستهدفت الغارات قرى دكيلة والحردانة وجنى العلباوي وأبو حنايا وأبو حبيلات وصلبا وجب المزاريع والحردانة بناحية عقيربات في ريف حماة الشرقي.