في الوقت الذي أعلنت دمشق وصول قواتها النظامية أمس إلى مشارف بلدة السخنة التي تعتبر عقدة وصل مهمة بين أرياف حمص ودير الزور ومدينة الرقة، أكبر تجمعات تنظيم «داعش»، حددت الجمعية التأسيسية ل «اتحاد شمال سورية» أمس، موعد إجراء أول انتخابات على مختلف المستويات للإدارات المحلية والمناطقية التي تديرها على طول الحدود مع تركيا، ما اعتبر تمهيداً لإعلان إقليم مستقل. ولم يصدر بعد رد فعل من تركيا على الإعلان الذي من المؤكد أن تنظر إليه كخطوة استفزازية بالنظر إلى أنها تعتبر جميع التنظيمات الكردية في شمال سورية مؤيدة وداعمة لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حرباً ضدها منذ سنوات طويلة. وذكرت وكالة «حوار نيوز» الكردية، أن انتخابات ستجرى في 22 أيلول (سبتمبر) المقبل في ما يسمى الكومونات، أي المؤسسات البلدية. كما ستُنظَّم انتخابات في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) للإدارات المحلية والمجالس الريفية والحضرية والإقليمية. وأخيراً، ستجرى انتخابات مجالس المحافظات في 19 كانون الثاني (يناير) 2018. ولم تعترف دمشق ب «اتحاد شمال سورية» (يسمى أيضاً «المنطقة الاتحادية في شمال سورية») منذ إنشائه في آذار (مارس) 2016، في المناطق الخارجة عن سيطرة السلطات السورية الرسمية في الشمال، على رغم أنه يسيطر على مناطق واسعة على طول الحدود مع تركيا. ميدانياً، أكدت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) ووحدة الإعلام الحربي التابعة ل «حزب الله» اللبناني أن القوات النظامية وحلفاءها وصلوا أمس إلى مشارف السخنة، وهي آخر بلدة يسيطر عليها عناصر تنظيم «داعش» في محافظة حمص في خطوة رئيسية في هجومهم المتعدد الجبهة ضد الجماعة المتشددة. وتقع السخنة على الطريق السريع الرئيسي في الصحراء بين تدمر وجيب للقوات النظامية يحاصره تنظيم «داعش» في دير الزور على مسافة نحو 130 كيلومتراً إلى الشرق. وفي وقت سابق، ذكر الإعلام الحربي ل «حزب الله» أن حقل السخنة للغاز والمرتفعات المطلة على البلدة تقع في مرمى نيران الجيش وحلفائه. كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية لها سيطرة نيرانية مماثلة على مختلف أنحاء البلدة، وأن معظم عناصر «داعش» هناك لاذوا بالفرار. والهدف من تقدم القوات النظامية وفصائل شيعية مسلحة متحالفة معها في الصحراء شرق سورية، هو مهاجمة معقل «داعش» بمحاذاة وادي الفرات. ويتمّ فتح جبهة أخرى في الهجوم إلى الشمال حيث تتقدم القوات النظامية وحلفاؤها بمحاذاة الضفة الجنوبية للفرات جنوب الرقة. وتدعم طائرات روسية الحملة. وصرح مصدر عسكري سوري ل «سانا» بأن الطيران الحربي السوري وجه ضربات مركزة على مواقع تنظيم «داعش» وخطوط إمداده في بلدة عقيربات وقرى السوحة وجروح وقسطل الشمالي وقليب الثور في ريف سلمية الشرقي. وأشار المصدر إلى أن الضربات الجوية أسفرت عن مقتل عدد من عناصر التنظيم وتدمير سيارتين مزودتين برشاشين ثقيلين. وتعد بلدة عقيربات مركز الإمداد الرئيسي للتنظيم على أطراف البادية، حيث تنفذ وحدات من القوات النظامية السورية عمليات عسكرية لاجتثاث التنظيم وقطع خطوط إمداده باتجاه منطقة شاعر وجب الجراح في ريف حمص الشرقي المتاخم. وذكرت «سانا» أن عمليات القوات النظامية أسفرت عن السيطرة على تل أم خصم وجبل القليلات جنوب غربي مدينة السخنة، بعد مقتل وإصابة أعداد كبيرة من إرهابيي تنظيم "داعش" وتدمير أسلحتهم وعتادهم. وأكدت الوكالة أن القوات النظامية أصبحت على مشارف مدينة السخنة، بعد السيطرة على عدد من التلال الاستراتيجية والحاكمة في محيط المدينة التي أصبحت ساقطة نارياً.