تبادل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار اتهامات بالاستمرار في خرق اتفاق وقف النار. وقال سلفاكير إن قائد المتمردين فشل في السيطرة على قواته، بينما أعلن مشار أن الرئيس استعان بحركات التمرد في دارفور لمهاجمة مواقع سيطرته. واتهم سلفاكير نائبه السابق بعدم الالتزام باتفاق وقف النار. وقال إن المتمردين هاجموا الجيش على رغم إصداره الأوامر للقوات النظامية بعدم التحرك أو مهاجمة مواقع أنصار مشار، لافتاً إلى أن الأخير فشل في السيطرة على قواته. وقال الرئيس الجنوبي لأنصاره في جوبا إنه سيؤجل انتخابات الرئاسة المقررة في عام2015 إلى ال2018 على الأرجح، إذ يحتاج الفصيلان المتحاربان إلى وقت للمصالحة. وأضاف إنه بعد التوصل إلى اتفاق سلام نهائي ستبدأ الترتيبات لعقد مؤتمر مصالحة في جوبا قبل تشكيل حكومة انتقالية. وأعلن وزير الدفاع في جنوب السودان كول مانيانغ أن قوات مشار هاجمت ليل أول من أمس، مواقع للجيش في ولاية أعالي النيل، مؤكداً أن قواته تلقت أوامر بعدم الهجوم على المتمردين وإنما بالدفاع عن نفسها فقط، مشيراً إلى أن مشار لا يسيطر على قواته خصوصاً ميليشيا «الجيش الأبيض» المؤلفة من قبيلة النوير التي يتحدر منها، والمعادية لقبيلة الدينكا التي ينتمي إليها سلفاكير. في المقابل، أعلن مشار عدم اعترافه بشرعية نظام سلفاكير، إلا أنه مجبر على التفاوض معه من أجل مصلحة الشعب وللتوصل إلى تسوية سياسية. وطالب بنظام فيديرالي لحكم جنوب السودان لتتمتع الأقاليم بحقها في السلطة والثروة، إضافةً الى نظام رئاسي تكون للبرلمان فيه سلطات واسعة. ونفى أن يكون طالب بمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية التي ورد تشكيلها في نص الاتفاق. ونفى مشار أن يكون متمرداً، مؤكداً أنه زعيم لحركة مقاومة تشكلت ضد رأس النظام الذي «فقد شرعيته بعد انقلابه على شعبه وتدميره جنوب السودان وبث روح الفرقة بين أفراد شعبه». وأكد أنه ملتزم باتفاق السلام الذي وقّعه يوم الجمعة الماضي من أجل وضع حد للصراع والذي لن ينتهي عبر الاقتتال وإنما عبر التوصل إلى تسوية سياسية. وأعرب مشار عن قناعته بأن تنفيذ الاتفاق سيواجه صعوبات نظراً إلى أن سلفاكير غير مسيطر على كل القوات التي تحارب باسمه، لكنه شدد على ثقته بأن السلام سيعم جنوب السودان. وأضاف أن الاتفاق الذي وقّعه مع سلفاكير جيد لكنه يحتاج الى ضمانات وتنازلات لتنفيذه. ودعا الرئيس إلى تقديم مزيد من التنازلات والجدية لتطبيق ما اتُفق عليه، محملاً إياه مسؤولية الاقتتال. واتهم مشار قوات تابعة للحركات المسلحة في اقليم دارفور (غرب السودان) بالمشاركة في الهجوم على مواقع قواته في ولايتي الوحدة وأعالي النيل أمس، نافياً تلقيه مساعدات عسكرية ولوجستية من الحكومة السودانية. وقال: «أنا لا اتلقي مساعدات من الخرطوم وسلفاكير هو من يستخدم أسلحة سودانية».