عادت الأوضاع في جنوب السودان الى المربع الأول، بانهيار الهدنة التي وقعتها الحكومة مع المتمردين بعد ساعات من سريانها وتبادل الطرفان اتهامات بانتهاكها. وأثار انهيار الهدنة شكوكاً حول مدى سيطرة الرئيس سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار على انصارهما، او مدى رغبتهما في وقف النار، الأمر الذي لن يحسم على الأرجح، قبل لقائهما مجدداً في أديس أبابا، لتقويم تنفيذ اتفاق السلام الذي وقعاه الجمعة الماضي. وقال ل «الحياة» مسؤول في الاتحاد الأفريقي ان الهدنة «الهشة» بين الحكومة والمتمردين، تواجه أخطارا بسبب عدم سيطرة سلفاكير ومشار على مليشيات متعصبة عرقياً، من قبيلتي «الدينكا» الذي ينتمي اليها الأول، و»النوير» التي يتحدر منها الثاني. ورأى المسؤول الأفريقي ان «الحل يكمن في تسريع تسوية سياسية ومصالحة وطنية تدفع الجنوب الى مرحلة جديدة بمشاركة قوى سياسية واجتماعية فاعلة». وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير إن قواته هوجمت من المتمردين في ولاية الوحدة النفطية، كما تعرضت لهجوم آخر قرب مدينة بانتيو عاصمة الولاية. وقال وزير الإعلام في حكومة الجنوب مايكل مكوي إن قوات المتمردين كانت البادئة بالهجوم على قوات الحكومة في ثلاثة مواقع في ولاية الوحدة في الساعات الأولى من صباح امس. وأشار مكوي الى ان جوبا تقدمت بشكوى رسمية إلى الهيئة الإقليمية للتنمية لدول شرق افريقيا (إيغاد)، التي ترعى محادثات السلام. في المقابل، اتهم الناطق باسم قوات المتمردين لول رواي كوانغ الجيش الحكومي بانتهاك الهدنة في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، واعتبر ذلك مؤشراً الى ان سلفاكير «منافق او انه لا يسيطر على قواته». وأضاف الناطق باسم المتمردين انهم يحتفظون ب «حق القتال دفاعاً عن أنفسهم». وسيعد لقاء مباشر مطلع الشهر المقبل، بين سلفاكير ومشار، بهدف تقييم تنفيذ اتفاق السلام الذي توصل اليه الطرفان اللذان شكلا تسع لجان متخصصة وآليات لمناقشة وتنفيذ اتفاق السلام، كما اتفقا على تشكيل لجان معنية بقضايا الأمن والفيديرالية والفترة الانتقالية وتحديد آليات مناسبة لمناقشة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. ولن يدخل فريقا التفاوض في محادثات مباشرة بل سيعرض كل طرف مواقفه امام وسطاء «إيغاد»، ليحددوا افضل الخيارات المتاحة لإبرام اتفاق نهائي. ويتوقع ان تكمل اللجان عملها في غضون أسبوع، ثم ترفع اقتراحاتها الى الوساطة الأفريقية.