ينهي رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا زيارته لواشنطن اليوم بلقاءات في البيت الأبيض قد تشمل الرئيس باراك أوباما، بعد اجتماعات ماراثونية على مدى عشرة أيام شملت وزارتي الخارجية والدفاع وقيادات الكونغرس. وظل وفد المعارضة خلال هذه اللقاءات متمسكاً بضرورة حصول «الجيش الحر» على «سلاح نوعي» يسمح له بالتصدي لطائرات النظام، لكن المعلومات المتوافرة تشير، حتى مساء أمس، إلى أن واشنطن ليست بصدد تقديم الصواريخ المتطورة التي يمكنها أن تلغي سيطرة الجيش النظامي على الأجواء السورية. وسيكون اللقاء الأساسي لوفد «الائتلاف» بقيادة الجربا في البيت الأبيض اليوم مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، لكن الرئيس باراك أوباما يمكن أن يشارك فيه أيضاً. وعقد وفد «الائتلاف» أمس اجتماعات في وزارة الدفاع (البنتاغون) مع مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة مايكل شيهان ومساعد الوزير للسياسة الدفاعية مايكل لمبكين. وأفيد أن المحادثات تركزت على مدى جهوزية «الجيش الحر» وسبل دعمه عبر المجلس العسكري الأعلى والذي مثّله في الاجتماعات رئيس هيئة الأركان عبدالإله البشير. وأكدت مصادر موثوق بها ل «الحياة» أن الجانب الأميركي لم يعط أي تعهدات في شأن توفير سلاح نوعي، علما بأن محاربة المتطرفين وتنظيمات على صلة ب «القاعدة» احتلت جزءاً مهماً من المحادثات. في غضون ذلك، قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقرير يصدر اليوم الثلثاء، إن هناك «أدلة قوية» على أن حكومة الأسد استخدمت مواد كيماوية كسلاح في ضرب مناطق المعارضة. وأوضحت أن الأدلة المتاحة لديها تشير إلى أن طائرات النظام ألقت «براميل متفجرة» تحوي أسطوانات من غاز الكلور على ثلاث بلدات في شمال سورية في نيسان (أبريل) الماضي، وأن ذلك «يمثّل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي». وطالبت مجلس الأمن بإحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية. ميدانياً، واصلت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) محاولة توسيع نطاق سيطرتها في المحافظات السورية الشرقية، مثل دير الزور والرقة، في جهد واضح للاتصال بقواعدها في محافظة الأنبار العراقية. وأفيد أمس أن هذا التنظيم سيطر على عدد من القرى في ريف بلدة عين عيسى في الرقة، بعد اشتباكات مع مقاتلي لواء إسلامي كان يساندهم مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردي». أما في محافظة دير الزور المجاورة، فسجلت «اشتباكات عنيفة» بين «الدولة الإسلامية» وبين كل من «الجبهة الإسلامية» و «جبهة النصرة»، علماً بأن «داعش» حقق في الأيام الماضية تقدماً واسعاً على حساب هذين التنظيمين في ريف دير الزور الغربي. وفي تطور مرتبط، شن «أبو محمد العدناني» الناطق باسم «داعش» هجوماً شديداً على زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، وطالبه بالإقرار ب «أخطائه»، رافضاً الامتثال للأوامر بالانسحاب من سورية. كما طالبه برد بيعة «أبو محمد الجولاني»، زعيم «جبهة النصرة»، قائلاً: «ندعوكَ أوّلاً للتراجع عن خطئك القاتل وردِّ بيعة الخائن الغادر الناكث، فتغيظ بذلك الكفار وتفرح المؤمنين وتحقن دماء المجاهدين». وفي الدوحة، دعا وزير الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية لدى افتتاحه مساء امس «منتدى الدوحة»، في حضور أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، «مجلس الأمن لمباشرة فرض تنفيذ قراراته لوقف إطلاق النار لحماية الشعب السوري من القتل والتشريد في ظل استخدام النظام السوري الحالي للغازات السامة في انتهاك صارخ للإرادة الدولية والقانون الدولي»، ووصف الوضع في سورية ب «الكارثة الإنسانية». وفي نيويورك، يقدم الممثل الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي إحاطة إلى مجلس الأمن اليوم في جلسة مغلقة يتوقع أن يعقد بعدها مؤتمراً صحافياً. وقال ديبلوماسيون في المجلس إن الإبراهيمي «يتوقع أن يطلع أعضاء مجلس الأمن على تصوره لمستقبل مهمته في حال قرر مغادرة منصبه، خصوصاً أنه قدم صورة سلبية جداً عن الجهود الديبلوماسية المتعلقة بالأزمة السورية خلال لقاءاته مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن خلال الأسبوع الأخير في نيويورك». وأكدت مصادر المجلس أن الإبراهيمي «لن يعلن استقالته اليوم، لكنه سيوضح رؤيته المتعلقة بمنصبه» خلال جلسة المشاورات المغلقة في مجلس الأمن.