أخذت احتجاجات نشطاء ومقاتلي «الجيش السوري الحر» و «جبهة النصرة» ضد ممارسات «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) بالاتساع، وبلغت مناطق شمال غربي البلاد التي لم تكن معروفة بوجود نشاط قوي ل «داعش» فيها. وكان معارضون اتهموا «داعش» بخطف المقدم المنشق أحمد السعود أحد قادة «الجيش الحر» في ريف ادلب شمال غربي سورية، خلال ذهابه لإجراء مفاوضات في المنطقة، الأمر الذي قوبل باحتجاجات شملت خروج متظاهرين إلى وسط مدينة معرة النعمان، مطالبين بإطلاقه. واعلن مساء أمس عن اطلاق السعود. وكان «المجلس العسكري لمجاهدي معرة النعمان» و «المجلس العسكري الثوري في محافظة حماة» اصدر بياناً ناشدا في «الإخوة المجاهدين في الدولة الإسلامية في العراق والشام بالعمل على درء المفاسد والاحتكام لشرع الله». وأضاف البيان أن «المجاهدين في معرة النعمان وريفها ومحافظة حماة وريفها ساءهم ما يقوم به بعض عناصركم وقادة في تنظيمكم من اعتقالات ومداهمات لقادتنا ومقاتلينا مثل العميد أحمد بري والمقدم أحمد السعود وبعض العناصر الأخرى والاستحواذ على سلاحهم». وتابع: «حقنا للدماء وإبعاداً لشر الفتن وشماتة أعداء الدين نطلب منكم كف يد عناصركم عن استباحة دم وسلاح المجاهدين وبخاصة بعد تهاونكم في التوافق معنا لدرء المفاسد والفتن على رغم المحاولات والحوارات». وفي الرقة شمال شرقي البلاد، دعت «جبهة النصرة» في بيان الهيئة الشرعية والفصائل المقاتلة ووجهاء العشائر إلى «العمل على فكّ أسر أحد أمراء الجبهة الذي اختطفه تنظيم الدولة الإسلامية منذ حوالى ثلاثة أشهر». وأضافت «النصرة» في بيان، أن «الأمير أبو سعد الحضرمي خطِف غدراً بعدما سلم سلاحه لتنظيم الدولة الإسلامية». وأشارت إلى أن تنظيم «داعش» «تمادى وماطل في فك أسر الحضرمي. ونطالب جميع الجهات العمل على حقن الدماء المسلمة قبل أن تتخذ قيادة «النصرة» قراراً تصعيدياً». وفي دمشق، قُتل ما لا يقل عن 60 من مسلحي الكتائب المقاتلة في مكمن نصبته لهم القوات النظامية في منطقة تقع بين معلولا ويبرود في جبال القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» . وأشار «المرصد» إلى «مقتل خمسة مواطنين أحدهم مسنّ وآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة جراء نقص الأغذية والعلاج اللازم نتيجة الحصار المفروض من قبل القوات النظامية منذ أشهر على مخيم اليرموك» جنوبدمشق. في المقابل، حقق مقاتلو المعارضة تقدماً ميدانياً جديداً في محافظة دير الزور في شرق البلاد في سعيهم إلى السيطرة على المطار العسكري الذي تتحصن فيه قوات الأسد. سياسياً، يعتزم وفد من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة أحمد الجربا زيارة موسكو في منتصف يومي 13 و14 كانون الثاني (يناير) لإجراء محادثات مع مسؤولين روس قبل مؤتمر «جنيف 2» في 22 الشهر المقبل. ويرأس الوفد الجربا بعضوية الأمين العام بدر جاموس ونائب رئيس «الائتلاف» فاروق طيفور، في حال جرى إعادة انتخابهم في اجتماع الهيئة العامة المقرر في إسطنبول يومي 5 و6 الشهر المقبل. وكانت مصادر قالت ل «الحياة» إن جميع الدول الحليفة للمعارضة نصحت بإعادة انتخاب الجربا لولاية ثانية مدتها ستة أشهر، بعد انتهائها في 7 الشهر المقبل. وقال محمود الحمزة ممثل «المجلس الوطني السوري»، الكتلة الرئيسية في «الائتلاف»، في موسكو إن المجلس «قرر بإجماع الآراء أن من غير المعقول عقد اجتماع جنيف 2 في ظل الموقف الراهن. يتعين أن تتوافر ظروف معينة لعقد المؤتمر وأن هذه الظروف لم تتوفر حتى الآن».