توقّع مختصون في قطاعي النفط والذهب، أن تستمر أسواق هاتين السلعتين سالكة، المسار الصاعد في الأيام الأولى من الأسبوع، ما لم تطرأ أحداث اقتصادية أو جيوسياسية، تؤثر بشكل كبير في الأسعار. وواصلت أسعار الذهب والنفط سلوكها المسار الصاعد، بعد أن سجلت اغلاقاً على ارتفاع الجمعة الماضي، لتفتتح أمس على ارتفاع أيضاً، إذ تحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن على 987.00 دولار للأونصة، ارتفاعاًً من 975.50 دولار في جلسة القطع السابقة في لندن. وبلغ سعر الذهب عند الاقفال السابق في نيويورك 978.20 دولار للأونصة. وارتفع النفط الخام أكثر من 2 في المئة، ليصل إلى أعلى مستوى في 7 شهور أمس (الاثنين) ليواصل مكاسبه، بعدما سجل أكبر ارتفاع شهري في عشرة اعوام، بفضل صعود أسواق الاسهم والتوقعات المتنامية بانتعاش الاقتصاد العالمي. ورأى الخبير في المعادن النفيسة سامي المهنا، أن ارتفاع الاسعار خلال الفترة الماضية يعود بالدرجة الأولى إلى شراء عدد من المصارف المركزية لدول في جنوب شرقي آسيا، خصوصاً في سنغافورة وماليزيا وبروناي للذهب بكميات كبيرة لدعم عملتها. وأضاف في حديث ل«الحياة»: «ان توقعات الأسبوع المقبل الذي بدأ تعاملاته أمس، تشير الى تذبذب واسع قد يصل إلى 30 دولاراً للأونصة، صعوداً ونزولاً». واوضح أن الاوضاع السياسية، وتحديداً زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المنطقة، سيكون لها الانعكاس الأكبر على أسعار الذهب، «ففي حال كانت الزيارة ناجحة، فإن الاسعار ستسجل انخفاضاً، وان لم تنجح فإن الاسعار ستكون مرشحة لاختراق حاجز الألف دولار للأونصة، لما يعرف عن الذهب عشقه للأخبار السيئة». وتوقع ارتفاعاً في الطلب من الخليجيين في الاجازة الصيفية، نتيجة لعادة شراء الذهب في مناسباتهم الاجتماعية مثل الزواج، وذلك من دون الالتفات إلى الاسعار. أما بالنسبة للنفط، فقال خبير الأسواق النفطية حجاج بوخضور، ان المسار الصاعد سيكون سالكاً، نظراً لأسباب عدة، أهمها تصريحات خادم الحرمين الشريفين الثابتة حول موقف المملكة من سعر النفط، والتي تضع سعر 75 دولاراً للبرميل كحد أدنى، مؤكداً ان أي سعر أقل من 75 دولاراً للبرميل لا يتناسب مع كل ما يبذل، ولا يحقق الجدوى الاقتصادية للبلدان المنتجة. واشار الى وجود بوادر في العالم تشير إلى ارتفاع في الاسعار بشكل عام، مع توجه الصين وهي من أكبر الدول المستهلكة إلى رفع طاقتها التخزينية إلى مدى 70 يوماً. ويشير بوخضور إلى عوامل جيوسياسية ساعدت في ارتفاع اسعار النفط، أهمها استمرار المشكلات في نيجيريا، وخطر القراصنة في البحر الأحمر، إضافة إلى الملف النووي الايراني. من جهته، يقول المحلل المالي في أسواق النفط أيمن سيف، انه من الصعب التنبؤ بالاسعار للأسبوع الجاري، ولكن قد نصل إلى مستوى 68 دولاراً للبرميل، وحالياً نلاحظ أن الأسواق أصبحت متعطشة والطلب يزداد، إضافة إلى تحسن في جميع الاسواق من الذهب إلى المواد الغذائية. ويرى أن النقطة الحرجة في الأسعار هي سعر 78 دولاراً للبرميل، «ومتى ما تجاوزنا هذا الرقم، فإن الأسعار ستحلق عالياً، ونكون تجاوزنا أزمة انخفاض سعر النفط، أما إذا لم نستطع القفز فوق هذا الرقم، فإننا سنكون في مرحلة التصحيح المستمرة، وعندها لا يستبعد أي رقم قد يصل إليه سعر النفط، بما فيها مستويات ال40 دولاراً للبرميل»، لافتاً إلى أن الاجواء الاقتصادية متحسنة مع ارتفاع في الاسواق المالية العالمية، خصوصاً السوق الأميركية الأهم.