كشفت قائد عسكري أن القوات الليبية المتحالفة مع الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة، والتي تمكنت العام الماضي من هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مدينة سرت تكثف دورياتها لمنع المتشددين من إعادة تنظيم صفوفهم والتهديد بشن هجمات على مدينة مصراتة الساحلية. ونجحت القوات المؤلفة بالأساس من ألوية من مصراتة في طرد «داعش» من سرت بنهاية العام الماضي، بعد حملة استمرت ستة أشهر دعمتها ضربات جوية أميركية. وسيطرت «داعش» على المدينة في 2015، مستغلة الفوضى السياسية في ليبيا. وقال المتحدث باسم «قوات البنيان المرصوص» في مصراتة محمد الغصري: «تم رصد تحركات لدواعش جنوب مدينة سرت. مجموعات تحاول أن تلملم نفسها وتحاول أن تخترق قواتنا من الجهة الجنوبية، ونحن لدينا القدرة والعزيمة لدحر هذه المجموعات والقضاء عليها مثلما هزمناهم في سرت». ولم يقدم الغصري تفاصيل في شأن تقديرات أعداد المقاتلين في جنوب سرت لكنه قال، إن «قوات مصراتة تفتقر للدعم من المجتمع الدولي منذ هزيمة التنظيم العام الماضي». ويخشى مسؤولون فرنسيون من أن متشددي «داعش» وغيرهم قد يحاولون استغلال أي فراغ في السلطة في ليبيا، لإعادة تنظيم صفوفهم بعدما خسروا أرضاً في سورية والعراق. وخاضت قوات مصراتة المعارك في سرت بعدما سيطر عليها التنظيم قبل حوالى عامين، وشن هجمات على حقول نفطية قريبة وهدد مصراتة، وهي ميناء كبير ومعقل واحد من أقوى الفصائل المسلحة في ليبيا. واستغل المتشددون انزلاق ليبيا المطرد نحو الفوضى بعد انتفاضة أطاحت بمعمر القذافي في 2011. وانقلبت ألوية متنافسة تضم مقاتلين سابقين وتدعمها فصائل سياسية متنافسة أيضاً على بعضها البعض. وتحاول حكومة تدعمها الأممالمتحدة في طرابلس بسط نفوذها، غير أنها تواجه مقاومة من بعض الفصائل المنافسة المسلحة. واتفق رئيس الوزراء فائز السراج والقائد العسكري في شرق البلاد خليفة حفتر على العمل على وقف لإطلاق النار وإجراء انتخابات في محادثات في باريس أمس.