فيما أعلنت حكومة الوفاق الليبية رسميا أول أمس، تحرير كامل مدينة سرت من عناصر تنظيم داعش المتطرف، ما زالت الإدارة الأميركية ترى وجود التهديد الإرهابي، ومحاولة ضرب الاستقرار لعناصر التنظيم في ليبيا خاصة، وشمال إفريقيا عامة. وأوضحت مساعدة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، ليزا ماناكو، في بيان أول أمس، أن تنظيم داعش سيستمر في ترويع الشعب الليبي، ومحاولة ضرب الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي لدول شمال إفريقيا، داعية الأطراف الليبية إلى تكثيف محاربة الإرهاب في كل مناطق البلاد. وأعلنت استعداد بلادها لمساعدة حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج، مشيرة إلى أن واشنطن ستلتزم بالعمل مع المجلس الوطني الانتقالي وجميع الشركاء الليبيين في البلاد، بالإضافة إلى الشركاء الإقليميين لمحاربة التنظيمات المتطرفة. ما بعد التحرير بحسب مراقبين، فإن تخوفات الإدارة الأميركية، تأتي في وقت ما زالت فيه الفصائل المسلحة تتقاتل فيما بينها، فضلا عن العراقيل التي تواجهها حكومة الوفاق أمام تشكيل جيش ليبي موحد، ونزع السلاح من الجماعات المتقاتلة واستئناف دوران عجلة الإنتاج النفطي. كما أن قوات "البنيان المرصوص" المنضوية ضمن حكومة الوفاق، كانت تقاتل عناصر داعش في سرت بوحدات عسكرية صغيرة من الجيش الليبي المفكك، وبمساندة جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، وأهمها مدينة مصراتة، التي تعد القلب الاقتصادي للبلاد، بعد أن تعرضت إلى حصار خانق من قبل قوات القذافي عام 2011، فضلا عن الدمار الشامل الذي لحق بأجزائها. خسائر عملية سرت أكد الناطق الرسمي باسم عملية "البنيان المرصوص" محمد الغصري، أن الخسائر الناتجة عن تحرير مدينة سرت من داعش قدرت بنحو 720 قتيلا من القوات الحكومية و3 آلاف جريح، فيما بلغ قتلى التنظيم نحو 2500 عنصر. وأشار الغصري، إلى أن عملية التمشيط والقضاء على مخلفات الحرب والألغام المزروعة من قبل متشددي التنظيم، قد تحتاج بعض الوقت، مؤكدا أن التوجه إلى مناطق أخرى في ليبيا، يرجع إلى رئيس الحكومة، الذي دعا في أبريل الماضي، جميع القيادات العسكرية في البلاد إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة، لمباشرة عمليات تحرير سرت، في وقت لا تزال كل من قوات المشير حفتر المتمركزة في بنغازي تخوص حربا شرسة ضد مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي، أسفرت آخر خسائرها عن سقوط 13 مقاتلا من قوات حفتر وإصابة العشرات.