وصل مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات الى القدس أمس حيث شرع في اتصالات بحثاً عن مخرج ديبلوماسي للأزمة الناجمة عن الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك، والتي تهدد باندلاع انتفاضة واسعة. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» إن الإدارة الأميركية قلقة من حدوث انفجار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، و «تعمل على صوغ مبادرة سياسية تهدف الى إعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات، وضمان حدوث تعاون اقتصادي وأمني وسياسي بينهما، والعمل على تجنب المواجهة والانفجار، لكن مع تفجر أزمة الأقصى، فإن هذه الجهود باتت مهددة، والوضع برمته أيضاً». وأضافت أن «الإدارة الأميركية تؤمن بأن التعاون هو الطريق لحل المشاكل، لذلك فإن العملية السياسية الجاري بلورتها تهدف الى تعزيز التعاون وتجنب المواجهة». وأوضحت أن الرئيس دونالد ترامب كان يعتزم إطلاق مبادرته الرامية الى إعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات مطلع الشهر المقبل، لكنه قرر التأجيل لحين إيجاد مخرج سلمي للأزمة الراهنة. وبدأ غرينبلات جولته الراهنة بلقاءات مع الجانب الإسرائيلي، ما أثار قلق الفلسطينيين من تأثره بمواقف المسؤولين الإسرائيليين. وقال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى: «بيّنت تجربتنا مع غرينبلات انه يتأثر كثيراً بالموقف الإسرائيلي، ونخشى أن يحاول تسويق الرواية الإسرائيلية لدينا». وأضاف: «لكن عليه أن يعلم أن لا السلطة الفلسطينية ولا الأردن هو صاحب الموقف في القدس، فأهالي المدينة قالوا كلمتهم ضد أي إجراء إسرائيلي في الحرم الشريف، ولا يمكن السلطة او الأردن او أي جهة أن تقنعهم بغير ذلك». وتابع: «الحل الوحيد أمام غرينبلات هو إقناع صديقه (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتانياهو بالتراجع عن الإجراءات في المسجد الأقصى لأن هذا هو المخرج الوحيد». ويرى الفلسطينيون في الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في المسجد الأقصى محاولة لإحكام السيطرة على المسجد تمهيداً لتقسيمه بين المسلمين واليهود. وواصل المصلون أداء الصلوات على أبواب وعتبات المسجد الأقصى رفضاً للبوابات الإلكترونية والكاميرات الحساسة التي نصبتها السلطات على أبواب المسجد. وقام قائد الشرطة روني الشيخ ورئيس البلدية الإسرائيلية للقدس نير بركات أمس، بجولة على أبواب المسجد الأقصى. وأخلت قوات الاحتلال المعتصمين في الطريق المؤدي الى «باب المجلس»، أحد أبواب المسجد، وأجبرتهم على مغادرته لفتح الطريق أمام قائد الشرطة ورئيس البلدية للقيام بجولتهما. وتوجه المعتصمون الى الوادي المجاور حيث أدوا الصلاة. وعقدت المرجعيات الدينية في القدس أمس اجتماعاً أعلنت في ختامه تمسكها بالموقف الموحّد الرافض جميع إجراءات الاحتلال في المسجد. وجاء في بيان صدر عن الاجتماع: «أمام التعنت وإصرار سلطات الاحتلال على التصعيد ومواصلة إجراءاتها التعسفية بحق الأقصى والمواطنين في القدس، فإن المرجعيات تؤكد مواصلة التصدي لهذه الإجراءات التعسفية، فضلاً عن رفض محاولات فرض سيادة الاحتلال على المسجد الأقصى».