الإسرائيلية الناجمة عن الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى بحدوث انفجار بين الجانبين، مع اقتراب يوم الجمعة، حيث تؤم المسجد أعداد كبيرة من المصلين من مختلف أنحاء البلاد. ووجهت القوى والفاعليات والمؤسسات الوطنية والإسلامية دعوات للمواطنين لشد الرحال إلى المسجد يوم غد الجمعة، وممارسة الضغط على السلطات الإسرائيلية لوقف إجراءاتها في المسجد. وقال مسؤولون فلسطينيون إن هناك اتصالات سياسية تجرى على نطاق دولي لثني السلطات الإسرائيلية عن قرارها وضع بوابات الكترونية على مداخل الحرم الشريف. وقال مسؤول ملف القدس في حركة «فتح» حاتم عبدالقادر إن السلطة الفلسطينية والأردن يجريان اتصالات مباشرة مع إسرائيل لإزالة بوابات الفحص. وأشار إلى أن دولاً إسلامية نافذة تجري اتصالات مع الإدارة الأميركية لهذا الغرض. وكشف أن الإدارة الأميركية تبحث عن حل وسط يتضمن إزالة البوابات، مع احتفاظ الجانب الإسرائيلي بالحق في اتخاذ إجراءات لمنع تكرار وقوع عمليات مسلحة كتلك التي وقعت الجمعة الماضي، حينما هاجم مسلحون فلسطينيون رجال الشرطة الإسرائيلية على مدخل «باب الاسباط». وقطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولة دولية له لمتابعة تطورات المسجد الأقصى، وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن عباس قرر قطع زيارته الخارجية، والعودة إلى الاراضي الفلسطينية، لمتابعة تطورات الأوضاع في مدينة القدس. وأضاف أن عباس يجري سلسلة اتصالات عربية ودولية لمنع تدهور الأوضاع، مضيفاً أن الرئيس سيعقد فور وصوله إلى الوطن اجتماعاً عاجلاً للقيادة الفلسطينية لبحث الاعتداءات على مدينة القدس والمسجد الأقصى، والخطوات الواجب اتخاذها للتصدي لهذه الإجراءات. وعقد وفد فلسطيني ضم عدداً من قادة منظمة التحرير والسلطة الوطنية والمؤسسات الإسلامية، اجتماعاً في رام الله أمس مع ممثلي البعثات الديبلوماسية في فلسطين، طالبهم فيه بتدخل دولهم لإنهاء الأزمة، ووقف الإجراءات الإسرائيلية في المسجد. وضم الوفد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ونائب رئيس حركة فتح محمود العالول، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ووزير شؤون القدس عدنان الحسيني، ومفتي القدس الشيخ محمد حسين، والبطريرك ميشيل صباح. وشارك في اللقاء ممثلون عن بعثة الاتحاد الأوروبي في القدسوالأممالمتحدة وبريطانيا وروسيا والصين واليابان وأميركا اللاتينية والسفراء العرب ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وطالب الوفد الفلسطيني المجتمع الدولي والعربي والإسلامي بالتدخل الفوري «لوضع حد لتمادي الاحتلال في انتهاكه الصارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى» وفق ما جاء في بيان صدر في ختام الاجتماع. وحذر الوفد من تحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني، «الأمر الذي ستترتب عليه تبعات خطيرة ومدمرة ليس على فلسطين وإسرائيل فحسب بل على أمن واستقرار المنطقة برمتها». واعتبر المسؤولون الفلسطينيون الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى «عدواناً مدروساً على الشعب الفلسطيني ومقدساته، وخرقاً صريحاً لحقوق العبادة وممارسة الشعائر الديينة والعقيدة وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة ودور العبادة». وفيما دخلت أحداث المسجد الأقصى المبارك اليوم السادس على التوالي، وتلبية لدعوات الفاعليات الشعبية والشبابية ومختلف الفصائل الفلسطينية إلى يوم غضب فلسطيني نصرة للقدس والأقصى، نظمت أمس مسيرات واعتصامات وتظاهرات في مختلف المناطق الفلسطينية، في الضفة وغزة، احتجاجاً على قيام السلطات الإسرائلية بوضع بوابات إلكترونية على مداخل الأقصى. ففي مدينة القدسالمحتلة، واصل المقدسيون رباطهم عند بوابات المسجد الأقصى، لليوم الرابع على التوالي، فيما واصلت قوات الاحتلال التعرض لهم ونشر الحواجز على مداخله ومداخل البلدة القديمة. ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، مئات المقدسيين من أداء صلاة الفجر أمس في المسجد الأقصى، بعدما اعتدت ليل أول من أمس على المصلين في المسجد أثناء صلاة العشاء، بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز، ما أسفر عن إصابة 16 مواطناً، كان من بينهم الشيخ عكرمة صبري. واعتدت قوات الاحتلال على عشرات المعتصمين أمام «باب الأسباط»، أحد الأبواب الرئيسية للمسجد الذي نصبت السلطات بوابات إلكترونية على مداخله، واعتقلت عدداً منهم. وفي قطاع غزة شارك مئات المواطنين بمسيرة جماهيرية حاشدة، نصرة للأقصى والقدس وتنديداً بالإجراءات الإسرائيلية. وتوعدت الأجنحة العسكرية التابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية إسرائيل، في حال استمرت في عدوانها على مدينة القدس والمسجد الأقصى. وقال قادة وممثلون عن الأجنحة العسكرية في مؤتمر صحافي عقد مساء أول من أمس، غرب مدينة غزة إنه سيكون لها «الكلمة العليا والقوية في حال استمر الاحتلال بمخططاته العنصرية في حق الأقصى»، ولن تسمح للاحتلال «بفرض وقائع جديدة في القدس». وحذر قادة الأجنحة العسكرية وممثلوها من «تداعيات خطيرة في المنطقة بأكملها ما لم يتراجع الاحتلال عن انتهاكاته في حق الأقصى». وشددت على أن «المسجد الأقصى أمانة في أعناق المسلمين في العالم، والتخلي عنه في هذه الظروف العصيبة ستكون له انعكاسات خطيرة في القريب العاجل». كما شددت على استمرارها في «معركة الإعداد لتحرير المسجد الأقصى وتطهيره، والذود عنه». ودعت الأجنحة العسكرية الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وأراضي المنطقة 48 إلى «التصدي للمخططات الإسرائيلية والدفاع عن المسجد الأقصى». وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت المسجد الأقصى ومنعت اقامة صلاة الجمعة الماضية فيه، للمرة الأولى منذ أن أحرق متطرف يهودي المسجد عام 1969، عقب مقتل جنديين إسرائيليين واستشهاد ثلاثة فلسطينيين في اشتباك مسلح داخل المسجد. وأكدت الفصائل الفلسطينية أن «جميع خيارات المقاومة مفتوحة أمام شعبنا للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي» في حق المسجد وفلسطينييالقدس. وشددت الفصائل خلال مسيرة جماهيرية نظمتها القوى الوطنية والإسلامية في مدينة غزة أمس، على أن الاحتلال الإسرائيلي «تجاوز كل الخطوط الحمر في انتهاكاته وإجراءاته العنصرية تجاه أبناء شعبنا والمقدسات الإسلامية». وجاءت المسيرة في ظل تصاعد حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية في المدينة المقدسة من الجمعة الماضي، وكان آخرها الاعتداء على المواطنين الغاضبين الرافضين تركيب بوابات إلكترونية، المتجمعين قرب باب الأسباط، ومن بينهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري. وحذر الناطق باسم القوى الوطنية والإسلامية القيادي في المبادرة الوطنية عبدالله أبو العطا من أن الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية «وصلت حداً غير مسبوق، وهي سابقة خطيرة وتجاوز لكل الخطوط الحمر». واعتبر أبو العطا في كلمته أمام مقر الأممالمتحدة في مدينة غزة أن ما يفعله الاحتلال في المسجد الأقصى «بالون اختبار للفلسطينيين والعرب والمسلمين والعالم أجمع لقياس ردود أفعالهم تجاه الخطوات التصعيدية الخطيرة المقبلة». وطالب العالم أجمع، بخاصة الدول العربية والإسلامية إلى «التحرك بسرعة للجم إجراءات الاحتلال في مدينة السلام والأديان»، داعياً جماهير الشعب الفلسطيني إلى «أداء جميع الصلوات أمام بوابات المسجد الأقصى». وناشد أبو العطا الشعب الفلسطيني «التوحد وتصعيد المقاومة في كل أشكالها دعماً للقدس والمقدسات، وتشكيل قيادة موحدة لقيادة المقاومة ضد الاحتلال والاستيطان، فقضية القدس قضية وطنية ذات أبعاد سياسية واجتماعية ودينية وأخلاقية». ووصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاعتداء على المعتصمين أمام بوابات المسجد الأقصى بأنه «تصعيد خطير سيدفع إلى مزيد من الانفجار في الأراضي المحتلة، ولن يجلب للاحتلال سوى مزيد من المقاومة والتصدي لمخططاته». وحذرت في بيان أمس، من أن «الأوضاع الخطيرة التي تعيشها مدينة القدس نتيجة الهجوم الاحتلالي الواسع عليها وعلى أهالي المدينة تنحو رويداً رويداً نحو انفجار شامل لن يستطيع الاحتلال السيطرة عليه». واستنكرت بشدة «زيارة وفد قيادي فلسطيني من الداخل المحتل بيت عزاء عنصرَي الشرطة الصهيونية اللذين قتلا في عملية القدس البطولية»، معتبرة ذلك «تجاوزاً خطيراً للأعراف والقيم الوطنية ويتناغم مع الموقف الصهيوني الذي يقسم شعبنا على أساس طائفي بهدف محاولاته الحثيثة دمجهم ليكونوا جلادين ضد شعبهم». ودعت الشعب الفلسطيني في «الداخل المحتل» إلى «اتخاذ موقف حازم من هذه الخطيئة، خصوصاً أنهم يناضلون ضد المشاركة في المؤسسات الصهيونية، بخاصة الأمنية منها، ويرفضون التجنيد الإجباري في الوسط العربي». وتواصلت أمس ردود الفعل المنددة بالإجراءات الاسرائيلية، وحذرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أمس، «من خطورة التداعيات المترتبة على التصعيد الأمني الإسرائيلي في المسجد الأقصى، وما ترتب عنه من إصابات خطيرة بين صفوف الفلسطينيين وتعريض حياة إمام المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري لأخطار جسيمة». وطالبت مصر إسرائيل «بوقف العنف، واحترام حرية العبادة والمقدسات الدينية، وحق الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائره الدينية في حرية وأمان». ودعتها أيضاً إلى «عدم اتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنها تأجيج الصراع، واستثارة المشاعر الدينية وزيادة حالة الاحتقان بين أبناء الشعب الفلسطيني، بما يقوض من فرص التوصل إلى سلام عادل وشامل تأسيساً على حل الدولتين». الشيخ صبري: نرفض دخول الأقصى من البوابات الإلكترونيّة أكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إصرار الفلسطينيين على عدم التعاطي مع الاجراءات الجديدة التي أقامتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في الحرم القدسي، وكان آخرها نصب بوابات الكترونية على ابوابه. وفيما يجري رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو مشاورات بشأن احتمال إلغاء البوابات، كشف وزير الأمن الاسرائيلي غلعاد إردان تنسيق تل أبيب مع دول عربية واسلامية لنصبها، وتعهد بعدم إزالتها. واعتبر الشيخ عكرمة أن «قرار الاحتلال تركيب بوابات الكترونيّة سياسيّ وليس أمنيّاً، وأن الهدف من إقامتها هو محاولة الاحتلال تأكيد سيادته على المسجد، وهو ما لا يمكننا أن نتعاطى معه، أو أن نستسلم له أبدًا». وأضاف صبري في تصريح ل «صوت فلسطين»: «إذا دخلنا من البوابات الإلكترونية إلى الأقصى بحجة مراقبة المستوطنين المقتحمين فإننا بهذا نكون قد سلّمنا الأقصى إلى اليهود. أمّا امتناعنا عن دخوله عبر بوابات الاحتلال فهو أمر موقت، وفي النهاية ستكون السيادة لنا». في غضون ذلك، ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أمس، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يجري مشاورات مع القيادات الإسرائيلية الأمنية والسياسية حول إمكان إلغاء البوابات الإلكترونية التي تم نصبها قبل عدة ايام على أبواب الأقصى. وأشارت إلى أن هناك خلافات داخل الأجهزة الأمنية بشأن مدى ضرورة نصب البوابات الإلكترونية، إذ يصر وزير الأمن الداخلي والشرطة على ضرورة إبقائها، في حين يعتقد جهاز «شاباك» بعدم الحاجة إليها. وتأتي هذه المشاورات في اعقاب تصاعد المواجهات في محيط المسجد الأقصى، نتيجة الرفض الشعبي القاطع للبوابات الالكترونية وما تبعها من مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال. وذكرت القناة ان نتانياهو سيقرر لاحقا في شأن مصير البوابات الالكترونية. وكان وزير الامن الإسرائيلي كشف أمس أن تل ابيب نسقت مع دول عربية وإسلامية لنصب البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي الشريف. وأوضح اردان أن ذلك تم عبر اتصال مباشر مع بعضها أو من طريق طرف ثالث مع دول اخرى. وأضاف ان القرار الذي اتخذته سلطات الاحتلال بنصب بوابات إلكترونية وتشديد الإجراءات الأمنية قبالة ساحات الحرم القدسي الشريف، سبقه تنسيق مع دول عربية وإسلامية، وتم فور العملية في ساحات الأقصى. ولم يوضح الوزير الإسرائيلي هوية الدول المعنية، مشدداً على انه لن تتم ازالة هذه البوابات.