مع استمرار ظهور حلقات «مسلسل الرعب» من أمطار مدينة جدة التي تحولت شوارعها إلى بحيرة كبيرة، نجت 25 معلمة في إحدى مدارس قويزة (شرق جدة) من الغرق ليلة الخميس الماضي، ولكن على طريقتهن من دون مساعدة من الجهات المعنية. وتحكي إحدى الناجيات وهي مديرة المدرسة (تحتفظ «الحياة» باسمها) ل «الحياة»: «إن الدفاع المدني طمأنتنا بأن الأمطار متجهة نحو شمال جدة فلا خطر على منطقة قويزة، لكننا فوجئنا بارتفاع منسوب المياه في المنطقة، فأرجأنا نحن المعلمات الخروج، وركزنا جهودنا على تنظيم إخراج الطالبات مع ذويهن، والتأكد من سلامتهن، وبقينا محتجزات خلف أسوار المدرسة في انتظار النجدة». وتابعت القصة: «حينما اتصلنا بالدفاع المدني ثانية كان ردهم «أزعجتونا»، فأسقط في يدنا وبدأت كل معلمة في التفكير في النجاة بالاعتماد على نفسها، وتدبير سبيل الخروج من المدرسة مع ذويها». المعلمة أم فيصل إحدى الناجيات من مسلسل الرعب، تقول: «بعض المعلمات خرجن بسياراتهن الخاصة التي غرقت في المياه، ما أضطرهن للركوب في زوارق مطاطية والبقاء فيها حتى الساعات الأولى من صباح الخميس، ثم غادرنها وركبن شاحنات للوصول إلى منازلهن». وتضيف أم فيصل: «أما البعض الآخر فغادرن مع ذويهن إلى بيوت أقارب وأصدقاء قريبة من الموقع، وعلى رغم أن الجهات المعنية وعدتنا لاحقاً بعد وصول غرق المنطقة بنقلنا إلى منازلنا بمروحية، إلا أننا فضلنا الموت على ركوبها والتكشف أمام الرجال»، مشيرة إلى أنهن ظللن على هذه الحال من دون ماء ولا غذاء ولا مساعدة وبيننا مريضات وحوامل. وحكت طريقة نجاتها قائلة: «خرجت مع زوجي وفي الطريق تعطلت بنا السيارة وغمرتنا المياه من كل مكان، فغادرناها وأكملنا الطريق سيراً على أقدامنا، نخوض بجسدينا في الماء الذي يتجاوز منسوبه الركبة بكل صعوبة»، مضيفة «صادفنا بعد يأس سيارة ذات دفع رباعي متجهة إلى أحد المستشفيات، فأقلتنا، إلا أننا وجدنا الطرق مغلقة بسبب السيول، فما كان منا إلا الاتجاه إلى منزل أهل زوجي الذي كان أقرب إلينا وبقينا هناك حتى صباح الجمعة».