أعربت إسرائيل عن تحفظها عن «هدنة الجنوب» السوري التي توصلت إليها الولاياتالمتحدةوروسيا للتهدئة في درعا والسويداء والقنيطرة، على رغم محاولات روسيا طمأنتها. وأفاد مسؤول إسرائيلي رفيع بأن «الاتفاق بصيغته الحالية سيئ للغاية»، مشيراً إلى أنه لم يتضمن كلمة واحدة واضحة عن إيران و «حزب الله». وقالت مصادر مطلعة أمس، إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قال في اختتام اجتماعه في باريس مع الرئيس إيمانويل ماكرون، إن إسرائيل تعارض اتفاق وقف النار «لأنه يرسخ الوجود الإيراني» في سورية. في موازاة ذلك، تواصلت مساعٍ روسية من أجل إقرار مناطق تهدئة أخرى، وأفادت «قاعدة حميميم» الروسية على موقعها أمس، ب3 اتفاقات جديدة مع فصائل معارضة في إدلب لوقف الأعمال القتالية، فيما أوضحت مصادر في فصائل المعارضة أن «قوات أحمد العبدو»، أحد فصائل «الجيش الحر» الذي يسيطر على القلمون الشرقي شمال دمشق، اتفق في شكل «مبدئي» مع وسطاء روس على هدنة في هذه المنطقة لمدة شهرين قابلة للتجديد. وأخرج نتانياهو معارضته اتفاق وقف النار في الجنوب إلى العلن بعد أن كانت ضمن مداولات هادئة في القنوات الديبلوماسية، وقال للصحافيين إنه أبلغ ماكرون أن «إسرائيل تعارض الاتفاق في شكل جارف». وقال إن «حقيقة أن الاتفاق يُبعد إيران مسافة 20 كيلومتراً فقط عن الحدود مع إسرائيل يعزز الوجود الإيراني ويهدد مصالحنا الأمنية». وحاولت موسكو طمأنة إسرائيل على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي قال أمس إن روسيا وأميركا «ستقومان بكل ما تستطيعان من أجل توفير رد على حاجات إسرائيل الأمنية في إطار اتفاق وقف النار في جنوب سورية». ووفق مصدر سياسي رفيع تحدث إلى الصحافيين الإسرائيليين المرافقين (ويرجح أنه نتانياهو نفسه)، فإن «إسرائيل واعية لنوايا إيران التوسعية الجديّة في سورية». إلى ذلك، أفادت «قاعدة حميميم» الروسية على موقعها عن توقيع ثلاثة اتفاقات جديدة لوقف الأعمال القتالية في مناطق عدة بإدلب، خلال ال24 ساعة الماضية. وأشارت عبر حسابها الرسمي على «فايسبوك» أمس، إلى أن «المحادثات مع قادة فصائل المعارضة تستمر في شأن انضمامها إلى وقف الأعمال القتالية في محافظات حلب وإدلب ودمشق وحماة وحمص والقنيطرة». وأضافت أن «العدد الإجمالي للقرى والمدن التي انضمت إلى وقف الأعمال القتالية زاد إلى 2025 قرية في مختلف المدن السورية». ميدانياً، شهدت محافظة الرقة أمس، استمرار القتال في شكل عنيف بين القوات النظامية وعناصر «داعش». وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية تمكنت بإسناد من القصف المدفعي من تحقيق تقدم هام، والسيطرة على حقول نفطية في ريف الرقة الجنوبي عند الحدود الإدارية للرقة مع حمص. وأفاد «المرصد» بأنه بهذا التقدم ينتهي وجود «داعش» في الريفين الغربي والجنوبي الغربي لمدينة الرقة. في موازاة ذلك، واصل الجيش التركي لليوم الثاني على التوالي قصفه مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي. وأفاد ناشطون سوريون بحدوث اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» و «قوات سورية الديموقراطية» في جنوب بلدة أعزاز بمحافظة حلب. وأوضح الناشطون أن الاشتباكات تتمركز في محيط عين دقنة الواقعة في شرق مطار منغ العسكري. وتزايدت حدة التوترات مع زيادة التعزيزات العسكرية التركية على الحدود السورية. وأفادت مصادر كردية سورية بأن روسيا توسطت لدى «قوات سورية الديموقراطية» بطلب تركي لوقف القتال في الريف الشمالي لحلب، لسحب نحو 15 جريحاً بينهم عناصر من القوات التركية.