سربت موسكو معلومات عن احتمال التوصل إلى إعلان هدنة ثانية في سورية تشمل ريفي دمشق وحمص. وأشارت مصادر إلى مشاورات روسية– أميركية جارية في هذا الشأن. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عن مصدر وصفته بالمطلع، أن روسيا والولايات المتحدة «قد تعلنان هدنة ثانية في سورية، في منتصف آب (أغسطس) المقبل، لتشمل ريف حمص والغوطة الشرقية». وأوضح المصدر، ويرجح أن يكون نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف الذي يجري حالياً محادثات في واشنطن مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، أن مشاورات على مستوى خبراء من البلدين تجرى حالياً في إحدى العواصم الأوروبية حول هذا الموضوع. وتوقع المصدر أن يتم الإعلان عن الهدنة قبل الجولة المقبلة من مفاوضات آستانة المقررة في أواخر الشهر المقبل. ورجح أن يبدأ سريان وقف النار في منتصف الشهر المقبل. موضحاً أنه «على الأرجح، ستشمل الهدنة حمص، وربما الغوطة الشرقية». وكانت روسيا والولايات المتحدة أعلنتا اتفاق هدنة، يشارك في تطبيقه الأردن، جنوب سورية، يشمل أرياف محافظاتالقنيطرة والسويداء ودرعا. وجاء الإعلان عن الاتفاق بعد أول لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمر بوتين والأميركي دونالد ترامب، على هامش قمة «العشرين» في هامبورغ، وأكد الطرفان أنهما يعملان على «توسيع هذه التجربة» وإعلان هدنات مماثلة في مناطق سورية أخرى. وأجرى ريابكوف أمس محادثات مع نظيره الأميركي توماس شينكون تناولت «كل ملفات العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية» وبينها تطورات الموقف في سورية. وأعرب نائب الوزير في اختتام جولة المحادثات أنه «لا يستبعد اقتراب الطرفين من التوصل إلى إعلان هدنة جديدة». وقال إن الطرفين الروسي والأميركي «قد يعقدان لقاءً قريباً لبحث هذا الموضوع». وما زالت هدنة الجنوب السوري سارية في مناطق تطبيقها في السويداء ودرعا والقنيطرة، بحسب الاتفاق الروسي– الأردني– الأميركي، وذلك في يومها التاسع على التوالي، منذ بدء تطبيقها في الجنوب السوري، في التاسع من تموز (يوليو) الجاري. وسجل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قصفاً من قبل قوات النظام بعدة قذائف هاون على أماكن في منطقة غرز بشرق مدينة درعا، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. كما سجل استهداف القوات النظامية بالرشاشات الثقيلة مناطق في أطراف قرية التلول الحمر في القطاع الشمالي من ريف القنيطرة. ويعد هذان ثاني وثالث خرق يسجله «المرصد» في اليوم التاسع على التوالي. وكان سجل «المرصد السوري» سجل أول خرق في اليوم التاسع، تمثل بسقوط قذيفة على منطقة في حي الكاشف الخاضع لسيطرة القوات النظامية في مدينة درعا، ما أدى إلى أضرار مادية. وطوال فترة الهدنة الممتدة منذ التاسع من الشهر الجاري وحتى ال17 منه لم يقتل أي مدني أو عنصر مسلح جراء عمليات قتالية بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى. وسجل «المرصد السوري» في الأيام الثمانية التي سبقت الهدنة مقتل 18 مدنياً بينهم 7 أطفال دون سن الثامنة عشرة و6 مواطنات فوق سن ال18، في قصف من قبل القوات النظامية وقصف للطيران الحربي في الجنوب السوري، ومن ضمنهم مواطنتان وطفل قضوا جراء سقوط قذائف على مناطق سيطرة القوات النظامية.