قال رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم إن بلاده «ستواصل حربها ضد الإرهاب حتى مقتل آخر ارهابي». وتأتي تهديدات يلدريم فيما استمرت أمس المواجهات العنيفة بين قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية من ناحية، وقوات تركية وفصائل «الجيش السوري الحر» المنضوية في اطار عملية «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي. وقال يلدريم في كلمة أمام المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم: «حتى يتم قتل الإرهابي الأخير في هذه المنطقة. سنواصل بحسم التصدي للإرهاب». وتطلق أنقرة وصف ارهابي على عناصر «حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض معارك مسلحة مع السلطات التركية منذ الثمانينات من أجل الحقوق القومية لأكراد تركيا. كما تعتبر أنقرة عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» مرتبطة ب «حزب العمال الكردستاني» وبالتالي إرهابية. وزاد يلدريم:»سنواصل التصدي للإرهاب ليس فقط في الداخل ولكن في الخارج أيضاً وفقاً لحقوقنا بموجب القانون الدولي». واستمر القصف التركي أمس على قرى في مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي. كما تعرضت أماكن في بلدة حيان بريف حلب الشمالي، لقصف من قبل قوات النظام، في حين سقطت قذيفة على منطقة في أطراف حي جمعية الزهراء، بالأطراف الغربية لمدينة حلب، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. وتعرضت أماكن في منطقة برصايا الواقعة في ريف عفرين، بريف حلب الشمالي الغربي، لقصف من القوات التركية، ترافق مع استمرار القصف التركي المتفاوت العنف، على مناطق سيطرة «سورية الديموقراطية» بالريف الشمالي لحلب، بين مدينة مارع ومنطقة دير جمال. كما تواصلت المواجهات العسكرية بين «قوات سورية الديموقراطية» من جهة، وعناصر الفصائل المدعومة من تركيا من جهة أخرى، في محيط منطقة عين دقنة الواقعة إلى الشرق من مطار منغ العسكري. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عدد قتلى المواجهات، التي بدأت أول من أمس، أرتفع إلى 15 على الأقل، وأن معظم جثامين القتلى لدى «قوات سورية الديموقراطية». وأفاد «المرصد» بأن المعلومات الواردة من جبهة القتال تشير إلى أن من بين القتلى والجرحى أتراكاً. ووثق «المرصد السوري» إصابة 4 من عناصر «سورية الديموقراطية» أحدهم بحالة خطرة، فيما أسر عنصر من فصائل المعارضة لدى «سورية الديموقراطية»، كذلك أسر عنصر من المسلحين الموالين للنظام ممن جرى نشرهم في وقت سابق لتطبيق اتفاق تخفيف التصعيد ومنع الاحتكاك في ريف حلب الشمالي. وأفادت مصادر موثوقة ل «المرصد السوري» بأن روسيا دخلت كوسيط بين القوات التركية والفصائل من جهة، و «سورية الديموقراطية» من جهة أخرى، وذلك بعد إبلاغ الروس من قبل الأتراك بوجود 5 جرحى من القوات التركية ووجود نحو 10 جرحى آخرين من فصائل المعارضة التي تقاتل إلى جانب أنقرة، لم يتمكن عناصر الفصائل من تأمين انسحابهم أو نقلهم من أرض المعركة لتلقي العلاج. وأكدت المصادر أن الروس بدأوا التوسط لسحب الجرحى ونقلهم لتلقي العلاج عبر التوصل إلى تهدئة أو وقف القتال في موقع تواجد الجرحى. كذلك أصيب عناصر من «قوات سورية الديموقراطية» بجراح مختلفة بعضهم في حالة خطرة، فيما قتل عدد من عناصر الفصائل في هذه الاشتباكات. وأعلنت «وحدات حماية الشعب الكردية» استعدادها تسليم جثامين عناصر «الجيش السوري الحر»، الذين قتلوا في معارك منطقة عين دقنة بريف حلب، ك «مبادرة حسن نية وحقنًا للدماء». وقالت الوحدات في بيان أمس إنها «فصَلت موضوع جثث القتلى من السوريين حصرًا عن موضوع مفاوضات أو وساطات»، ودعت أهالي القتلى للتواصل في شكل مباشر معها لتسليمهم الجثامين. وأعلنت غرفة عمليات «أهل الديار» في «الجيش الحر» نتائج المواجهات مع مناطق «قوات سورية الديموقراطية»، وقالت إنها قتلت أكثر من 25 عنصرًا بينهم ثلاثة قياديين. لكن الوحدات ردّت بصور تظهر قتلى «الجيش الحر»، إلى جانب أسير وعدد من الجرحى. وبدأت غرفة عمليات «أهل الديار»، المكوّنة من أبناء المناطق، التي سيطرت عليها «سورية الديموقراطية» مؤخرًاً، هجومًا ضد نقاط تمركز الأخيرة في عين دقنة. وأوضحت الوحدات أن الفصائل المشاركة في المبادرة هي: «جيش الثوار»، «لواء الشمال الديموقراطي»، «جبهة الأكراد»، و «جيش العشائر». وقال الناطق باسم «أهل الديار»، عبد الغني شوبك، إن «العملية تعتبر إحدى العمليات النوعية المستمرة التي يقوم بها أبطال أهل الديار لتحرير الأرض المحتلة من قبل وحدات حماية الشعب... وإعادة أكثر من 250 ألف مهجر إليها». وسيطرت «سورية الديموقراطية» على عين دقنة وتل رفعت إلى جانب 40 قرية ومزرعة، في شباط (فبراير) 2016، بعد هجوم ضد فصائل المعارضة، تزامنًا مع معارك جرت بين الأخيرة والقوات النظامية. وجاءت معارك اليومين الماضيين، بعد تحضيرات متواصلة للقوات التركية وللفصائل المدعومة منها، للمباشرة بعمل عسكري تهدف من خلاله إلى استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها في أواخر عام 2015 وأوائل عام 2016، والواقعة بين مدينة مارع ومنطقة دير جمال في ريف حلب الشمالي. وتقول فصائل المعارضة إنها تريد من خلال هذا الهجوم «إعادة عشرات آلاف النازحين إلى قراهم التي نزحوا عنها بريف حلب الشمالي». يذكر أن منطقة عفرين وأطرافها ومناطق سيطرة «سورية الديموقراطية» في ريف حلب الشمالي، شهدت خلال الأيام الماضية قصفاً متكرراً من قبل القوات التركية والفصائل المتحالفة معها، ترافق مع استهدافات متبادلة بين الفصائل و «سورية الديموقراطية» بالقذائف والرشاشات الثقيلة. وتصاعد التوتر منذ 20 حزيران (يونيو) الماضي بالقرب من الحدود السورية – التركية، مع بدء دخول تعزيزات القوات التركية إلى الريف الجنوبي لإعزاز. وتسبب القصف خلال الأيام الماضية، بمقتل 6 مواطنين وجرح آخرين.