لم تصمد «هدنة الجنوب» السوري في يومها الثاني وشهدت درعا والسويداء اشتباكات وقصفاً. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية قصفت بقذيفتين على الأقل أماكن في منطقة الحراك الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لمدينة درعا، ما تسبب بأضرار مادية. وجاء القصف مع نهاية الساعة الأولى من ثاني يوم في الهدنة الروسية – الأميركية – الأردنية التي يجري تطبيقها منذ ظهر الأحد. وتواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، على محاور في ريف السويداء الشمالي الشرقي، بعد تقدم القوات النظامية في مناطق عدة، فيما تواصل الطائرات الحربية السورية قصفها مستهدَفين في ريف السويداء. وكان «المرصد السوري» قد سجل خروقاً قبيل منتصف ليل الأحد – الاثنين وبعيده، وتمثلت هذه الخروق بسقوط 3 قذائف على حي طريق السد ودرعا البلد بمدينة درعا، وسماع أصوات إطلاق نار متبادل على محاور في درعا البلد. كذلك كان «المرصد السوري» سجل قبيل منتصف ليل الأحد خروقاً تمثلت بقصف القوات النظامية بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، كما جرى قصف متبادل بين فصيل معارض والقوات النظامية في بلدة النعيمة ومحيطها بالريف ذاته، إضافة لسقوط قذيفتين على مناطق في درعا البلد. وشهد ريف القنيطرة الأوسط استهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة بين القوات النظامية وفصائل المعارضة في مناطق خان أرنبة والصمدانية ومسحرة والطريق الواصل إلى جباتا الخشب، ومعلومات عن إصابة شخص بجراح في بلدة صيدا. وكانت مصادر موثوقة قالت ل «المرصد السوري» إن اتفاق الهدنة في الجنوب السوري الذي أُعلن عنه على هامش قمة العشرين في مدينة هامبورج الألمانية بعد تفاهم بين الأميركيين والروس، ينص على وقف العمليات القتالية في الجنوب السوري، ونشر قوات مراقبة في مناطق وقف إطلاق النار في المحافظات الثلاث الموجودة في الاتفاق، للإشراف على تنفيذ الهدنة. ووفق المصادر يتضمن الاتفاق انسحاب عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وانسحاب فصائل المعارضة من خطوط التماس في كل المحاور، وانتشار قوات الأمن الداخلي التابعة للنظام في هذه الخطوط، على أن تتكفل فصائل المعارضة الداخلة في الاتفاق، بحماية المنشآت العامة والخاصة، وخروج كل من لا يرغب في الاتفاق وانسحاب كامل المسلحين الموالين للنظام من جنسيات غير سورية، وتجهيز البنى التحتية لعودة اللاجئين السوريين تباعاً من الأردن، وإجراء انتخابات مجالس محلية يكون لها صلاحيات واسعة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق التي تلتزم وقف إطلاق النار. وقالت الفصائل العاملة في بادية السويداء والمتداخلة مع ريف دمشق الجنوبي الشرقي، أنه لم يجرِ إبلاغها، من أية جهة سواء كانت إقليمية أم دولية، بوقف إطلاق النار في الجنوب السوري.