بعد مرور خمسة أيام على «فاجعة جدة 2»، لا تزال طرقات عدد من أحيائها العريقة مقطوعة بسبب تجمع المياه. ولم تتمكّن فرق الدفاع المدني من دخول حي البغدادية (وسط جدة) سوى أول من أمس. ولا يزال الوصول متعذراً إلى أحياء التوفيق والنخيل والسامر وأم الخير. وسلمت السلطات المختصة جثامين ثلاثة متوفين إلى ذويها، فيما تحفظت على خمسة جثامين لأشخاص لقوا حتفهم صعقاً بالكهرباء، من خلال ملامسة مياه المطر والسيول، للتحقق من هوياتها بتحليل الحمض الريبي النووي (دي إن إيه). وقال مسؤول صحي إن ثلاثة أشخاص لحقت بهم إصابات خطرة، وتتم معالجتهم في غرف الإنعاش الفائق في المحافظة. وبقيت الأنظار في جدة متطلعة إلى جهود مكثفة يضطلع بها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز لحل مشكلات المدينة العتيقة مع الأمطار والسيول، خصوصاً اجتماعاً من المقرر أن يكون الأمير نايف عقده أمس مع الوزراء المعنيين بمشكلات جدة، ويتوقع أن يواصل النائب الثاني تلك الجهود بزيارة تفقدية للأرجاء المنكوبة في جدة غداً (الثلثاء). وأكد عدد من الخبراء الذين تحدثوا إلى «الحياة»، أن إنشاء هيئة عليا لتطوير مدينة جدة سيجنب المحافظة كثيراً من المشكلات، وسيجعل المشاريع المخصصة لها تعمل بشكل تكاملي مع مختلف القطاعات الحكومية في المحافظة. وقال عضو جمعية البيئة السعودية أيمن البشاوري: «إن إنشاء مصبات خرسانية وطرق تصريف تؤدي إلى البحر مباشرة سيحدُّ من تكرار ما حدث الأربعاء». وطالب الخبير المائي المهندس عادل بوشناق بنقل مسؤولية تصريف مياه الأمطار إلى وزارة المياه بدلاً من «الأمانة» وقال: «إن الأمانة لا تمتلك الخبرة الكافية في التعامل مع المياه. إنها مسؤولة عن منح تراخيص البناء». ووسط حال من الخوف، بدأ سكان جدة تداول خرائط توضح أماكن تجمع المياه لتجنبها، على رغم أن تلك الخرائط ليست صادرة عن جهات رسمية، وإنما رسمها مواطنون. وأعلن مدير الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور سامي بادواد، أن مستشفيات جدة استقبلت 115 حالة مرضية من جراء السيول، مشيراً إلى أن ثلاثاً منها في العناية الفائقة. وأكد بادواد عدم رصد أي أمراض وبائية بين السكان حتى أمس، داعياً الجميع إلى توخي الحيطة والحذر، وعدم الذهاب إلى أماكن تجمع المياه، لتفادي البعوض. وعزا رئيس جمعية المهندسين العرب الدكتور نبيل عباس تحول الأنفاق في جدة إلى أماكن لتجميع مياه الأمطار إلى أن «تصميمها لم يأخذ تصريف مياه الأمطار في الاعتبار»، مؤكداً أهمية أخذ الاحتياطات الهندسية أثناء تنفيذ المشاريع الخدمية والحيوية وقال: «إن التخطيط الرئيسي لمدينة جدة الذي اعتمد قبل عشرات السنين لم يأخذ في الاعتبار حماية المدينة من خطر السيول». فدعق : ندرس مع شركة «كندية» البناء في المناطق الخطرة سكان جدة يتداولون خرائط تجمعات الأمطار ومجاري السيول والحفر باداود : استقبلنا 115 حالة... ونشرنا 20 فرقة و120 طاقماً طبياً مسنة تستقبل «السيل» بوفاة شقيقتها... وتودعه بالهروب من المنزل سكان «البغدادية» يصارعون «كارثة الأربعاء» بالنوم على الأسطح و الأرصفة