مع تواصل عمليات الجيش العراقي مدعومة بالطائرات في الفلوجة لاستعادتها من مسلحي «داعش» قلل مجلس محافظة الأنبار من أهمية الدعوى التي أطلقها رجل الدين البارز عبد الملك السعدي إلى «النفير العام» للدفاع عمن وصفهم ب «المُعتدى» عليهم في الفلوجة. وأعلن قائد القوات البرية الفريق الأول الركن علي غيدان في بيان حصلت «الحياة» على نسخة منه أن «عملياتنا الأولى في مدينة الفلوجة جيدة، حيث تزامنت مع إحكام السيطرة على مكان حيوي ومهم مشرف ومسيطر على القاطع الشرقي للمدينة في العمارات الكائنة أمام جامعة الفلوجة وما تسمى منطقة الهياكل والذي يؤثر في الطريق الدولي العام»، مؤكداً «إحكام السيطرة على كل المناطق المحيطة بعامرية الفلوجة». وأشار إلى أن «القوات البريّة قامت بعمليات واسعة لغرض طرد العدو من المناطق المحاذية لحدود عمليات بغداد والقيام بعمليات تعرضية في عامرية الفلوجة التي تزامنت بمراحلها مع تخطيط القيادة». وأشار إلى أن «الفكرة تبلورت لدينا لنكمل العمل ونسيطر على سدة الفلوجة وجسر التفاحة». في هذه الأثناء، قتل 13 شخصاً معظمهم من عناصر الأمن في هجمات استهدفت أمس مناطق متفرقة في العراق، وذلك بعد ساعات من العثور على جثث 20 جندياً قتلوا شمال البلاد الأسبوع الماضي، وفق ما أفادت مصادر أمنية وطبية. ففي بغداد، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن «مسلحين مجهولين اغتالوا ثلاثة أشقاء من عناصر الصحوة داخل منزلهم في منطقة اليوسفية، 25 كلم جنوببغداد». وأضاف «كما قتل شخص وأصيب أربعة بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة على طريق رئيسي في منطقة المدائن» جنوب شرقي بغداد. وأكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة الضحايا. ووقعت هذه الهجمات بعد ساعات من العثور على جثث 20 جندياً خطفوا وقتلوا في الخامس من الشهر الجاري قرب مقر عسكري في قرية عين الجحش إلى الجنوب من مدينة الموصل. وأعلن تنظيم «داعش» في بيان نشر على مواقع جهادية مسؤوليته عن الهجوم. وقال قائد عمليات الأنبار، الفريق رشيد فليح إن «الاشتباكات تستمر لليوم الثالث على التوالي بين قوات من الجيش العراقي وعشرات المسلحين في مناطق السجر شمالي الفلوجة، والنعيمة جنوبها بدعم وإسناد من مروحيات الجيش التي تواصل قصفاً مركّزاً على أحياء في المدينة يتجمع فيها المسلحون». وأضاف أن «سيطرة الجيش خلال اليومين الماضيين على خطين رئيسيين لإمدادات المسلحين جعل تحركاتهم مكشوفة، في وقت نضيّق الخناق عليهم». كما أعلن قائد الفرقة الذهبية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، اللواء الركن فاضل برواري، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أنه «تم تنفيذ الواجبات الاستباقية لدخول الفلوجة بشكل كامل، ووصلنا مساء السبت إلى القيادة الأولى الفرقة الذهبية من دون اية خسائر، وأن القوات الأمنية وبمساندة العشائر تمكّنت من تضييق الخناق على عناصر تنظيم داعش الإرهابي في المناطق المحيطة بالفلوجة وداخلها، وقتل عدد كبير منهم». إلى ذلك، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار طه عبد الغني في تصريح إلى «الحياة» أن «الوضع الأمني مستقر في عموم الأنبار باستثناء الفلوجة والمناطق المحيطة بها». وقلّل من أهمية دعوة رجل الدين عبد الملك السعدي إلى «النفير» للدفاع ع من وصفهم ب «المُعتدى عليهم» في الفلوجة، لافتاً إلى أن «أهالي الأنبار أصبحوا واعين ولديهم خبرة في التعامل مع فتاوى رجال الدين التي تصب في مصلحة المحافظة، والفتاوى التي تحاول تمزيق البلد وتبث الفرقة والفتنة الطائفية». وأشار إلى «نزوح عشرات الأسر بسبب الهجمات اليومية التي تهدد حياتهم»، داعياً الحكومة الاتحادية إلى «توفير الأمن للنازحين قبل مطالبتهم بالعودة لمناطقهم». ومدينياً، قتل شخص في هجوم مسلح قرب منزله في منطقة الدورة، في جنوب غربي بغداد، كما قتل شخص في انفجار عبوة لاصقة بسيارته في منطقة الأعظمية، في شمال بغداد. وفي الموصل، 350 كلم شمال بغداد، قتل اربعة من عناصر الشرطة في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش للشرطة في ناحية السلامية، الى الجنوب الشرقي من الموصل، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. وفي هجوم منفصل، قتل جنديان وأصيب آخران بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مقراً عسكرياً في الموصل. كما قتل ضابط برتبة ملازم في الشرطة في هجوم مسلح قرب منزله في منطقة الجلام، إلى الشرق من تكريت، ونحو 160 كلم شمال بغداد. وأصيب ضابط برتبة مقدم في الشرطة وتسعة من أفراد عائلته بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف منزله في ناحية العباسي، إلى الغرب من كركوك. وأصيب ثلاثة جنود بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت دوريتهم في منطقة السعدية، إلى الشرق من بعقوبة، كما اصيب استاذ جامعي بجروح في هجوم مسلح على منزله في وسط بعقوبة. ويشهد العراق منذ أكثر من عام اسوأ موجة أعمال عنف منذ النزاع الطائفي بين السنة والشيعة الذي بلغ ذروته بين عامي 2006 و2008. وقتل أكثر من 3200 شخص في أعمال العنف اليومية منذ بداية العام الحالي، استناداً إلى مصادر رسمية.