اقترب فريقا النزاع في جنوب السودان من توقيع اتفاق جديد لوقف الأعمال العدائية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمواطنين خلال محادثاتهما الجارية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأفاد مصدر (رويترز) بأن الحكومة الجنوبية وقعت اتفاقاً على «شهر تهدئة» مع المتمردين، بدأً من يوم أمس، للسماح للمدنيين الذين يحاصرهم الصراع المستمر منذ 4 أشهر بالانتقال إلى أماكن آمنة وزراعة المحاصيل. وذلك في حين تصاعدت المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين للسيطرة على مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية. وذكرت منظمات إنسانية في ولاية الوحدة أن المتمردين أجبروا القوات الحكومية على التراجع أمس، خلال عملياتهم العسكرية لاستعادة السيطرة على بانتيو. وسُمع دوي إطلاق نار خارج المدينة، كما شوهد الجيش اثناء انسحابه منها. وكان الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير أعلن استعادة قواته منطقة الناصر الاستراتيجية المتاخمة للحدود مع اثيوبيا التي ُتعتبر قاعدة مهمة للمتمردين، يدير منها زعيمهم رياك مشار عملياته العسكرية. وأضاف أن مشار هرب من الناصر إلى الأراضي الإثيوبية، غير ان الأخير نفى ذلك، مؤكداً أنه لا يزال في جنوب السودان، متهماً القوات الأوغندية والمتمردين السودانيين المساندين لسلفاكير بقتل الشعب الجنوبي وانتهاك اتفاق الهدنة الموقع في كانون الثاني (يناير) الماضي. وشكّك مشار في جدوى عقد لقاء مباشر مع الرئيس سلفاكير، ورأى أنه قد يأتي بنتائج عكسية. ورهن مشار قبوله بحكومة انتقالية، باقترانها ببرنامج عملي، يتفق عليه أطراف النزاع على أن تُشكَّل قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل. وجدد رفضه نشر قوات ردع افريقية لحفظ الأمن في الجنوب. وقال: «لا نرغب في نشر قوات تعمل على محاربتنا مثلما فعلت القوات الأوغندية». إلى ذلك، أعلنت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان أمس، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيزور جوبا اليوم، لإجراء محادثات مع سلفاكير بشأن عملية السلام وتطورات الأوضاع في بلاده. من جهة أخرى، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاثنين طرفي النزاع في جنوب السودان من «عواقب خطيرة» اذا لم يحترما تعهداتهما بوقف النار. وقال كيري قبل مغادرة أنغولا آخر محطة في جولته الأفريقية: «أقولها بوضوح، اذا رفض هذا الطرف أو ذاك الوفاء بتعهداته، فلن يكون هناك فقط عقوبات وإنما عواقب خطيرة ايضاً». ورداً على سؤال حول «العواقب المشار اليها»، بقي كيري غامضاً، معلناً أن «المجتمع الدولي يطلب المحاسبة على الفظائع، هناك عقوبات، هناك قوات حفظ السلام، هناك امكانيات عدة «. وأضاف: «نشجع الزعيمين على اغتنام هذه اللحظة في محاولة لصنع السلام من اجل شعبهما».