«الحياة»، رويترز - وصل مساء أمس إلى جدة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في إطار الجولة التي يقوم بها في المنطقة لبحث أزمة قطر مع المسؤولين فيها. وكان في استقباله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. ووصف لودريان العلاقة بين بلاده والسعودية ب«العميقة»، وقال في مؤتمر صحافي في جدة : «موقفنا حازم ضد كل من يدعم ويمول الإرهاب، والسعودية أثبتت قدراتها القيادية في مكافحة الإرهاب». (للمزيد). وعن الأزمة القطرية أوضح أنه «لا يمكن أن نحل مكان الوساطة الكويتية ولكن نسعى لدعمها، فرنسا ليست وسيطة، وإنما تحضر بغية إيجاد بيئة مريحة للحوار». وأعلن لودريان أن السعودية وفرنسا قررتا خلال الاجتماع مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إطلاق عجلة التعاون السعودي - الفرنسي، وتفعيل لجنة مشتركة بين البلدين تشمل المجالين السياسي والعسكري والطاقة والتعليم، على أن يكون هناك اجتماعان يعقد أحدهما في باريس والآخر في الرياض، وقال: «هذه الانطلاقة الجيدة هي ما يتمناه رئيس الجمهورية الجديد، وقد تحدث في هذا الموضوع مع خادم الحرمين الشريفين، وكل هذا يتماشى مع رؤية 2030، وهي فرصة لخلق مجالات تكامل في العلاقات الثنائية بين البلدين». وأضاف: «لقد تطرقنا إلى تطور الوضع الإقليمي والدولي، ولاحظنا أن هناك التقاءً كبيراً في وجهات النظر، سواء في العراق أم عملية السلام في الشرق الأوسط أم اليمن، وفي اليمن لا بد من الوصول إلى حل سريع لمداواة الوضع الإنساني». وكان وزير الخارجية الفرنسي زار الدوحة أمس في بداية جولته التي تشمل قطر والسعودية والإمارات. وقالت مصادر فرنسية إن باريس تسعى إلى الإسهام في جهود الوساطة التي تقودها الكويت لحل الأزمة بين قطر وأربع دول عربية. وقال لودريان للصحافيين بعد محادثات أجراها مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن «فرنسا يجب أن تقوم بدور مسهّل للوساطة» التي تقودها الكويت. وأشار إلى أن «فرنسا قلقة للغاية من التدهور المفاجئ في العلاقات بين قطر وعدد من جيرانها». وأضاف أن بلاده «تتواصل مع جميع هذه الدول للمساعدة في البحث عن حل»، داعياً إلى «الحوار والتهدئة» بين الدول العربية المنتظمة في النزاع. وقال وزير الخارجية القطري إن بلاده ترحب بجهود الوساطة وهي مستعدة لأية مفاوضات، شرط أن تقوم على «احترام السيادة»، وفق قوله. وتأتي جولة لودريان إثر محاولة أخرى للوساطة قام بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، قال مراقبون إنها لم تحقق الكثير لتخفيف حدة الخلاف. وفيما نقلت وكالة «رويترز» عن الوزير الفرنسي تصريحات دعا فيها الى «رفع الإجراءات التي تؤثر في السكان، في أسرع وقت ممكن، وبخاصة الأسر التي تضم زوجين من جنسيتين مختلفتين وتفرق شملها أو الطلاب»، علقت مصادر خليجية بأن الإجراءات التي كانت الدول الأربع اتخذتها استثنت في الأساس كل الحالات التي يمكن أن تؤدي الى تفكيك العائلات أو تفرق شملها. وكانت وكالات الأنباء الرسمية في كل من السعودية والبحرين والإمارات أشارت عند اتخاذ قرارها بمقاطعة قطر، إلى أنها خصصت خطوطاً هاتفية ساخنة لمساعدة الأسر التي تضم أفراداً قطريين. ويشير هذا التحرك المسبق الى سعي دول الخليج الى الحد من تأثير قطع العلاقات مع قطر في الجوانب العائلية والإنسانية. وسبقت زيارة لودريان خطوات مماثلة اتخذتها قوى عالمية أخرى كان آخرها زيارة وزير خارجية الولاياتالمتحدة ريكس تيلرسون المنطقة الأسبوع الماضي سعياً إلى حل الخلاف.