أكد ميشال بارنييه المفاوض الرئيسي للاتحاد الأوروبي في محادثات انسحاب بريطانيا من الاتحاد (بريكزيت) ان على لندن ان تفي بشروط صعبة في المحادثات، وإنها لا تملك وقتاً طويلاً لذلك، قبل ان يتمكن الطرفان من النظر في العلاقة المستقبلية بينهما. وعبر بارنييه عن احباط مما يعتبره الأوروبيون تعالياً ونفاداً للصبر من جانب بريطانيا اضافة الى ندرة اقتراحات واضحة، وقال ان لندن تحتاج الى تحقيق «تقدم كاف» فى كل القضايا الأساسية وهي حقوق المواطنين والفاتورة التي يتعين عليها تسديدها الى الاتحاد الأوروبي ومسألة (التنقل عبر) الحدود الإرلندية، قبل نقل المحادثات إلى آفاق الشراكة التجارية في المستقبل. ورأى بارنييه ان المجالات الثلاثة «غير قابلة للتجزئة وهي متداخلة»، مشيراً الى ان التقدم فى اثنتين من هذه المجالات لن يكون كافياً للتقدم الى المرحلة التالية، وذلك في اشارة الى قضية المستحقات التي تتردد بريطانيا في قبولها. وأصر على ضرورة ان «تعترف بريطانيا بأنها تواجه فاتورة بعشرات البلايين من اليورو للوفاء بالتزامات سابقة قطعتها على نفسها كعضو في الاتحاد الأوروبي. وبخلاف ذلك، لا جدوى من مناقشة أي شيء آخر». وزاد: «انها ليست فاتورة خروج، وليست عقاباً ولا انتقاماً، ولم تكن كذلك في أي وقت من الأوقات، انها مجرد تسوية للحسابات». ورفض بارنييه سخرية وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون من اصرار الاتحاد الأوروبي على ان تدفع بريطانيا مستحقاتها، مشيراً الى عدم وجود وقت للإضاعة مع اقتراب موعد آذار (مارس) 2019 المحدد لمغادرة بريطانيا الكتلة. ويقدر المبلغ الذي يجب أن تدفعه بريطانيا لتغطية التزامات التقاعد لموظفي الاتحاد الأوروبي والالتزامات الأخرى مثل الإعانات الزراعية المقدمة للمعونة الإنسانية إلى 100 بليون يورو (114 بليون دولار). وقال ان التشكيك في قضايا مثل الالتزامات المالية يصيب اي علاقة مستقبلية في مقتل. وتساءل المفاوض الأوروبي: «كيف يمكنك بناء علاقة تستمر مع بلد اذ لم تكن لديك ثقة؟». ورأى ان «الثقة تعني تسوية الحسابات». وقال بارنييه انه «لا يمكن ان يتصور كيف ان دولة كبيرة مثل المملكة المتحدة يمكن الا تكون مسؤولة وتحترم التزاماتها». وكان المفاوض الأوروبي يتحدث الى الصحافيين بعد اطلاع لجنة الاتحاد الأوروبي حول المفاوضات على موقف الحكومة البريطانية في مستهل المفاوضات التى تستمر سنتين.