استعادت جماعة «الإخوان المسلمين» انتصاراتها النقابية بعدما نجحت في حصد 13 مقعداً من أصل 14 في انتخابات نقابة المحامين المصريين التي أجريت أول من أمس. كما فاز حمدي خليفة بمنصب نقيب المحامين بعد دعم من مؤيديها، مكتسحاً بذلك النقيب السابق سامح عاشور والمدعوم من «الحزب الوطني» (الحاكم). وأعلنت اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات برئاسة المستشار فاروق سلطان أمس فوز حمدي خليفة بمنصب نقيب المحامين بعد حصوله على 35842 صوتاً، بفارق بلغ 5604 أصوات عن عاشور. وشهدت عمليات الفرز عقب إعلان النتيجة هتافات لمحامي جماعة «الإخوان المسلمين» رفعوا خلالها لافتات إسلامية، ورددوا هتافات مؤيدة لخليفة منها «حمدي خليفة ويا الإخوان... كسبان كسبان»، فيما انسحب عاشور قبل إعلان النتيجة بعد تأكيد المؤشرات خسارته. وقالت ل «الحياة» مصادر مطلعة على عمليات الفرز إن الإخوان تمكنوا من حصد 11 مقعداً على مستوى النقابات الفرعية في المحافظات حتى الآن، فيما فاز أحمد سيف الإسلام حسن البنا نجل مؤسس جماعة الإخوان، ومسؤول ملف المحامين في الجماعة محمد طوسن بمقعدين في مجلس النقابة العام، مشيرة إلى «أن بقية أعضاء لجنة الشريعة والفتوى يظلون الأعلى حظاً في حصد أكبر نسبة مقاعد على مستوى المجلس العام للنقابة ومجالس النقابات النهائية والتي ستعلن نتيجتها النهائية ليل (أمس)». وأجريت أول من أمس جولة الإعادة في انتخابات نقابة المحامين وسط أجواء تنافسية شهدت تبادلاً للاتهامات طوال الأسبوعين الماضيين. ففي حين حشد «الحزب الوطني» مؤيديه لإنجاح النقيب السابق سامح عاشور وقائمته، تكتلت قوى المعارضة في النقابة وعلى رأسها جماعة «الإخوان المسلمين» لإفشال خطوات «الوطني». وأعلن المستشار فاروق سلطان أن عدد الناخبين الذين حضروا الجمعية العمومية لانتخابات النقابة العامة للمحامين بلغ 76166 ناخباً، وعدد الأصوات الباطلة 1296 صوتاً من بين 208115 محامياً هم أعضاء الجمعية العمومية المسددين للاشتراكات للعام الجاري. من جهته، دعا النقيب المنتخب للمحامين حمدى خليفة «أعضاء الجمعية العمومية للمشاركة الإيجابية والعمل على المصلحة العامة من خلال منظومة جماعية تستهدف استعادة دور النقابة على محاورها مهنياً وخدماتياً وقومياً»، مؤكداً «طي صفحة الماضي بما شهدته من صراعات وفتح صفحة جديدة تكتب لنقابة المحامين تاريخاً جديداً يعبر عن إرادة المحامين التي لم تتأثر بأي توجيهات حزبية أو سياسية». وقال ل «الحياة» إنه «ليس له أي خلاف مع أي حزب أو تيار، وأن علاقته بالحكومة وكل أجهزة الدولة طيبة، وسيستثمر هذا للرقي بمصلحة النقابة وأعضائها من دون أي صدام مع الدولة والحفاظ على استقلال النقابة».