رسم المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا ملامح سورية بعد التهدئة، معرباً عن التفاؤل بدفع التسوية السياسية قبل حلول نهاية هذا العام، داعياً إلى إشراك الأكراد في كتابة الدستور السوري. وشدد دي ميستورا على أن سورية «تجاوزت أسوأ السيناريوات» وتجنبت «مصير الصومال». وقال إنه ينوي تنظيم أربع جولات تفاوضية خلال الشهور المقبلة. يأتي ذلك فيما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن لديه «معلومات مؤكدة» تفيد بمقتل زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «لدينا معلومات مؤكدة من قيادات أحدهم من الصف الأول... بريف دير الزور الشرقي» تؤكد مقتل البغدادي. وأضاف: «أبلغت مصادر المرصد في بلدة دير الزور بشرق سورية بأن البغدادي توفي لكن لم يحددوا متى». لكن مستشاراً كبيراً في البيت الأبيض قال أمس إن الولاياتالمتحدة لم تتمكن بعد من التحقق من تقرير مقتل البغدادي. وفي مؤشر على التقارب المتزايد بين أطراف المعارضة، عقدت منصاتها الثلاث (موسكو، الرياض، القاهرة) اجتماعاً تنسيقياً أمس لتبادل الآراء، هو الثاني منذ بدء محادثات جنيف. وقال فراس الخالدي رئيس وفد «منصة القاهرة»، إن وفد المعارضة ناقش مع المبعوث الأممي كيفية الاستفادة القصوى من جولة جنيف الحالية، وإعداد خطة لإيجاد إجراءات للحل السياسي. وأكد الخالدي أن الوفود اتفقت على سلة الدستور وجزء من سلة الانتخابات وملفات أخرى تتعلق برؤية دي ميستورا. من ناحيته، قال نصر الحريري رئيس وفد «الهيئة العليا» المعارض في جنيف، إن «وقف إطلاق النار ليس لرسم خطوط فصل». وأشار إلى أن «أي اتفاق وجهود تؤدي إلى استقرار الأهالي بعيداً من تقسيم سورية مرحب به... نحاول استثمار الفرص لتحقيق تطلعات السوريين، فمعركتنا مشتركة ولا نريد إغلاق الباب في وجه أي حل ممكن». كما اعتبر أن الحل السياسي «لن يكون إلا ضمن بيان جنيف والقرارات الأممية لتحقيق العدل ورحيل رأس النظام». وأعرب دي ميستورا عن تفاؤل بدفع التسوية في سورية قبل حلول نهاية 2017. وقال في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس، إن التطور الأسوأ بالنسبة إلى سورية كان «أن تُترك لمصيرها ويتم تجاهل الأزمة»، ما يحولها أزمة مستعصية ودائمة، على غرار الوضع في الصومال. واعتبر أن سورية «تجاوزت هذا السيناريو، بدليل تركيز قادة العالم على أولوية تسهيل التوصل إلى اتفاقات وتسوية الأزمة بأبعادها المختلفة». وأكد دي ميستورا ضرورة إشراك المكون الكردي في النقاشات حول الدستور، مشيراً إلى أن «الأكراد جزء أساسي من المجتمع السوري وعندما يحين الوقت سيكون صعباً تجاهل أي طرف، لكن لا ننسى أن الطرف الكردي ممثل حالياً في المعارضة». وزاد أنه «فوجئ أخيراً بمدى التقارب الحاصل بين أطراف المعارضة»، التي قال إن لديها «أرضية مشتركة واسعة، وهي ليست بعيدة كثيراً من القضايا التي يطرحها وفد الحكومة، مثل السيادة وسلامة الأراضي ووحدة سورية». ميدانياً، سيطرت القوات النظامية والميليشيات المساندة لها على «حقل الهيل» النفطي. ويعتبر هذا الحقل خط الدفاع الأول ل «داعش» عن مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، كما أنه من أهم الحقول المنتجة للغاز في ريف حمص بعد حقول «شاعر». وأفاد موقع «الإعلام الحربي» المقرب من النظام السوري، بأن القوات النظامية وحلفاءها تقدموا مسافة كيلومترين شمال شرقي مدينة تدمر بعد اشتباكات مع «داعش». من جانبها، قالت «وكالة أعماق» التابعة ل «داعش»، إن عناصر التنظيم أعطبوا دبابة للقوات النظامية شرق محطة آراك النفطية. وكانت القوات النظامية وحلفاؤها سيطروا في الأيام القليلة الماضية على مساحات واسعة شرق حمص، كان آخرها منطقة جباب حمد. وتحاول هذه القوات الوصول إلى مدينة السخنة، بوابة محافظة دير الزور من جهة الغرب، إذ غدت على بعد أقل من عشرة كيلومترات منها. تزامناً، أعلن فصيلان في المعارضة إسقاط طائرة حربية تابعة للقوات النظامية قرب منطقة يشملها وقف إطلاق النار في جنوب البلاد، وهو ما أكده «المرصد السوري». وأصدر فصيلا «جيش أسود الشرقية» و «قوات الشهيد أحمد العبدو» اللذان يقاتلان في جنوب شرقي سورية، بياناً مشتركاً أمس أكدا فيه أنهما أسقطا الطائرة. وقال فارس المنجد، مدير المكتب الإعلامي ل «قوات الشهيد أحمد العبدو»، إن الطائرة أسقطت «من قبل المضادات الأرضية التابعة لنا» وهوت «في مناطق سيطرة النظام»، مشيراً إلى عدم توافر معلومات بشأن مصير الطيار. وأكد «المرصد السوري» أن عناصر المعارضة استهدفوا الطائرة قرب قرية تقع بين محافظتي ريف دمشق والسويداء.