تمكنت القوات النظامية السورية، بدعم من حلفائها وبإسناد من القصف المكثف بالصواريخ والقذائف والطائرات الحربية، من التقدم في تلال ومرتفعات محيط طريق تدمر– السخنة، بعد هجوم بدأته أول من أمس. وأفادت مصادر متطابقة في المعارضة السورية بأن القوات النظامية اقتربت من بلدة آرك وحقولها النفطية واتجه جزء من قواتها نحو المحطة الثالثة للسيطرة عليها، ضمن أولى الخطوات التي تنفذها القوات النظامية للتقدم نحو مدينة السخنة، التي تعد آخر مدينة وتجمع سكني كبير يسيطر عليه «تنظيم داعش» في محافظة حمص، حيث تبعد عنها القوات النظامية نحو 33 كلم. واستمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية والميليشيات الموالية لها من جهة، و «داعش» من جهة أخرى، في محيط حقل آرك والتليلة وقرب جبل شاعر بريف حمص الشرقي. ودارت معارك عنيفة على محاور على الطريق المؤدي من تدمر إلى السخنة، حيث ترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف من القوات النظامية والطائرات الحربية على مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه. ويأتي التقدم في محيط مدينة السخنة الاستراتيجية بعد سلسلة غارات وضربات جوية نفذتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام والطائرات المروحية وقصف القوات النظامية خلال الأيام والأسابيع الفائتة على السخنة. وجاء تكثيف القصف على المنطقة بعد فشل القوات النظامية المتكرر في تحقيق تقدم في محيط مدينة السخنة التي تعد بوابة القوات النظامية للوصول إلى ريف محافظة دير الزور. ونشر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في الرابع من حزيران (يونيو) أن منطقة السخنة الواقعة على بعد نحو 60 كلم شمال شرقي مدينة تدمر تشهد قصفاً يومياً من قبل الطائرات الحربية، التي تعمد إلى استهداف البلدة ومحيطها. وبحسب «المرصد السوري» فإن استعادة القوات النظامية سيطرتها على بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، يتيح للقوات النظامية التقدم نحو الحدود الإدارية للبادية السورية مع محافظة دير الزور، وتنفيذ عملية عسكرية في محافظة دير الزور التي يسيطر «تنظيم داعش» على معظمها. يذكر أن بلدة السخنة تبعد نحو 50 كلم عن الحدود الإدارية للبادية مع دير الزور. ونفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في بلدتي الجنينة وعياش، بريف دير الزور الغربي. وأفاد «المرصد» بأن فصائل المعارضة استهدفت تمركزات للقوات النظامية في منطقة مطار خلخلة بريف السويداء، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها. إلى ذلك، رصد «المرصد السوري» في الريف الشرقي لدير الزور، قيام طائرات «التحالف الدولي» أمس باستهداف منطقة مسبق الصنع ومدرسة بحي البلعوم في مدينة الميادين بالريف الشرقي لدير الزور، بخمس غارات، تسببت في دمار بالمباني وبأضرار مادية في ممتلكات مواطنين. وأفاد «المرصد» بأن هذه الضربات تأتي في إطار التصعيد المستمر من قبل طائرات «التحالف الدولي» على مدينة الميادين التي تعد عاصمة «ولاية الخير» في «تنظيم داعش» حيث تتواجد بها المراكز الإدارية والأمنية و «الشرعية» للتنظيم. وبدأ هذا التصعيد في 22 أيار (مايو) الفائت حيث استهدفت طائرات التحالف في مرات متتالية مناطق سكنية ومباني يقطنها عوائل وعناصر من «داعش». وأفاد «المرصد» بأن نحو 182 شخصاً قتلوا منذ بدء التصعيد، بينهم 20 من عناصر «داعش» إثر القصف على مدينة الميادين وأطرافها ومحيطها. وفي محافظة ريف دمشق، دارت بعد منتصف ليل السبت– الأحد اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، في محور حوش الضواهرة والريحان ترافق مع تحليق طائرات استطلاع في سماء المنطقة، بينما فتحت قوات النظام، نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية. وقتل ضابط برتبة عميد من قوات النظام خلال الاشتباكات المستمرة مع «جيش أسود الشرقية» وقوات أحمد العبدو المدعومة من قبل التحالف الدولي في البادية السورية، ترافق مع قصف جوي وقصف من قبل قوات النظام في شكل مكثف على مناطق الاشتباك. كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية وفصائل المعارضة في أطراف حي التضامن بجنوب العاصمة، ومحور شارع فلسطين بمخيم اليرموك، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وفي محافظة حلب، أفاد «المرصد» بحدوث اشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» من جهة، وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا من جهة أخرى، في محور مدينة الباب بريف حلب الشمالي، في محاولة من «سورية الديموقراطية» للتقدم في المنطقة، في حين انفجر لغم أرضي بعناصر من «سورية الديموقراطية»، قرب جبل برصاص بريف حلب الشمالي، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف «سورية الديموقراطية».