«فار مكسور»    نفاذ تذاكر "كلاسيكو" الاتحاد والنصر    طبيب يواجه السجن 582 عاماً    مطربة «مغمورة» تستعين بعصابة لخطف زوجها!    بسبب المخدرات .. نجوم خلف قضبان السجن!    مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يوقع عددًا من مذكرات التفاهم    التشكيلي الخزمري: وصلت لما أصبو إليه وأتعمد الرمزية لتعميق الفكرة    الملحم يعيد المعارك الأدبية بمهاجمة «حياة القصيبي في الإدارة»    تقدمهم عدد من الأمراء ونوابهم.. المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء بالمناطق كافة    «كورونا» يُحارب السرطان.. أبحاث تكشف علاجاً واعداً    ساعتك البيولوجية.. كيف يتأقلم جسمك مع تغير الوقت؟    هيئة الترفيه وأحداثها الرياضية.. والقوة الناعمة    الرياض يتغلّب على الفتح بثنائية في دوري روشن للمحترفين    «مبادرات التحول الاقتصادي».. تثري سوق العمل    في عهد الرؤية.. المرأة السعودية تأخذ نصيبها من التنمية    «قمة الكويت».. الوحدة والنهضة    مملكة العطاء تكافح الفقر عالمياً    مرآة السماء    ذوو الاحتياجات الخاصة    هل يمكن للبشر ترجمة لغة غريبة؟ فهم الذكاء الاصطناعي هو المفتاح    اكتشافات النفط والغاز عززت موثوقية إمدادات المملكة لاستقرار الاقتصاد العالمي    انطباع نقدي لقصيدة «بعد حيِّي» للشاعرة منى البدراني    عبدالرحمن الربيعي.. الإتقان والأمانة    رواد التلفزيون السعودي.. ذكرى خالدة    روضة الآمال    الاتحاد السعودي للملاحة الشراعية يستضيف سباق تحدي اليخوت العالمي    قيمة الهلال السوقية ضعف قيمة الأندية العربية المشاركة في المونديال    المغرد الهلالي محمد العبدالله: لا مكان لنيمار والمترو الأفضل وحلمي رئاسة «الزعيم»    فصل التوائم.. البداية والمسيرة    «متلازمة الغروب» لدى كبار السن    نائب وزير الموارد البشرية يزور فرع الوزارة والغرفة التجارية بالمدينه المنورة    «COP16».. رؤية عالمية لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي    الاستدامة المالية    رسائل «أوريشنيك» الفرط صوتية    "راديو مدل بيست" توسع نطاق بثها وتصل إلى أبها    وكالة الطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسيع تخصيب اليورانيوم بمنشأتي نطنز وفوردو    بالله نحسدك على ايش؟!    إنصاف الهيئات الدولية للمسلمين وقاية من الإرهاب    عريس الجخّ    كابوس نيشيمورا !    لولو تعزز حضورها في السعودية وتفتتح هايبرماركت جديداً في الفاخرية بالدمام    حملة توعوية بجدة عن التهاب المفاصل الفقارية المحوري    مفتي عام المملكة ونائبه يستقبلان مدير فرع الرئاسة بمنطقة جازان    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    برنامج مفتوح لضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة "بتلفريك الهدا"    محافظ الطوال يؤدي صلاة الاستسقاء بجامع الوزارة بالمحافظة    رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يعقد اللقاء السابع عشر    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الدورة ال 162 للمجلس الوزاري التحضيري للمجلس الأعلى الخليجي    بالتضرع والإيمان: المسلمون يؤدون صلاة الاستسقاء طلبًا للغيث والرحمة بالمسجد النبوي    الدكتور عبدالله الوصالي يكشف سر فوزه ب قرص الدواء    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معارك وغارات شمال سورية ووسطها... وانتهاكات محدودة في اليوم الثامن للهدنة
نشر في الحياة يوم 07 - 03 - 2016

استمرت الاشتباكات بين قوات النظام السوري وأنصارها بدعم الطيران السوري والروسي في جنوب حلب وأرياف حمص وحماة واللاذقية، في وقت أفيد بمقتل 135 شخصاً في الأسبوع الأول من تطبيق الاتفاق الأميركي - الروسي لوقف العمليات العدائية، اضافة الى 36 خرقاً في اليوم الثامن لتنفيذ الاتفاق.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن طائرات حربية «يرجح أنها روسية شنت غارات على مناطق في بلدة دير حافر بريف حلب الشرقي، التي يسيطر عليها تنظيم داعش، فيما تجددت الاشتباكات بين الفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة اخرى في محيط حرش خان طومان بريف حلب الجنوبي في محاولة من الأخير التقدم في المنطقة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، لافتاً الى استهداف قوات النظام بعشرات القذائف ونيران الرشاشات الثقيلة لمناطق الاشتباك والمنطقة، و «معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بينما استهدفت قوات النظام بقذائف المدفعية مناطق في قرية تل ممو بريف حلب الجنوبي».
وإذ أشار «المرصد» الى «بدء عودة التيار الكهربائي لمعظم أحياء مدينة حلب، عقب انقطاع دام لأشهر عدة»، قال نشطاء أن التنسيق حصل بين جهات حكومية ومعارضة على تغذية محطات الكهرباء للمدينة والريف الغربي لحلب، وانه تم بدء ضخ المياه إلى خزانات تشرين ووسط مدينة حلب. وقال «المرصد» انه اعتباراً من اليوم سيتم ضخ المياه للمواطنين وفق خطة تشمل التوزيع بالتناوب على أحياء المدينة.
في ريف ادلب المجاور، قال «المرصد» إن مروحيات النظام ألقت امس منشورات على مناطق في ريف إدلب الغربي جاء فيها «اقرأ وكرر هذا هو الأمل الأخير... انجوا بانفسكم، اذا لم تخلوا هذه المناطق عاجلاً سيتم القضاء عليكم، تركنا ممراً آمناً لكم للخروج اسرعوا باتخاذ القرار، انقذوا انفسكم انتم تعلمون ان الجميع تخلى عنكم وتركوكم بمفردكم لتواجهوا مصيركم ولن يقدم لكم أحد اي مساعدة».
وقالت «وكالة الانباء السورية الرسمية» (سانا)من جهتها، ان 18 عنصراً معارضاً قتلوا في اشتباكات مع الجيش النظامي في الريف الجنوبي لإدلب.
ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري أن وحدة من الجيش «دمرت مقرات لتنظيم جبهة النصرة وقضت على 11 إرهابياً في بلدة أبو الضهور جنوب شرقي مدينة إدلب»، وأضاف المصدر أنه قتل «7 إرهابيين من تنظيم جبهة النصرة» خلال عملية لوحدة من الجيش «على أوكارهم في محيط بلدة جرجناز» شرق معرة النعمان.
في ريف اللاذقية، نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في جبلي الاكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في ريف اللاذقية الشمالي، إضافة الى شن طائرات حربية غارة على مناطق في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي.
وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، ان «الثوار تمكنوا من تنفيذ عملية خاطفة في جبل التركمان بريف اللاذقية أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف ميليشيات النظام، اذ ان مجموعة من الثوار تسللت إلى مواقع قوات الأسد وميليشياته في محيط قرية كلز في جبل التركمان واشتبكت مع العناصر الموجودين بالمنطقة بالأسلحة الخفيفة والقناصات ما ادى الى مقتل 17 عنصراً وجرح العديد منهم».
وفي السياق ذاته، استهدفت قوات النظام قريتَيْ كندة والحدادة وجبل التفاحية ومحور كبينة في ريف اللاذقية بقذائف مدفعية وصاروخية ما أسفر عن وقوع إصابات والعديد من الأضرار المادية.
وتشهد جبال التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشمالي معارك طاحنة منذ أشهر في محاولات من قوات النظام للتقدم إلى مناطق المعارضة بمساندة جوية من الطيران الروسي.
وفي الوسط، قال «المرصد» انه دارت اشتباكات بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محور كيسين بريف حمص الشمالي «ما أدى الى استشهاد مقاتلين اثنين من الفصائل، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام»، حيث ترافقت الاشتباكات مع قصف من قبل قوات النظام، كما تعرضت أماكن في الطريق الواصلة بين قريتي كيسين وغرناطة لقصف من قبل قوات النظام.
وتابع ان اشتباكات دارت ايضاً بين «داعش» والقوات النظامية في محيط منطقة الدوة غرب مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، والتي يسيطر عليها التنظيم، كذلك تدور اشتباكات بين الطرفين في محيط مدينة القريتين وبلدة مهين بريف حمص الجنوبي الشرقي، ترافق مع قصف مكيف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، وقصف لطائرات حربية على مناطق في محيط بلدة مهين، وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
36 خرقاً للهدنة
الى ذلك، قالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» انها «سجلت في اليوم الثامن للهدنة 36 خرقاً، كان 23 منها عبر عمليات قتالية على يد القوات الحكومية، و13 عبر عمليات اعتقال بينها 10 على يد القوات الحكومية، و3 على يد قوات الإدارة الذاتية الكردية». وبذلك يصبح مجموع الخروقات 289 خرقاً منذ بداية الهدنة في 27 الشهر الماضي.
وقال فضل عبدالغني رئيس «الشبكة السورية»: «يعلم المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن تماماً ما عليه فعله لإنهاء الكارثة السورية، لكنه للأسف الشديد يلجأ دائماً إلى حلول مبتورة، الحل يكمن في المساهمة الفاعلة في قيادة عملية سياسية تُفضي إلى تحول ديموقراطي، وكررنا مراراً أن جميع المبادرات بعد جنيف 1 تزيد من شلال الدماء السورية، وتؤدي إلى فراغ في هياكل الدولة السورية، ملأته الميليشيات الإيرانية أولاً، وتنظيم داعش ثانياً، نحن مع أي اتفاقية أو قرار يُفضي إلى وقف قتل وتدمير سورية».
وأشار التقرير إلى أن «أبرز ما يعتري بيان الهدنة هو إمكانية النظام السوري وشريكه الروسي توجيه ضربات لمناطق شاسعة تحت سيطرة المعارضة السورية في الشمال تحديداً بسبب التواجد المحدود جداً لجبهة النصرة في الجبهة الجنوبية، تحت ذريعة وجود جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة المتطرف في سورية من دون أن يُعتبر ذلك خرقاً للهدنة».
ووفق التقرير، توزعت الخروقات عبر العمليات القتالية على كافة المحافظات السورية تقريباً «فكانت: 14 في ريف دمشق، و6 في حمص، وواحد في كل من درعا وإدلب واللاذقية». وتوزعت خروقات القوات الحكومية عبر عمليات الاعتقال إلى «3 في ريف دمشق، و2 في كل من دمشق وحماة ودير الزور، وواحد في اللاذقية. بينما توزعت خروقات الإدارة الذاتية الكردية عبر عمليات الاعتقال إلى: 2 في الحسكة، وواحد في حلب».
وأفاد «المرصد» بمقتل «135 شخصاً خلال الأيام السبعة الأولى لوقف إطلاق النار في سورية، في الأماكن التي تعد مناطق هدنة، بينهم 45 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية، اضافة الى 32 مواطناً مدنياً بينهم 7 أطفال و7 مواطنات و25 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني، و33 مقاتلاً من الوحدات الكردية وجبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى».
«وقف الأعمال العدائية» ينعِش الرياضة في مناطق تحت سيطرة النظام
توقف نسبياً حمام الدم إلى وقت غير محدد في العديد من مناطق النظام السوري بعد قرار وقف الأعمال العدائية الذي أقر دولياً قبل نحو أسبوعين وتطبقه الحكومة السورية وبعض الفصائل المسلحة.
وانعكست «الهدنة الموقتة» بشكل إيجابي على الأمور الحياتية، وكذلك على المشهد الرياضي السوري عموماً وكرة القدم خصوصاً، بعد معاناة كبيرة بدأت مع اندلاع النزاع قبل 5 سنوات، الذي حول البلاد إلى جحيم حقيقي وأودى بحياة المئات من الرياضيين، من لاعبين ومدربين وإداريين وقياديين بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا وغارات طائرات النظام و «براميلها»، جراء تواجدهم في المكان والزمان غير المناسبين أو مرورهم مصادفة بقرب خطوط النار.
ولم تسلم ملاعب العاصمة السورية دمشق من نار المسلحين، وتحديداً في «مدينة الفيحاء» الرياضية في شمال العاصمة و «مدينة تشرين» في وسطها، وتعرضت للعديد من القذائف التي تسببت بقتل أو جرح رياضيين كثيرين، كما قتل وعذب العديد من الرياضيين على أيدي القوات النظامية السورية في مناطق عدة. وبرز اسم عبدالباسط ساروت حارس المرمى المشهور، باعتباره رمزاً لمعارضي النظام.
ومع تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، انتعشت ملاعب العاصمة، وتحديداً التي تشهد حالياً مباريات إياب المجموعة الأولى من بطولة الدوري والتي تقام على طريقة التجمع بمشاركة 9 فرق، 6 منها من المحافظات الأخرى وهي الجزيرة (الحسكة) والطليعة (حماة) والحرية (حلب) وحطين وجبلة (اللاذقية) والكرامة (حمص)، فضلاً عن الجيش والمجد والمحافظة، وجميعها من مدينة دمشق.
وساهمت الهدنة في إراحة اللاعبين القادمين من المدن الأخرى الذين كانوا يخشون أن تمطر السماء «قذائف الموت»، وهو ما عبر عنه اللاعب الدولي السابق المدرب الحالي للكرامة عبد القادر الرفاعي.
وقال الرفاعي الذي يقيم فريقه في الفندق الملاصق لمبنى الاتحاد في مدينة الفيحاء: «كنا نخشى الإقامة في مدينة الفيحاء التي تعتبر من الأهداف الدائمة لنار المسلحين.. ومع تنفيذ الهدنة ارتاحت نفسيتنا وانعكس ذلك على الجانب الفني فحققنا فوزين متتاليين وانفردنا بالمركز الثاني وصرنا قريبين جداً من حجز إحدى البطاقات الثلاث المؤهلة إلى الدور النهائي من البطولة».
وأجمع معظم الكوادر التدريبية للفرق المشاركة على أنها تخوض الآن مباريات البطولة دون ضغوط ودون خوف من المجهول المقيم في ريف العاصمة... في غوطة دمشق حيث يتواجد المسلحون المعارضون خصوصاً «جيش الإسلام».
وانعكست الهدنة بدورها على جمهور اللعبة الذي كان قبل الأزمة يحضر بكثافة كبيرة من الجنسين ومن الأعمار كافة، وكانت متابعة المباريات على الطبيعة أشبه بنزهة ذات طقوس خاصة جداً وخصوصاً في مباريات الكبار التي تجمع الجيش والاتحاد والوحدة والكرامة وحطين وتشرين...
وكان الجمهور يتوافد إلى الملاعب قبل ساعات من بدء المباريات لحجز أفضل الأماكن... ومع بدء الأزمة وتغيير نظام البطولة وإقامتها بطريقة التجمع في ملاعب دمشق واللاذقية حصراً لاستحالة اللعب في بعض المدن الأخرى، انخفض عدد الحضور الجماهيري بنسبة كبيرة جداً لأسباب مختلفة، وأبرزها الخوف من قذائف الهاون.
وعلى الرغم من هذا الخوف، إلا أن الجمهور ساند أندية محددة مثل الوحدة الدمشقي وجبلة الساحلي وناهز معدل الحضور 7 آلاف متفرج مقابل نحو 25 ألفاً قبل الأزمة.
ويرى العديد من المهتمين بأمور اللعبة، أن الأزمة لعبت دوراً لافتاً في تفريغ المدرجات من شاغليها خوفاً على حياتهم، ويقول حسان، المشجع المدمن على حضور المباريات: «أعشق كرة القدم ولا أخاف من الهاون لكني لم أعد أصطحب أولادي معي إلى الملاعب». ويرى «أن نظام البطولة الحالي وخوض معظم الفرق مبارياتها بعيداً من ارضها وجمهورها، ساهما في عزوف الجمهور عن الحضور بكثافة، كما أن صعوبة التنقل بين المدن السورية منع الجماهير من مرافقة فرقها».
ومع بدء الهدنة، علت أصوات فرق المحافظات مطالبة بتعديل نظام البطولة والسماح لها باللعب على ملاعبها في حمص وحماه والحسكة.
ويقول اللاعب الدولي السابق مصعب محمد المدرب الحالي لفريق الجزيرة: «نحن مظلومون جداً... نعاني من مشكلة التكلفة المادية الكبيرة والتنقل والسفر الطويل إلى دمشق أو اللاذقية ونتمنى أن يسمح لنا باللعب على أرضنا، خصوصاً أن الوضع جيد في الحسكة».
ويتفق مدرب الطليعة الحموي فراس قاشوش معه على هذا الأمر، ويقول: «ملاعب مدينة حماة جاهزة وآمنة وهي في موقع جغرافي جيد لفرق المحافظات الأخرى كافة، ونأمل في أن يسمح لنا بخوض مبارياتنا على أرضنا».
بدوره، ذهب الرفاعي في الاتجاه ذاته، مطالباً بإقامة الدور النهائي في حمص، أو على الأقل على ملاعب أخرى في مدينة حماة على سبيل المثال.
ويرى نائب رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد الرياضي» محمد عباس، أن الهدنة انعكست بشكل إيجابي على الناحية النفسية للرياضيين، من خلال سماح الأهالي لأبنائهم بالسفر إلى العاصمة والمشاركة في البطولات المختلفة، ومنها على وجه الخصوص كرة السلة للرجال والسيدات والناشئات. واعتبر عباس أن استمرار الهدنة «سيعيد الأمان للملاعب كافة، وسيعزز قيمة البطولات والحضور الجماهيري».
وعلى الرغم من تجاوزهما سن الثمانين، فإن نجمي الكرة السورية الدوليين في الخمسينات والستينات موسى شماس (85 عاماً) وحنين بتراكي (83 عاماً) وجدا في الهدنة فرصة لهما للعودة إلى متابعة مباريات الدوري على الطبيعة بعد انقطاع طويل، فكانا من الجمهور القليل الذي تواجد في ملعب «تشرين» لحضور مباراة حطين مع الطليعة.
ويقول شماس: «الهدنة أفرجت عني ودفعتني لممارسة عشقي في حضور المباريات على الطبيعة.. أتمنى أن تستمر وأن تعود الحياة الحقيقية لملاعبنا». ويرى رئيس الاتحاد الرياضي العام (أعلى سلطة رياضية) اللواء موفق جمعة، أن الهدنة انعكست إيجابياً على الحياة كلها في سورية، ومنها الجانب الرياضي الذي انتعش بشكل ملحوظ وسيؤدي بالضرورة إلى تحسن المستوى الفني، نتيجة الشعور بالأمان والراحة النفسية.
ويأمل الرياضيون السوريون في أن تستمر الهدنة، وألا تكون مجرد بركان خامد موقتاً سرعان ما يثور في أي لحظة ليعيد مشاهد الموت والدمار.
انشقاق عشرات من «داعش» والتنظيم يستعيد معبر التنف
أفيد أمس بانشقاق عشرات العناصر من تنظيم «داعش» شمال شرقي سورية قرب حدود العراق، في وقت تضاربت الأنباء عن الطرف الذي يسيطر على معبر التنف الحدودي بين البلدين بعد طرد فصيل من «الجيش الحر» بدعم من التحالف الدولي، التنظيمَ منه.
وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس، بأن «فيلق الشام»، أحد فصائل المعارضة، «نظم انشقاق عدد كبير من عناصر داعش وانتقالهم إلى مناطق المعارضة» في شمال شرقي البلاد.
ووفق المكتب الإعلامي ل «فيلق الشام»، كانت «العناصر المنشقة من التنظيم قد نسقت في وقت سابق مع المجموعات التابعة للفيلق المتواجدة على جبهات القتال ضد تنظيم داعش».
وقال أحد قياديي «فيلق الشام» إن حوالى «42 عنصراً تم تأمين انشقاقهم عن التنظيم بعد تواصل استمر لأكثر من شهر تقريباً»، رافضاً ذكر «تفاصيل وآلية عملية الانشقاق»، التي وصفها ب «المعقدة والسرية». وأضاف أن جميع العناصر المنشقة ستخضع لمراقبة مركزة للتأكد من صدق نواياهم.
وكان «داعش» سيطر على ريف دير الزور في العام 2013.
من جهة أخرى، أفاد موقع «روسيا اليوم» أمس، ب «اشتباكات عنيفة بين أبناء مدينة الرقة السورية ومسلحي «داعش» في المدينة، تزامناً مع انشقاق كبير في صفوف التنظيم». وأشار إلى «انشقاق حوالى مئتي عنصر بانشقاق عن التنظيم خلال اليومين الماضيين».
وقال نشطاء معارضون إن «خلافات» بين عناصر التنظيم أدت إلى الانشقاقات و «اشتباكات مسلحة ومقتل العشرات»، لافتين إلى أن «داعش» نشر حواجز عدة في الرقة، خصوصاً «أمام البلدية ودوار الدله وفندق التاج».
وكان «جيش سورية الجديد» الذي تشكل بدعم أميركي نهاية العام الماضي، أعلن «السيطرة بالتعاون من قوات الشهيد أحمد العبدو مساء الجمعة على معبر التنف الحدودي مع العراق في ريف حمص الجنوبي الشرقي، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم داعش سقط خلالها قتلى وجرحى في الطرفين».
وقال إنه سيطر على المعبر «بعد تمهيد من طيران التحالف الدولي وتمهيد من مدفعية الجيش، حيث تمكنوا من فتح طريق عبر الألغام التي زرعها داعش في محيط المعبر، تبعه هجوم من عناصره على المعبر». وزاد أن «المعركة لم تأخذ معهم وقتاً، بسبب فرار عناصر داعش بعد القصف المدفعي وغارات التحالف الدولي».
وتضاربت الأنباء حول طريق وصوله، حيث رجحت روايةٌ حدوثَ إنزال جوي من قبل التحالف الدولي لعناصر «الجيش الجديد» في المعبر، في حين رجحت رواية أخرى قدوم المقاتلين من الأردن، حيث يبعد المعبر حوالى 20 كيلومتراً فقط من الحدود مع الأردن، وفق مصادر مختلفة.
ونفت «وكالة أعماق» المقربة من «داعش»، نبأ سيطرة فصائل المعارضة على معبر التنف مع العراق.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «لا يزال تنظيم «داعش» يسيطر على معبر التنف الحدودي بعد سيطرة فصائل إسلامية ومقاتلة من ريف حمص الجنوبي الشرقي والقلمون الشرقي وجيش سورية الجديد لعدة ساعات على المعبر، الذي يربط بين البادية السورية بريف حمص الجنوبي الشرقي وبين الأراضي العراقية، بالقرب من الحدود مع الأردن».
وأشار إلى أن عناصر تنظيم «داعش» سيطروا في 22 أيار (مايو) الماضي على معبر التنف، الواقع على الحدود السورية– العراقية في البادية السورية، «عقب انسحاب قوات النظام من المعبر، لتفقد قوات النظام بانسحابها من المعبر حينها السيطرة على آخر معابرها مع العراق»، فيما لا يزال يسيطر التنظيم على معبر البوكمال بريف دير الزور الواصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية.
ويعتبر معبر التنف نقطة استراتيجية هامة يستخدمها «داعش» في تنقل عناصره بين سورية والعراق. وكان سيطر عليه في أيار (مايو) الماضي.
الى ذلك، قال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين قوات سورية الديموقراطية التي عمادها الرئيسي وحدات حماية الشعب الكردي من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط جبل عبد العزيز بريف الحسكة الجنوبي»، متحدثاً عن أنباء ب «تقدم لقوات سورية الديموقراطية في المنطقة». ونفذت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي عدة ضربات على منطقة مدرسة قرية جناة جنوب بلدة مركدة التي يسيطر عليها التنظيم بريف الحسكة الجنوبي.
«معارضو الداخل» في القاعدة الروسية يقترحون دستوراً جديداً
تحولت القاعدة العسكرية الروسية في مطار اللاذقية غرب سورية، إلى وجهة لعدد من معارضي الداخل المحسوبين على النظام السوري، حيث أكد بعضهم بعد زيارة القاعدة أهمية صوغ دستور جديد.
وبثت محطة «روسيا اليوم» ووكالة «تاس» تقارير عن زيارات لمعارضين من أحزاب مرخصة من الحكومة السورية كان بينهم ميس كريدي من «سوريون من أجل الديموقراطية» ومازن بلال من «الحزب القومي السوري الاجتماعي» للقاعدة الروسية.
وقال أحد المشاركين: «نحن مصرون أن سورية لن تدخل بالحل الداخلي من دون إقرار دستور جديد يحفظ حقوق الجميع بالتوافق مع الجميع»، فيما أفادت كريدي إن «السلام حل في سورية بدعم من الجانب الروسي، مؤكدة أن البلاد «في حاجة إلى دستور جديد، وبعد المفاوضات سيصبح بالوسع تبني دستور جديد وإجراء انتخابات وإصلاحات ديموقراطية وإرساء ثقة الشعب بالسلطة».
وقال رئيس مركز العمليات الروسي ألكسندر لينكوف أن تسع مناطق و27 تنظيماً وافقوا على الانضواء في الاتفاق الأميركي - الروسي لوقف العمليات العدائية الذي بدأ تنفيذه بداية الأسبوع الماضي.
وبثت محطة «روسيا اليوم» أن إحدى المناطق هي بلدة التل في ريف دمشق، حيث وافق 300 مقاتل على الاتفاق. ونقلت عن أحد الأشخاص قوله أنه تمت تسوية أوضاع حوالى ثلاثة آلاف شخص في السنوات الماضية.
وأشارت القناة إلى أن مطالب المشاركين تنحصر في «إلغاء نقاط التفتيش» التي تقيمها القوات النظامية السورية على مدخل التل، إضافة إلى ضرورة إدخال مساعدات إنسانية. وقال أحدهم: «نرجو من الدول الكريمة فتح الطريق» إلى التل.
وسعت موسكو إلى إقناع واشنطن بضم معارضي الداخل الذي ينتمون إلى أحزاب مرخصة من دمشق، للمشاركة في المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة في جنيف. لكن «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رفضت ذلك واقترحت أن يشارك هؤلاء في وفد الحكومة.
وكان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا قال ل «الحياة» أنه سيجري بدءاً من الخميس مشاورات مع الوفود المشاركة والشخصيات المعارضة وممثلي المجتمع المدني والنساء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.