أظهر البيان الختامي الذي وافق عليه زعماء دول «مجموعة العشرين» اليوم (السبت) خلافاً بين الولاياتالمتحدة وبقية الأعضاء على اتفاق «باريس» لمكافحة آثار تغير المناخ. وذكر البيان: «علمنا بقرار الولاياتالمتحدة الأميركية الانسحاب من اتفاق باريس». وأضاف: «زعماء الدول الأعضاء في مجموعة العشرين يعلنون أن اتفاق باريس لا رجعة فيه». وفي شأن التجارة، وهي إحدى النقاط التي كانت شائكة خلال قمة هامبورغ على مدى يومين، اتفق الزعماء على مكافحة «السياسات الحمائية»، بما في ذلك الممارسات التجارية غير العادلة، في الوقت الذي أقروا دور الأدوات المشروعة للدفاع عن التجارة في هذا الصدد». *لقاءات ومؤتمرات صحافية وعقد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأميركي دونالد ترامب اليوم اجتماعاً على هامش القمة، وقال ترامب خلال اللقاء إن كبح جماح البرنامج النووي لكوريا الشمالية قد يستغرق وقتاً، لكنه عبرعن ثقته في أن واشنطن وبكين تستطيعان في النهاية التوصل إلى نتيجة مثمرة. وحض ترامب الرئيس الصيني على استغلال النفوذ الاقتصادي لبلاده للضغط على بيونغيانغ، معبراً عن تقديره الجهود الصينية في هذا الملف. وفي مؤتمر صحافي، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل اليوم إنها تشعر بالرضا لأن جميع دول «مجموعة العشرين» باستثناء الولاياتالمتحدة اتفقت في بيان على أن اتفاق «باريس» للمناخ لا يمكن التراجع عنه. وقالت مركل للصحافيين في نهاية القمة: «أعتقد أن من الواضح تماماً أننا لم نتمكن من الوصول إلى توافق، لكننا لم نضع حداً للخلافات.. تم الإعلان عنها بكل وضوح». وأشارت إلى أنها لا تتفق مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي قالت أمس إنها تعتقد أن واشنطن يمكن أن تقرر العودة إلى اتفاق المناخ. ونددت مركل بشدة بما وصفته «الوحشية» التي أبداها بعض المحتجين في هامبورغ بعد اشتباكات عنيفة أصيب خلالها مئات من ضباط الشرطة. وعن اللقاء الذي جمع ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قالت المستشارة الألمانية إنها «سعدت باللقاء»، وعبرت عن أملها في أن يستمر الحوار بين الرئيسين. وأضافت «هذه بداية.. هناك مشكلات محددة في العالم لا يمكن حلها إلا من خلال التعاون بين الولاياتالمتحدةوروسيا»، مشيرة إلى أنه «يمكن الأمر أن يكون جيداً، إلا إذا كان هناك حوار صادق وصريح». وفي ما يخص لقائها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قالت مركل إن الاجتماع كشف عن خلافات عميقة بين البلدين العضوين في «حلف شمال الأطلسي». وقالت مركل: «عمليات الاعتقال الكثيرة، ومجمل تحركات تركيا ورفض السماح بزيارة قاعدة إنجيرليك، كل هذه التطورات تظهر الخلافات العميقة، ونحن لم نخفها أسفل الطاولة». وأشارت إلى مشاركة تركيا بفاعلية في قمة «مجموعة العشرين»، وأن أعضاء المجموعة يقرون بمساهمات أنقرة في رعاية ملايين المهاجرين من سورية والعراق. من جهته، قال بوتين في مؤتمر صحافي إنه أسس لعلاقة عمل مع ترامب، ويظن أن هناك أسساً تدفع للاعتقاد أنه من الممكن تحقيق تعاون جزئي على الأقل مع واشنطن. وأضاف أنه شعر بأن ترامب قبل تأكيداته أن موسكو لم تتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية العام الماضي، لكن من الأفضل سؤال ترامب عن رأيه في ذلك. وأشار إلى أنهما اتفقا في اجتماعهما على العمل معاً في ما يتعلق بالأمن الإلكتروني، وقال إنه يعتقد أن ترامب في الحقيقة شخص مختلف عن الذي يظهر على شاشة التلفزيون. وفي ما يخص الملف السوري، قال الرئيس الروسي إن اتفاقاً جديداً لوقف إطلاق النار في جنوب سورية جاء نتيجة تغير في موقف أميركا تجاه الوضع هناك، بعد أن أصبح أكثر واقعية. وعلى الصعيد الأوكراني، رحب بوتين بتعيين الولاياتالمتحدة المبعوث الجديد كورت فولكر الذي اختاره أمس وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، وهو سفير سابق لدى «حلف شمال الأطلسي»، وسيقود فولكر الجهود الديبلوماسية الأميركية المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، وقال تيلرسون إنه اتخذ قراره في اختيار فولكر بناء على طلب من الزعيم الروسي. وخلال المؤتمر الصحافي، قال بوتين إن بلاده لن تتدخل في الانتخابات البرلمانية في ألمانيا المقررة في أيلول (سبتمبر) المقبل، وأضاف أن موسكو وبرلين تربطهما «علاقات جيدة». اقتصادياً، رأى بوتين أن روسيا يمكنها أن تحافظ على معدل نموها الاقتصادي، مشيراً إلى أن النمو زاد بنسبة 3.1 في المئة في أيار (مايو). مضيفاً أنه لا يمكنه القول إنه معدل نمو قوي تماماً، مشيراً إلى أن مشروع «نورد ستريم 2» الروسي لمد خط أنابيب الغاز تحت البحر في صالح ألمانيا وأوروبا بأسرها، وأن الغاز الروسي يمتلك ميزة تنافسية في صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا عن الولاياتالمتحدة لأن كلف الإنتاج والنقل أقل. غير أنه رحب أيضاً بالجهود الأميركية لتصدير غاز طبيعي مسال إلى أوروبا التي تمدها روسيا بثلث إمدادات الغاز، معتبراً ذلك «منافسة صحية». وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس ستستضيف قمة في 12 كانون الأول (ديسمبر) المقبل لتحقيق مزيد من التقدم في اتفاق «باريس» للمناخ وحل مشكلاتها المالية. وقال ماكرون للصحافيين «يوم 12 كانون الأول (ديسمبر) بعد عامين من اتفاق باريس للمناخ، سأعقد قمة لاتخاذ مزيد من التحركات في شأن المناخ خصوصاً في الجوانب المالية». وأضاف أن القمة تهدف إلى جمع تمويل عام وخاص للمشاريع المدرجة في اتفاق «باريس».