تتجه الأنظار نهاية الأسبوع الجاري إلى مدينة هامبورغ الألمانية، حيث تُعقد قمة مجموعة الدول العشرين التي يحضرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرة الأولى، إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسائر قادة الدول المشاركة وممثليها. ويعقد الرئيسان الأميركي والروسي لقاءهما الأول الذي طال انتظاره على هامش القمة، ووصفت قناة «سي أن أن» اللقاء بأنه قد يعيد صياغة شكل التحالفات العالمية. وأعلنت مضيفة القمة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أنها لا تتوقع إيجاد حلول لكل الخلافات، خصوصاً تلك التي تتعلق بتباين وجهات النظر مع الرئيس الأميركي حول المناخ والتجارة الحرة والإنفاق العسكري. وقال ناطق باسم المستشارية الألمانية إن ترامب ومركل يعتزمان عقد اجتماع منفرد قبل افتتاح القمة، لاستعراض المواضيع الخلافية بين بلديهما وإمكانات حلحلتها»، كما يتوقع أن يلتقي ترامب نظيره المكسيكي إنريكي بينا نييتو. ويشارك في القمة، التي تعقد الجمعة والسبت المقبلين، قادة أكبر الاقتصادات في العالم، ويتغيّب عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما قال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت. وقال مستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف أمس، إن موسكو وواشنطن لم تبحثا بعد توقيت اجتماع بوتين وترامب في هامبورغ. وأضاف للصحافيين أن الجانبين «سيحاولان بالتأكيد إيجاد وقت لذلك». وزاد أوشاكوف: «علمت أن الأميركيين يريدون إثارة قضايا الإرهاب وسورية. ويبدو لي أن هذا أمر معقول». في الوقت ذاته، قال أوشاكوف إن بوتين يخطط لمناقشة أزمة أوكرانيا مع المستشارة الألمانية ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأشار المسؤول الروسي إلى أن لقاء الثلاثة متوقع خلال مائدة عمل على هامش القمة. وتنعقد قمة هامبورغ بعد شهر تقريباً من قمة مجموعة السبع في صقلية، حيث ظهرت خلافات عميقة بين ترامب والدول الأوروبية حيال عدد من القضايا بينها المناخ والتجارة والهجرة. وقالت مركل في مجلس النواب الأسبوع الماضي، إن «الخلاف (مع الولاياتالمتحدة على صعيد المناخ) كبير، ولن يكون مفيداً التكتم عليه». وحذرت من «سياسة البحث عن المصلحة الوطنية فقط»، ورأت أن أياً من التحديات الدولية «لا يعرف حدوداً، لذلك فإن الذين يعتقدون أنهم قادرون على تسوية مشكلات العالم من خلال الحمائية والانعزالية، يرتكبون خطأ فادحاً أكثر من أي وقت مضى». وأثار ذلك قلقاً متزايداً من أن تفشل القمة وتعجز عن إصدار بيان مشترك في ختام أعمالها السبت، بسبب رفض الولاياتالمتحدة توقيع اتفاق باريس حول المناخ أو إدانة الحمائية في شكل صريح. ولا يخفي الرئيس الأميركي استياءه من نقص مساهمات ألمانيا في ميزانية حلف شمال الأطلسي، مؤكداً أنه يتعين على برلين دفع مبالغ إلى الولاياتالمتحدة. في غضون ذلك، قال ناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس، إن الحكومة ليست على علم بأي خطط للرئيس الأميركي لزيارة المملكة المتحدة في الأسابيع القليلة المقبلة. وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن مصادر في الحكومة تلقت تنبيهاً إلى أن ترامب قد يزور المنتجع الذي يملكه لممارسة رياضة «الغولف» في اسكتلندا بعد حضوره قمة العشرين واحتفالات «يوم الباستيل» في فرنسا. وقال الناطق باسم ماي للصحافيين: «لست على دراية بأي خطط للرئيس لزيارة بريطانيا في الأسابيع القليلة المقبلة».