يتقدم الجيش العراقي نحو وسط الفلوجة ببطء، في اليوم الثالث على بدء هجومه لتطهيرها من تنطيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الذي يسيطر عليها منذ مطلع العام الحالي. وفيما أكد مصدر إبرام إتفاق بين «داعش» و «المجلس العسكري لثوار الفلوجة» على التنسيق في مواجهة الجيش، دق رجل الدين السني عبدالملك السعدي «النفير العام» للدفاع عن المدينة واتهم رئيس الوزراء نوري المالكي بشن «حرب إبادة طائفية». وقال مصدر امني في «قيادة عمليات الأنبار» في تصريح الى «الحياة» امس ان «قوات الامن تحاصر الفلوجة من اربعة جهات. وهي تتقدم من الجانب الغربي بحذر وبطء لأن الطرق والمنازل المفخخة تعيق حركة الجيش، وأكد «قتل العشرات من المسلحين أمس، فيما فر المئات منهم». وأشار الى ان «الفرقة الثامنة تمكنت، بإسناد من الطيران والمدفعية من السيطرة على منطقة الفلاحات والحلابسة وأطراف العامرية». وتابع: «حصلنا على معلومات تفيد بأن المسلحين انسحبوا بشكل شبه كامل من البلدات والقرى المحيطة بالمدينة وركزوا جهدهم في منافذها»، وقد وصل الجيش الى مشارفها، على مقربة من منطقة الجولان» و «توقع مقاومة شرسة في هذه النقطة لقربها من وسط المدينة الذي لا يبعد سوى 15 كلم». وأعلنت قيادة العمليات في الانبار في بيان امس «قتل 45 مسلحاً بينهم ثلاثة قناصين، من تنظيم داعش». وزاد البيان أن «قوة أخرى تمكنت من قتل سبعة إرهابيين وتدمير خمسة أوكار للمسلحين في العامرية». وقال عضو في مجلس عشائر الفلوجة، طالباً عدم الاشارة الى اسمه، في اتصال مع «الحياة» امس ان «المدينة تتعرض لكارثة انسانية بسبب القصف المدفعي العشوائي واجواء الحرب ونقص المواد الغذائية والطبية وانقطاع التيار الكهربائي». وأضاف ان المسلحين يسيطرون على المدينة، ويتقاسم النفوذ فيها «المجلس العسكري» و «داعش» وقد «اتفق الطرفان على تأجيل الخلافات القائمة بينهما والتنسيق في مواجهة الجيش، بناء على فتاوى السعدي ومفتي الديار العراقية رافع الرفاعي». وقال السعدي في بيان أمس إن «ما يقوم به رئيس الوزراء نوري المالكي الآن إبادة جماعية، وتخريب وهدم ونهب في الفلوجة والرمادي، وما تقوم به الميليشيات في ديالى، وجرف الصخر، أكبر دليل على أنها إبادة طائفية بتوجيه من إيران ورضا ودعم أميركا»، موضحاً أن «الهدف ليس قتال الإرهاب أو ما يسمونه داعشاً، لأنَّ وجوده لا يستوجب هذا التصعيد الغاشم والإبادة الشاملة». وتابع ان «المرابطين المدافعين عن أنفسهم وأهليهم وأعراضهم وأموالهم، بخاصة أهلنا أبطال مدينة المساجد الفلوجة المتصدين للمهاجمين يقومون بأعظم العبادات لأنهم المعتدى عليهم. اثبتوا واصبروا فإن النصر مع الصبر وإياكم والاعتداء على المسالمين من الجيش والشرطة وغيرهما». ودعا الجميع إلى أن «ينفروا للدفاع عن المعتدى عليهم ومؤازرة المدافعين بالنفس والمال والسلاح، فإن المالكي استهان بكم في كل مكان»، وعاتب بشدة «أهلنا في الجنوب لسكوتهم وعدم إنكارهم على أبنائهم المشاركة في هذه الحرب التي هي بالتالي خسارة لجميع العراقيين». إلى ذلك، حض الرفاعي في بيان امس «أهالي نينوى وسامراء وديالى وبغداد وكركوك وباقي مدن العراق على النفير لنصرة أهلهم في الفلوجة والدفاع عنهم والوقوف في وجه قوات رئيس الحكومة نوري المالكي ومنع سفك دماء أهلهم». ودعا «الثوار الى الصمود والثبات، فإن النصر قريب. وأدعو أهل المحافظات الى النفير ونصرة أهلهم».