مرة جديدة، تقع طفلة سورية نازحة ضحية مسلسل الحرائق التي تجتاح مساحات خيمهم الضعيفة أمام ألسنة النيران بعد يوم على الدمار الذي حلّ بمخيم «رائد دوحان» للنازحين في قب الياس (البقاع الأوسط)، إنما هذه المرة في مخيم «آدم» الذي يقع عند تل سرحون في سهل برالياس القريب لتتحول حرائق المخيمات هاجساً مرعباً يلاحق النازحين في مناطق نزوحهم وتثير تساؤلات عن تكرارها في المنطقة نفسها. وشرّدت النيران ليل أول من أمس مرة أخرى، 22 عائلة كانت تقطن في 22 خيمة في هذا المخيم العشوائي المؤلف من 257 خيمة ويقطنه نازحون من الحسكة وقرى شرق سورية مسجلون لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وفق ما أكد مدير فرع البقاع في اتّحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية عمر جنون ل «الحياة». وكان الحريق شب منتصف ليل الاثنين- الثلثاء بسبب احتكاك كهربائي في إحدى الخيم وساهمت درجات الحرارة المرتفعة في امتداده، واشتد بفعل انفجار عدد من قوارير الغاز. وعمل عناصر من «اتّحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في البقاع» والدفاع المدني على تطويق النيران ومنع تمدّدها. ونقلت فرق الصليب الأحمر الطفلة الضحية هاجر محمد عبدالكريم (4 سنوات) و5 مصابين بحال اختناق وحروق إلى المستشفيات المحيطة من بينهم طفلان، عرف منهم: والد الطفلة محمد عدنان عبدالكريم (مواليد 1973)، يحيى عبدالعزيز فروخ (مواليد 1965) وعباس محمد محمد (مواليد 1996). وساعد الصليب الأحمر على نقل العائلات المتضررة إلى أماكن إيواء موقتة قريبة أو لدى أقارب لها. ونقلت عائلة مؤلفة من 8 أفراد إلى مخيم «العودة» للنازحين و «المنظم» كما يصفه جنون، وهو مؤلف من غرف من الباطون وكرافانات. ووزعت منظمات محلية مساعدات على النازحين. وعملت أمس، آليات على جرف الأرض وتسويتها بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وشريكها التنفيذي هيئة «إنقاذ الطفولة» غير الحكومية والجمعيات تحضيراً لفرش الحصى مجدداً من أجل إنشاء الأرضية لنصب خيم جديدة. وأكد مدير مكتب مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في البقاع جوزيف زاباتر أن «اللاجئين في حال من الصدمة»، لافتاً إلى أن «المفوضية ستقدم المساعدة القانونية لمن فقدوا أوراقهم الثبوتية أثناء الحريق». ورأى أن «التجمعات هي مواقع غير مخطط لها ومخيمات غير رسمية ومصنوعة من مواد موقتة. ونظراً إلى ظروفها واعتماداً على الطقس، يمكن لحرائق صغيرة أن تنتشر بسرعة كبيرة». وأكدت تاتيانا عودة من مكتب المفوضية في البقاع ل «الحياة» أن «المفوضية تتخذ تدابير وقائية مثل نشر طفايات الحريق، وتدريب اللاجئين داخل هذه التجمعات». العائدون إلى سورية طُلبوا إلى «العسكرية» وضغط على المخيمات لفرض العودة كشفت مصادر لبنانية مطلعة ل «الحياة» أن الدفعة التي عادت من النازحين السوريين في 10 حزيران (يونيو) الماضي إلى بلدة عسال الورد السورية من مخيمات عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية، على خلفية وساطة تدخل فيها «حزب الله»، شكت من الإخلال بالاتفاق الذي أخذ «حزب الله» على عاتقه تنفيذه ويتضمن إعفاء الشباب من الخدمة العسكرية، على أن يتم تنظيم ملفاتهم الأمنية شرط أن يصبحوا تابعين أمنياً لمنظومة النظام السوري و «حزب الله». وأوضحت المصادر ذاتها أن الأهالي عندما وصلوا إلى قريتهم ومحيطها قالوا إن النظام السوري طلب منهم أن يلتحقوا بخدمة العلم، وبعثوا بأخبار إلى لبنان أنه لم يتم التزام الاتفاق، ما جعل النازحين الذين كانوا يرغبون بالعودة ضمن دفعة ثانية يفقدون حماستهم من أجل العودة. وأشارت المصادر إلى «ضغط حدث في مخيمات اللاجئين في لبنان أول من أمس وأمس، جعلهم يريدون العودة إلى قراهم». وقالت إن «هناك ضغطاً من جزء من الحكومة اللبنانية للتفاوض مع النظام السوري لإعادة النازحين». ولفتت إلى أن «النظام السوري اتصل بمسؤول أمني لبناني رفيع ليعرض على لبنان التفاوض مع النظام السوري إلا أن رئيس الحكومة سعد الحريري رفض ذلك وبعض الأطراف في الحكومة أيضاً».