لا يمكن حصر الدمار الذي حلّ أمس، في مخيّم «رائد دوحان» للنازحين السوريين، في قب الياس (البقاع الأوسط اللبناني)، والذي أدّى إلى مقتل طفلة (سنة ونصف السنة) احتراقاً وإصابة 7 سوريين بحال اختناق وحروق، في إطار التكوين العشوائي. وإن كان هذا التكوين يحمل الكثير من الخطورة على حياة قاطنيه داخل التجمعات العشوائية في البقاع، من دون الإشارة إلى المعاناة التي ترافقهم أينما حلوا، حتّى أثناء تأمين الطعام، حيث تكالبت عليهم ظروف اللجوء والنفور الشديد منهم وقسوة الجو لتحول رحلة لجوئهم إلى نكبة أكبر من أن تقص. بالأمس، تحوّل المخيم العشوائي الذي كان واحة لعمال البدو قبل اندلاع الحرب السورية وصار ملجأ لأقارب لهم، نزحوا من محافظتي الرقة ودير الزور السوريتين خلال الحرب، إلى كومة رماد بعدما دمّر الحريق 100 وخيمتين، مبنية من الشوادر البلاستيكية والكرتون والخشب يقطنها 700 نازح مسجّلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. وأتت النيران على كل أوراقهم الثبوتية وما تبقى لهم من مقتنيات أتوا بها إلى لبنان. وكان الحريق شب في الحادية عشرة والنصف قبل الظهر بسبب تسرب الغاز من موقد كانت نازحة تطهو عليه الطعام، ما أدى إلى احتراق خيمتها وانفجار قارورة الغاز وامتد الحريق إلى الخيم الباقية واشتد بفعل انفجار عدد من قوارير الغاز. وساهمت درجات الحرارة المرتفعة في امتداد النيران. وتصاعدت سحب من الدخان الأسود في المكان. وهرعت فرق الدفاع المدني من كل مناطق البقاع لإخماد الحريق الذي استمر مندلعاً ساعتين، إضافة إلى عناصر الجيش وفرق الصليب الأحمر الذي نقل الجرحى إلى المستشفيات المحيطة وفريق من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومن «اتحاد الجمعيات الإغاثية التنموية» الذي عمل على بناء خيم كبيرة كبديل موقّت، بعدما تشرد القاطنون وكي لا يبقوا في العراء، وقدّم لهم المواد الغذائية والإغاثية. وعملت جرافات البلدية على تسوية وتجريف الأرض. وأكد مدير فرع البقاع في اتّحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية عمر جنون ل «الحياة»، أن «لدى الاتّحاد كل خدمات الاستجابة للحالات الطارئة وغير المتوقّعة، وقدمنا المياه والطعام للأهالي المنكوبين». وفتحت القوى الأمنية تحقيقاً في الحادث، وهو ليس الأول من نوعه في مخيمات النازحين السوريين في لبنان.