أبرز العادات الرمضانية في بعض الدول العربية والإسلامية.. دولة ماليزيا    من الصحابة… الحصين بن سلام رضي الله عنه    الاتفاق يعود للعمل بعد نهاية الإجازة    رسميًا.. «الفرج» قدساوي    مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يحافظ على الاستدامة المطبقة قبل 271 عامًا في مسجد الحصن الأسفل    رئيس الحكومة المغربية يصل المدينة المنورة    "المنافذ الجمركية" تسجّل أكثر من 1390 حالة ضبط خلال أسبوع    20 مؤذنًا يرفعون صوت الحق في المسجد النبوي    مختص ل «الرياض»: متلازمة البط تظهر بين طلاب الجامعات والأفراد ذوي الإنجازات العالية    منتجع كامالايا يكشف عن "مُنشأة العلاجات الإدراكية"    الشاب عبدالرحمن بن خالد آل قعصوم في ذمة الله    رئيس الوزراء بجمهورية باكستان الإسلامية يُغادر جدة    الداخلية : ضبط (25150) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    المركزي الروسي يخفض سعر صرف الروبل أمام العملات الرئيسة    الأرصاد: أمطار غزيرة وسيول على عدة مناطق بالمملكة    كي لا يُصلب التاريخ من جديد    حينما تُصنَع المروءة من وهم الذات    رجال الأمن السد المنيع لمواجهة المخدرات    مأساة وفاة هاكمان وسرقة الحياة ببطء    تتويج نادي النجم الأزرق ببطولة المملكة لأندية الدرجة الرابعة    اختراق مكتبة الفنان الراحل طلال مداح على youtube    ناشئات الأخضر للطائرة يواصلن الاستعداد للبطولة الآسيوية    الاتحاد يواصل تدريباته خلال فترة التوقف استعداداً لمواجهة الشباب والأهلي    صلاح يقود مصر للفوز 2-0 على إثيوبيا بتصفيات كأس العالم    بريطانيا تجمد 32 مليار دولار من الأصول الروسية    ختام مثير لنهائي البطولة الرمضانية لمجتمع رياض سيتي بتتويج فريق الأبيض    أمانة الرياض تطرح فرصًا استثمارية لعام 2025    استكمال الطريق الدائري الثاني (الضلع الغربي) في مكة    غوتيريش: التوسع المستمر للمستوطنات الإسرائيلية يغيّر معالم الضفة الغربية    أنتم سبب تأخر المحافظة.. قال لي!    وزير السياحة يزور جدة ويتجول في معالمها السياحية    جهود أمنية في العشر الأواخر    لائحة تهديفية تمنح مهاجم الهلال الأفضلية على فينيسيوس جونيور    وزير «الشؤون الإسلامية» يوجه باستكمال بناء الجامع المركزي في مدينة بودوييفا الكوسوفية        إطلاق هاتفيّ Phone 3a و3a Pro من Nothing في الشرق الأوسط تزامناً مع حلول عيد الفطر    جمعية رواد للعمل التطوعي ممثلة بفريق "صناع التميز التطوعي" تشارك في الإفطار الجماعي بمحافظة بيش    جامعة الملك خالد الأولى وطنيًّا والثانية عربيًّا والخمسون عالميًّا    ابتدائية 32 للبنات بخميس مشيط تنظم مبادرتي "فرحة يتيم" و"كسوة العيد" لأيتام "عطاء"    مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجمع بين معايير البناء قديمًا وحديثًا في تجديد مسجد القلعة    الخطوط السعودية تلغي رحلاتها من وإلى لندن حتى إشعار آخر    وقاء عسير ينظم "مسامرة رمضانية" ضمن مبادرة اجاويد3    تكريم الفائزين في ختام مسابقتي "رتل " و"بلال" بالأحساء    تدشين أول تطبيق لتوثيق ملكية العقارات البلدية رقميًا في الشرقية    مستشفى النعيرية يعزز الصحة في رمضان بحملة "صم بصحة"    محافظ الرس يرعى "رمضانيات" لنادي الرس الرياضي لذوي الإعاقة    الذكاء الاصطناعي والحرب النووية: هل يمكن أن يصبح القرار بيد الآلة    «الصحة» تقيم النسخة الخامسة من «امش 30» في المسار الرياضي    ثماني سنوات من الطموح والإنجاز ذكرى البيعة لولي العهد محمد بن سلمان    نائب وزير التجارة تشكر القيادة بمناسبة تمديد خدمتها بالمرتبة الممتازة    سمو ⁧‫ولي العهد‬⁩ يستقبل أصحاب السمو أمراء المناطق بمناسبة اجتماعهم السنوي الثاني والثلاثين    السعودية تدين استهداف موكب الرئيس الصومالي    بعد اتصالات ترامب مع زيلينسكي وبوتين.. العالم يترقب النتائج.. محادثات أمريكية – روسية بالسعودية لإنهاء الحرب في أوكرانيا    يُحيي تراثًا عمرانيًا تجاوز عمره 14 قرنًا.. مشروع الأمير محمد بن سلمان يُجدد مسجد الحوزة بعسير    إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين وولي العهد.. وصول التوأم الطفيلي المصري إلى الرياض    ‏⁧‫#نائب_أمير_منطقة_جازان‬⁩ يستقبل مدير فرع هيئة حقوق الإنسان بجازان المعيَّن حديثًا    "الحياة الفطرية": لا صحة لإطلاق ذئاب عربية في شقراء    دعوات ومقاعد خاصة لمصابي الحد الجنوبي في أجاويد 3    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لاجئو لبنان ينتظرون السنوات وإجراءات الحكومة تحوّل المخيمات إلى «سجون كبيرة»
نشر في الحياة يوم 15 - 03 - 2015

لدخول النزاع السوري سنته الخامسة من دون أن يلوح في الأفق ما يشي بإمكان انتهاء الأزمة قريباً، وقع صاعق على النازحين القابعين في مخيمات لبنان (1050 مخيماً).
تقول المشرفة التعليمية على إحدى مدارس «كياني» في مخيم برالياس في البقاع الأوسط آمنة الزين، إنها كانت في السنة الأولى للثورة تعد الأيام ثم الأسابيع وبعدها الأشهر ثم امتنعت عن العد بعد سقوط القصير وتهجيرها إلى لبنان، ودخلت في حال إحباط، شأنها شأن كل النازحين الذين بات همهم اليومي تأمين أبسط متطلبات العيش ... في خيمة بعدما سويت بيوتهم والأحياء التي نزحوا منها بالأرض وأحرقت سجلاتها العقارية.
وللمخيمات ألقاب وأسماء تنسب إلى أصحاب الأرض المستأجرة لنصب الخيم عليها والموزعة شمالاً وبقاعاً وجنوباً، فنحو81 في المئة من النازحين لا يقيمون مجاناً في لبنان، وعليهم دفع بدل إيجار الخيمة أو الكاراج أو المستودع أو أي غرفة متداعية يقطنون فيها، وإيجار الكهرباء الممدودة إلى الخيمة، من دون احتساب بدل الأكل والتدفئة، والباقي يصبح من الكماليات اذا لم يتوافر مجاناً، كالمعالجة الطبية والتعليم. وأضيفت أخيراً إجراءات السلطات اللبنانية لشرعنة إقامة المتواجدين على الأراضي اللبنانية، ومن ضمنهم النازحون، اذ بات على كل شخص تجاوز الخامسة عشرة من عمره أن يستحصل على إقامة كلفتها 200 دولار تجدد كل ستة أشهر بالكلفة نفسها. ما حوّل المخيمات الى سجن كبير، على حد قول أحد النازحين غير القادر على دفع هذا المبلغ عن كل فرد من أفراد أسرته كل ستة أشهر، ولم يعد بإمكانه التنقل خارج المخيم خشية توقيفه وسجنه، على أن عملية الترحيل تحول دونها المفوضية العليا للاجئين بعدما ألزمت لبنان عدم ترحيل الذين يحملون بطاقة النزوح لأي سبب كان.
فلا يوجد قرار لدى الحكومة اللبنانية ببناء مخيمات للنازحين خشية تكرار تجربة المخيمات الفلسطينية، ويشير وزير الخارجية جبران باسيل إلى أن «لبنان يستضيف على أرضه الصغيرة المساحة، المحدودة القدرات، نحو 200 نازح في الكيلومتر المربع، من سوريين وفلسطينيين، ما يشكل نحو 40 في المئة من سكان لبنان» (كلمته الى اجتماع وزراء الخارجية العرب).
وكانت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري آموس، اعتبرت في أحد تصريحاتها أن «بعد مرور أربع سنوات على بداية الأزمة السورية، أصبحت الخدمات العامة في لبنان منهكة، والنمو الاقتصادي متعثر وترتفع معدلات البطالة. ويحتاج لبنان الى الدعم الدولي للمحافظة على استقراره».
ولا شك في أن وضع النازحين في لبنان شهد تحولاً دراماتيكياً خلال العام 2014 حين اقتحم مسلحون سوريون قدموا من الجرود السورية المتداخلة مع الجرود اللبنانية بقاعاً في آب (أغسطس) الماضي بلدة عرسال اللبنانية وخطفوا عشرات العسكريين اللبنانيين ولا يزالون يتخذون منهم رهائن بعدما توزعتهم «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» وجرت تصفية أربعة منهم قتلاً ونحراً، إذ اهتز ذلك التعاطف العارم الذي كان يلقاه النازح السوري من قبل اللبنانيين، وكاد يتحول كراهية لولا تدارك سياسي حازم بالفصل بين ما ترتكبه المنظمات الإرهابية وبين واقع النازحين.
يقول أحد الأطباء النازحين إلى لبنان ويعمل مع النازحين في عرسال في وصف حالهم، إن «ما يحصل في سورية قضى على آمالنا وطموحاتنا، والعالم يتفرج علينا ولا يحرك ساكناً، اخترعوا «داعش» وعلى رغم فظاعاتها التي نقر بها، فإن العالم كله وجه أنظاره إليها ونسي فظاعات النظام السوري، ضربوا العراق وسلموه إلى إيران وضربوا سورية وسلموها إلى ايران وباتت خياراتنا بين النظام وبين «داعش».
ويضيف: «منذ خطف المسلحون الجنود اللبنانيين انقلبت حياتنا رأساً على عقب بتنا كلنا في خانة المطلوبين، إذا كان أولئك أخطأوا فلماذا مواجهة الخطأ بالمزيد من الخطأ؟ المسلحون في الجرود يدبرون حالهم لكن نحن من تصيبنا تداعيات أفعالهم».
خواء المخيمات
وتستمر الحياة في المخيمات لكن وسط خواء كبير. قد تكون نسبة الولادات المتزايدة دليل تصميم على البقاء والاستمرار، لكن جيلاً كاملاً ينشأ فيها فاقداً للمستقبل. وإذا كان سن الالتحاق بالمدارس في سورية هو السادسة فإن السنوات الأربع التي مرت في النزوح خلفت جيلاً بلغ العاشرة من عمره أمياً بمعظمه، ذلك أن نسبة ضئيلة تتوافر لها مقاعد دراسية في المدارس الرسمية اللبنانية أو في المراكز التعليمية التذكيرية في المخيمات، ومنها تجمعات ترعاها السيدة نورا جنبلاط في بر الياس. وتشير ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينات كيلي، إلى أن عدد التلامذة النازحين الذين يجب أن يدخلوا المدارس هو 400 ألف تلميذ أي أكثر من عدد التلامذة اللبنانيين في المدارس الرسمية (300 ألف تلميذ). وتلفت إلى أن الدولة اللبنانية منعت الجمعيات الدينية الخيرية من إقامة مراكز تعليمية للنازحين أو حتى استضافتهم في مدارسها الخاصة خشية أي تطرف ديني قد يحصل.
في مخيم مصعب الطلياني في برالياس، أطفال يلهون بالبحص بين الخيم المنصوبة من الأقمشة والنايلون وبقايا بسط يأتون بها من مكبات النفايات، فيما أمهاتهن يعملن في الحقول أو في جمع النفايات برعاية «شاويش» المخيم، فالقسيمة التموينية التي يوزعها برنامج الأغدية العالمي على النازحين المسجلين لدى المفوضية والذين لا معيل لهم خفضت قيمتها الى 19 دولاراً للفرد الواحد شهرياً بعدما كانت 41 دولاراً ولا تكفي العائلة الواحدة أكثر من عشرة أيام. وكان عدد النازحين الى لبنان ارتفع من نحو نصف مليون نازح في 2013 إلى أكثر من مليون نازح في 2014.
وتفضل عائلات بيع القسيمة إلى المتجر المتعاقد معه من قبل البرنامج الدولي، فيعطي صاحب المتجر النازح 15 دولاراً بدل القسيمة في حين أنه يتقاضى من البرنامج 19 دولاراً، ويتصرف النازح بالمال لشراء حاجياته ويستعين بإعانة تموينية من جمعيات خيرية تزود النازحين في المساجد بمساعدات تأتيها من داخل لبنان وخارجه.
هكذا يحاول النازح تمرير الأيام المثقلة بالجوع والبرد والمرض، وتحاول جمعيات خيرية التخفيف من الأعباء، وترصد جمعية «سوا للتنمية» ارتفاع حالات الطلاق بين النازحين وانتحار وتهديد بالانتحار وتعنيف اسري وتعرض أطفال لكثير من حوادث الاحتراق، مثلما ترصد تعدداً للزوجات.
لكن البرد التي يعصف بمخيمات البقاع شتاء لا تكفيه أكياس الحطب التي يجري التبرع بها إلى جانب المازوت (توزعه مفوضية اللاجئين للعائلات الأكثر فقراً والتي تسكن على ارتفاع 500 متر وما فوق)، وغالباً ما يلجأ الأطفال الى جمع ما يمكن حرقه من مكبات النفايات وبينها أحذية ومكانس بلاستيكية تحشر في المدافئ لتوفير حرارة مشبعة بالسموم التي يتنشقها الأطفال والكبار على حد سواء. وكانت جمعية «سوا» نقلت خلال العاصفة «زينة» 8 حالات تسمم استنشاقاً لهذه المواد الى المستشفيات.
ليس كل المسجلين في لبنان نازحين في الأصل، فقسم كبير منهم عائلات عمال سوريين في لبنان تحولوا إلى نازحين بفعل الحرب وبعد سيطرة «داعش» على مناطق عدة، وبسبب هاجس الاستدعاء الى الاحتياط في الجيش النظامي، والخشية من «الأخذ على الشبهة». وشطبت مفوضية اللاجئين خلال العام الماضي أكثر من 100 ألف نازح عن لوائحها لعدم تلبيتهم دعواتها للتحقق من أوضاعهم.
يبقى أن هناك 15 ألف نازح سوري منسيون في جرود عرسال التي لا تصلها المنظمات الدولية بسبب «الخطر الأمني»، الى جانب نحو 3 آلاف مسلح محاصرين في تلك المنطقة بعد سقوط القلمون في يد الجيش السوري. ولا يعرف العالم عن أوضاعهم شيئاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.