التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل أليو ماري في اجتماع ركز على علاقات التعاون الثنائي وتطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً الجهود الهادفة إلى تجاوز العقبات التي تحول دون إطلاق مفاوضات فلسطينية – إسرائيلية جادة وفاعلة تقود إلى حل الدولتين الذي يشكل أساس حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ومدخل تحقيق السلام الشامل. وأفاد بيان للديوان الملكي ان الملك عبدالله الثاني شدد على ضرورة «توافق المجتمع الدولي على خطوات فورية لإنهاء الجمود الذي يواجه الجهود السلمية»، مؤكداً أن «لا مجال لإضاعة المزيد من الفرص لأن بديل التقدم في السلام سيكون المزيد من التوتر والصراع الذي سيدفع ثمنه الجميع». وأكد أهمية دور فرنسا والاتحاد الأوروبي في دعم جهود السلام وصولاً إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على التراب الوطني، وعاصمتها القدسالشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. وثمن الموقف الفرنسي الداعم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من أجل تحقيق السلام في المنطقة. ووضعت الوزيرة الفرنسية الملك في صورة المحادثات واللقاءات التي أجرتها مع المسؤولين في الدول التي زارتها ضمن جولتها الحالية في المنطقة، والتي شملت مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، والجهود التي تقوم بها باريس لدعم مساعي تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وعلى صعيد العلاقات الأردنية - الفرنسية، شدد الملك على أهمية المضي قدماً في تطوير هذه العلاقات والبناء عليها بشكل مؤسسي تحقيقا للمصالح المشتركة، مثمناً دعم فرنسا للمملكة في حصولها على الوضع المتقدم في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، ما سيعزز التعاون بين البلدين ودول الاتحاد في المجالات المختلفة. من جانبها، عبرت الوزيرة الفرنسية عن حرص بلادها على توطيد علاقات التعاون مع الأردن في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية أكدت اثر لقائها الرئيس محمود عباس على مأدبة عشاء في منزل السفير الفلسطيني في عمان مساء، أول من امس ان تحقيق السلام «لا بد منه»، محذرة من ان «ما هو ممكن اليوم قد يكون مستحيلاً في الاشهر المقبلة». كما وعدت بتنظيم مؤتمر مانحين ثان في باريس للفلسطينيين اذا ما استؤنفت مفاوضات السلام المجمدة حالياً. وأضافت ان «فرنسا حريصة على مبادئ ثلاثة هي: اقامة الدولة الفلسطينية، وضمان أمن إسرائيل وأن تكون القدس عاصمة لدولتين مع حرية الوصول للأماكن المقدسة لكل المؤمنين». وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان عباس أكد «أن القيادة الفلسطينية جاهزة للعودة الى طاولة المفاوضات في حال توضحت لها مرجعيتها التي تعتمد على أساس حدود عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية وتحديد البعد الأمني لوجود طرف ثالث يحمي هذه الدولة بعد قيامها». وأشار إلى ان «عباس اعتذر للوزيرة الفرنسية عما تعرضت له من أحداث في زيارتها الى غزة، وأكد ان هذه ليست من أخلاق الشعب الفلسطيني». لقاء الملك والسفراء الأجانب من جانب آخر، التقى الملك عبدالله الثاني مجموعة من السفراء الأجانب المعتمدين لدى المملكة، وبحث معهم آليات تعزيز علاقات التعاون بين الأردن وبلدانهم، إضافة إلى التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، خصوصاً الجهود الهادفة الى تجاوز التحديات التي تواجه مساعي تحقيق السلام في المنطقة. وخلال اللقاء الذي تخلله غداء عمل، أكد الملك ضرورة تكثيف الجهود المبذولة لتجاوز العقبات التي تحول دون استئناف مفاوضات فلسطينية – إسرائيلية جادة وفاعلة، تعالج جميع قضايا الوضع النهائي وتنطلق وفق مرجعيات واضحة، وصولاً إلى حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وشدد على ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تهدف الى تغيير الحقائق على الأرض، خصوصاً بناء المستوطنات التي تشكل عائقاً حقيقياً أمام جهود تحقيق السلام. واستعرض الملك خطط الإصلاح والتطوير والتحديث التي يعمل عليها الأردن لتحقيق التنمية الشاملة في المجالات المختلفة. وحضر اللقاء سفراء أستراليا، وبروناي، وكندا، وتشيلي، والهند، وأندونيسيا، وإيران، واليابان، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، والنروج، وباكستان، والفيليبين، وجنوب أفريقيا، وسيريلانكا، وتايلند، وفنزويلا، والبرازيل، ونيجيريا وسويسرا.