قال قادة ميدانيون عراقيون إن قواتهم تتقدم بوتيرة أسرع للسيطرة على آخر جيوب «داعش» وتقترب من الوصول إلى حافة النهر، فيما أكد «الحشد الشعبي» عدم السعي للدخول إلى الأراضي السورية لاعتبارات إقليمية ودولية. وأعلن قائد معركة الموصل الفريق الركن عبد الأمير يارالله في بيان إن «قوات مكافحة الإرهاب سيطرت على منطقة مكاوي»، شمال شرقي المدينة القديمة، وقلصت المسافة إلى ضفة النهر(دجلة)». وأفاد مصدر أمني بأن «قوات الشرطة الاتحادية تقدمت في المحور الجنوبي وخاضت قتالاً شرساً في ما يعرف بسوق الصغير وساحة باب الطوب ومنطقة القصابين، في موازاة تقدم من جهة الجسر القديم صوب منطقة باب الجسر، وتمت السيطرة على جامع بلال الحبشي قرب شارع النجفي». وقال قائد الشرطة الفريق رائد جودت في بيان أمس إن «قواتنا قتلت 79 داعشياً وأنقذت 550 مدنياً خلال سيطرتها على مناطق باب جديد والجسر القديم وحي الشفاء، وألقينا القبض بفضل تعاون الأهالي على عشرات الإرهابيين الذين فروا وسط النازحين». وأضاف أن «داعش اندحر تمامًا وسنسيطر على جيوبه المتبقية في غضون الساعات القليلة المقبلة»، رافضاً تحديد وقت لتحرير المدينة بالكامل، وقال إن «إعلان النصر يصدره القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي وبحضوره المباشر، وسيتم تنظيم احتفال مركزي لكل القوات التي شاركت في المعركة». إلى ذلك، اعتذر وزير الدفاع عرفان الحالي في بيان أمس عن تصريح سابق وصف فيه المعتقلين من «داعش» بأنهم «أسرى حرب»، وقال «لم أقصد المعنى الحرفي لهذا المصطلح بل إننا سنتعامل وفق القانون من دون رد فعل على إجرامهم، لأن هؤلاء قتلة ومجرمون وإرهابيون لا تنطبق عليهم بنود واتفاقات الأممالمتحدة، بل يعاملون وفق القوانين العراقية النافذة». وناقش العبادي «آخر المستجدات خلال اجتماع مع قيادة العمليات المشتركة»، على ما أفاد بيان حكومي، وأكد قادة وخبراء عسكريون أن «حسم معركة الموصل سيمنح القوات القدرة على خوض أكثر من معركة في وقت واحد»، إذ ينتظر أن تنطلق لاحقاً للسيطرة على ما تبقى من معاقل «داعش»، وأهمها ناحية المحلبية وقضاء تلعفر( 70 كيلومتر غرب الموصل،) ومناطق الجانب الأيسر من قضاء الشرقاط، شمال محافظة صلاح الدين، وقضاء الحويجة غرب محافظة كركوك، فضلاً عن مدينة القائم الحدودية غرب الأنبار. وقال القيادي في قوات «الحشد الشعبي» كريم النوري في تصريحات نقلتها وكالة «مهر» الإيرانية إن «النصر محتم في الشطر الغربي من الموصل لأن جيوب داعش الأخيرة تعتبر ساقطة عسكرياً، وعليه فإن التوجه سيكون صوب آخر معاقل الإرهابيين سواء في تلعفر أو الحويجة وما تبقى من مناطق في صلاح الدين والأنبار، لكن نؤكد أننا لا نسعى للدخول إلى الأراضي السورية لاعتبارات تتعلق بحساسية الموضوع وتعقيداته الإقليمية والدولية». ومع قرب السيطرة على الموصل شدد قائد قوات التحالف الدولي في العراق الجنرال ستيفن تاونسند في تصريح إلى موقع «ستار ان سترايبس» الأميركي على أن «من مصلحة حكومتي العراق والولايات المتحدة وشركاء التحالف الآخرين الحفاظ على إبقاء قوة (أميركية) في البلاد وأن تكون دائمة إذا وافقت عليها بغداد».