أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بعد اجتماعه بالقادة الميدانيين إن «تفجير الدواعش جامع النوري ومنارة الحدباء وإعادتهما اليوم إلى حضن الوطن إعلان بانتهاء دويلة الباطل الداعشية». وأضاف «سنبقى نلاحق الدواعش بين قتل وأسر حتى آخر داعشي في العراق». وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، قائد «عمليات قادمون يانينوى» في بيان إن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب سيطرت على جامع النوري الكبير ومنارته الحدباء وسط المدينة القديمة، وكذلك محلة السرجخانه وتواصل التقدم». وجاء الإعلان بعد ساعات من «سيطرة قطعات فرقة المشاة السادسة عشرة على مناطق حضرة السادة والأحمدية». وللمسجد رمزية كبيرة لدى «داعش»، إذ اعتلى منبره زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في أول ظهور له في الرابع من تموز (يوليو) عام 2014، معلناً «دولة الخلافة في العراق والشام»، وتمكن التنظيم منذ أواسط آذار(مارس) الماضي من إحباط محاولات متكررة للقوات العراقية لاستعادته، قبل أن يقدم على تفجيره في 21 الجاري. وأثارت عملية التفجير موجة استياء شعبية ورسمية نظراً إلى أهميته التاريخية ومنارته التي كانت تمثل أيقونة المدينة ويعود تاريخهما إلى القرن السادس الهجري، أي قبل 850 عاماً، وأظهرت لقطات مباشرة بثها تلفزيون «العراقية» شبه الرسمي الذي أعلن «سقوط دولة الخرافة» حجم الدمار الكبير الذي لحق بالجامع والمباني المحيطة به التي تحولت إلى أنقاض وركام نتيجة عملية التفجير والمعارك وعمليات القصف المتبادل المتواصلة منذ أشهر. وأعلن الفريق رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية سيطرة قواته من الجهة الجنوبية «على جامع الكرار في باب لكش، بعد قتل 12 إرهابياً والاستيلاء على معمل لتصنيع الصواريخ في منطقة باب جديد»، وأضاف أن «التقدم يجري من ثلاثة محاور بحذر شديد في اتجاه المعقلين الأخيرين للدواعش، في موازاة العمل على عزل الإرهابيين ومحاصرتهم بعيداً من المدنيين، وتم التوغل 150 متراً في حيي باب جديد، وباب لكش، وقتل 8 إرهابيين، وتدمير ست دراجات نارية مفخخة، وسبع مركبات، فيما قتلت قطعات الرد السريع 45 إرهابياً، ودمرت ست سيارات مفخخة في حي الشفاء، وعثرت على شبكة أنفاق داخل المجمع الطبي، وتم تحرير مستشفى البتول، ومبنى القاصرين، و20 طفلاً من سيطرة الإرهابيين». ونقلت وكالة «رويترز» عن أحد القادة في جهاز مكافحة الإرهاب قوله إن قواته سيطرت على أرض جامع النوري في «عملية خاطفة». وأضاف أنه جرى إجلاء المدنيين الذين يعيشون في الجوار خلال الأيام الأخيرة عبر ممرات آمنة. لكن التقدم ما زال مهمة شاقة لأن الإرهابيين مندسون وسط المدنيين ويستخدمون قذائف الهاون والقناصة والشراك الخداعية والانتحاريين للدفاع عن آخر جيوبهم. وفي الأسبوع الماضي قدر الجيش عدد المسلحين ب 350 في المدينة القديمة لكن كثيرين منهم قتلوا منذ ذلك الحين. ويقع هؤلاء تحت الحصار في منطقة مساحتها كيلومتر مربع أي أقل من 40 في المئة من المدينة القديمة وأقل من واحد في المئة من إجمالي مساحة الموصل وهي أكبر معقل حضري كان تحت سيطرة «داعش» في العراق وسورية. ويقول الفارون من المدينة إن كثيرين من المدنيين محاصرون خلف خطوط التماس. ويشهد هؤلاء ظروفًا صعبة في ظل نقص الطعام والمياه والأدوية. وأكدت «خلية الإعلام الحربي» أن «الأحياء التي ما زالت خارج السيطرة هي راس الكور والخاتونية وعبد خوب والشهوان، والميدان والنبي جرجس، والقليعات والإمام إبراهيم، وباب الجديد ومنطقة الساعة، وباب الطوب وفيه سوق النجفي والسوق الصغيرة والجسر القديم. وانطلقت عملية واسعة لاستعادة المدينة في 17 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي وتمكنت بعد نحو ثلاثة أشهر من السيطرة على شطرها الشرقي، وتبعتها في 19 شباط (فبراير) الماضي عملية ثانية لانتزاع شطرها الغربي، ويتوقع أن تنتهي في غضون أيام، ويبقى أمام القوات التوجه للسيطرة على أخر معقلين رئيسين للتنظيم، وهما تلعفر التي تحاصرها قوات «الحشد»، فضلاً عن بلدة الحويجة، غرب كركوك. وواصل الطيران غاراته على مواقع «داعش» في بلدة المحلبية، غرب الموصل، أسفرت عن تدمير مخزن أسلحة ومقر قيادة وتحكم، إضافة إلى مفرزة قناصين. ويسود القلق سكان المناطق المستعادة من تصاعد نشاط «الخلايا النائمة» التابعة للتنظيم، وأفاد مصدر أمني أمس بأن «الشرطة قتلت انتحاريين في سوق النبي يونس في الشطر الشرقي من الموصل، كانا يرتديان زياً عسكرياً وأحزمة ناسفة»، مشيراً إلى أن «عنصراً من التنظيم أقدم على طعن عسكري ما أدى إلى قتله بعد نقله إلى المستشفى». وحذر قائد شرطة نينوى العميد واثق الحمداني من «محاولات التنظيم نشر إشاعات كاذبة حول تنفيذ هجمات في الجانب الأيسر»، وقال: «نؤكد أن الوضع تحت السيطرة».