وجّه الرئيس الصيني شي جينبينغ أقوى تحذير لاستقلاليّي هونغ كونغ، من أن بلاده لن تقبل أي تحدٍ لسلطتها وسيادتها في الإقليم، ولن تتهاون مع محاولات «تخريب»، وسط احتجاجات مطالبة بالديموقراطية. تصريحات شي أتت خلال أداء كاري لام، الرئيسة التنفيذية الجديدة لهونغ كونغ، القسم الدستوري أمام الرئيس الصيني الذي أنهى أمس زيارة للإقليم دامت 3 أيام، حيث شارك في إحياء الذكرى ال20 لعودة المستعمرة البريطانية السابقة الى الصين. وأغلقت الشرطة طرقاً لمنع محتجين مطالبين بالديموقراطية من الوصول إلى الميناء حيث أدت لام القسم الدستوري، والذي شهد تسليم كريس باتن، آخر حاكم استعماري، هونغ كونغ للحكم الصيني عام 1997. وتحدثت لام بلغة الماندرين، بدل اللهجة الكانتونية المستخدمة على نطاق واسع في هونغ كونغ وجنوب الصين، مشيرة الى انها تريد مجتمعاً متجانساً وتستهدف خفض أسعار المساكن التي ارتفعت بشدة، ما أثار اضطرابات اجتماعية. كما تعهدت اتخاذ إجراءات قانونية ضد مَن «يقوّض» سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية. وكرّر شي جينبينغ تعهده دعم مبدأ «بلد واحد ونظامين» في هونغ كونغ، واستدرك: «أي محاولة لتعريض سيادة الصين وأمنها لخطر، وتحدي سلطة الحكومة المركزية وسلطة القانون الأساسي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، أو استخدام هونغ كونغ لتنفيذ نشاطات تسلل وتخريب ضد البرّ الرئيس، هي عمل يتجاوز الخط الأحمر وليس مقبولاً إطلاقاً». وأضاف أن «إسباغ طابع سياسي على كل شيء أو تعمّد إحداث خلافات وإثارة مواجهات، لن يسوّي المشكلات»، منبهاً الى ان هونغ كونغ «لا تتحمّل تمزيقها بسبب تحركات طائشة أو خلافات داخلية». وتابع ان الصين «أوضحت تماماً» خلال محادثاتها مع بريطانيا في ثمانينات القرن العشرين، ان «لا تفاوض على السيادة»، وزاد: «بعد عودة هونغ كونغ الى الصين، الأهم أن نتمسك بقوة بسيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية». في المقابل، تجمّع آلاف في حديقة واسعة سُميت باسم الملكة البريطانية فيكتوريا، مطالبين شي جينبينغ بمنحهم حق الاقتراع العام. وقال النائب إيدي تشو: «الاحتجاج هو الأكثر إلحاحاً في السنوات ال20 الماضية». وخرج متظاهرون في مسيرات، حاملين مظلات صفراء، وهي رمز للحركة الديموقراطية في المدينة، كما رفعوا لافتات تندد ب «حكم الحزب الواحد» في الصين. وتأتي تصريحات شي في وقت تزداد توترات اجتماعية وسياسية، ومخاوف في شأن ما يعتبره بعضهم في هونغ كونغ تدخلاً متزايداً من بكين في شؤون الإقليم. ودعا محتجون أخيراً إلى الاستقلال، وهذا ترفضه الصين بشدة. ويكفل دستور هونغ كونغ، المعروف باسم «القانون الأساسي»، للمدينة حكماً ذاتياً واسعاً ل «50 عاماً على الأقل» بعد 1997. ويُدار الاقليم وفق مبدأ «دولة واحدة ونظامين». على صعيد آخر، قال أحد أفراد أسرة الناشط الصيني ليو شياوبو أن «أيامه معدودة»، بسبب تراكم سوائل حول معدته جراء ندوب في الكبد، وذلك بعدما أعلنت السلطات إن نقله إلى الخارج ليس ممكناً، بسبب مرحلة متأخرة من سرطان الكبد. وأفرجت السلطات عن ليو، الجائز جائزة نوبل للسلام، لاعتبارات صحية، علماً أنه كان يقضي حكماً صدر عام 2009 بسجنه 11 سنة، لإدانته ب «التحريض على تقويض سلطة الدولة»، بعدما ساهم في صوغ عريضة تُعرف ب «الميثاق 08»، تدعو إلى إصلاحات سياسية شاملة في الصين. وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن مصدر قوله إن السلطات الصينية أبلغت ديبلوماسيين من الولاياتالمتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي، بتعذر نقل ليو للعلاج خارج الصين بسبب مرضه، مشيرة الى أن عائلته وافقت على علاجه في المستشفى الذي نُقل إليه. وسُئل ناطق باسم الخارجية الصينية في هذا الصدد، فأجاب: «القضية المعنية شأن صيني داخلي. لا أستطيع أن أرى حاجة لبحث ذلك من أي دولة أخرى».