خيمت على الانتصار الرمزي الذي حققه الجيش العراقي في الموصل معاناة عشرات آلاف النازحين الذين دمرت منازلهم وفقدوا أقاربهم وأعمالهم، فضلاً عن مأساة النازحين الذين يعيشون في المخيمات، وقدرت الحكومة العراقية عددهم بنحو مليون شخص. وحذرت الأممالمتحدةبغداد من لجوء عشائر فقدت أبناءها إلى عمليات انتقام من عائلات انتمى بعض أفرادها إلى التنظيم «الإرهابي» (للمزيد). وفيما واصلت القوات العراقية تقدمها واستعادت أحياء أخرى للوصول إلى نهر دجلة، أعلن «داعش» أن الجيش «انهار وقتل من عناصره أكثر من 300 عسكري». وأكدت صحيفة «النبأ» التي يصدرها، أن «معركة الموصل من أهم معارك الإسلام ودروسها ستطبق في ساحات أخرى بإذن الله». وقال القائد في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء معن السعدي، إن «عناصر داعش المتبقين وعددهم نحو 200 إرهابي يتمركزون في مجموعة مبانٍ مطلة على دجلة، وسيستغرق تحرير المنطقة بين أربعة وخمسة أيام من القتال». إلى ذلك، قال قائد العمليات الفريق عبد الأمير رشيد يار الله، إن «قوات مكافحة الإرهاب حررت سوق الشعارين ومنطقة النبي جرجس ومنطقة عبد خوب في الموصل القديمة». وأفاد قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالغني الأسدي، بأن «النصر النهائي في الموصل سيعلن خلال الأيام القليلة المقبلة»، وأوضح أن «عدد عناصر الإرهابيين المتبقين يراوح بين 200 و300». وأعلن الناطق باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن «رئيس الوزراء قائد القوات المسلحة حيدر العبادي سيعلن بيان النصر قريباً جداً»، ودعا العراقيين إلى «التحضير للاحتفالات». وتابع أن المعارك المقبلة «ستكون صعبة، لأن معظم المتشددين أجانب ويتوقع أن يحاربوا حتى الموت، وهم يختبئون بين المدنيين ويستخدمونهم دروعاً بشرية. وقال اللواء معن السعدي إن «السيطرة على معقل الإرهابيين المطل على نهر دجلة سيستغرق بين أربعة وخمسة أيام». وأضاف أن الزحف مستمر حتى منطقة الميدان، والسيطرة عليها تعني وصولنا إلى دجلة وبذلك نكون قسمنا المدينة القديمة قسمين، الجزء الجنوبي والجزء الشمالي، وأحكمنا السيطرة على النهر». وفر مئات من المدنيين عبر ممرات آمنة أمس في اتجاه مناطق الجيش، معظمهم من النساء والأطفال، وقد أصيب بعضهم بنيران قناصي «داعش»، وقد عانت العائلات التي تم تحريرها أسابيع طويلة وسط ظروف سيئة وصلت إلى حد انقطاع الماء الصالحة للشرب. ووجه رئيس الحكومة حيدر العبادي أمس «رسالة شكر» إلى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني لدعمه القوات «المحررة». جاء ذلك فيما حذرت الأممالمتحدة الحكومة أمس من أعمال تهجير تطاول عائلات يشتبه في ارتباطها ب «داعش». وقال الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان روبرت كولفيل، إن «مئات الأسر تلقت رسائل تهديد تحدد لها مهلة لمغادرة الموصل»، وأوضح أن «أعمال الانتقام» قد تندلع في المدينة. وأضاف: «ندعو الحكومة إلى التحرك لوقف مثل هذا التهجير الوشيك أو أي نوع من العقاب الجماعي وتعزيز النظام القضائي الرسمي لتقديم الجناة إلى العدالة»، موضحاً أن «المسؤولية الجنائية من أحد أفراد عائلة ما إلى شخص آخر بريء عمل غير أخلاقي». وزاد: «الكثير من رسائل التهديد التي تطالب الناس بالمغادرة هي نتيجة اتفاقات عشائرية على ترحيل عائلات عناصر داعش من المنطقة».