حققت القوات العراقية أمس تقدماً في معركة الموصل من محورين، فيما شن «داعش» هجوماً على الجيش في المدينة القديمة لتخفيف الضغط عن محيط «جامع الخلافة». وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس أن قواته «تقدمت من المحور الشمالي وحررت شقق الهرمات وتتوغل في الهرمات الثاني وتقترب مئات الأمتار من حيي 17 تموز والاقتصاديين، بعد أن قتلت 16 إرهابياً ودمرت مضافتين للدواعش وثلاث ثكنات للرصد ومفرزة للرشاشات الثقيلة»، وأكد «إجلاء مئات النازحين من مناطق الاشتباك في المحور الشمالي الغربي ونقلهم إلى المناطق الآمنة وتقديم المساعدات الإنسانية لهم». وأضاف أن «قطعاتنا في محور جنوب الموصل صدت هجوماً للدواعش بالعربات الانتحارية المفخخة وتلاحق عناصر التنظيم المنهزمة في اتجاه المنطقة المحيطة بجامع النوري، وقتلت 10 إرهابيين ودمرت عربتين وثلاث درجات مفخخة واستولت على أسلحة متنوعة». إلى ذلك، أفادت مصادر عسكرية بأن قوات من مكافحة الإرهاب ستكلف تحرير المدينة القديمة، بمساعدة قوات خاصة فرنسية، بعد أكثر من شهر على إخفاق الشرطة الاتحادية في السيطرة على جامع النوري ومنارة الحدباء ومحيطهما، حيث تخوض عناصر التنظيم قتالاً حتى الموت. وقال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن «قواتنا مستمرة في تقدمها لتحرير حاوي الكنيسة، مقابل تقدم قوات مكافحة الإرهاب في محور آخر في اتجاه المنطقة الصناعية»، وأردف أن «الخطة تتغير حسب طبيعة الأرض والمعلومات، وحسب ما تراه القيادة مناسباً لإدامة زخم المعركة وإنهاء معاناة المواطنين الأبرياء المحتجزين في ما تبقى من أحياء الساحل الأيمن». وأعلن القائد في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن معن السعدي أمس أن «قطعاتنا المتمثلة في العمليات الأولى والثانية والثالثة تقدمت لتحرير منطقة صناعة وادي عكاب، غرب الموصل، وخاضت معارك شرسة لن يتمكن داعش خلالها من الصمود لوقت طويل». ودارت أمس معارك عنيفة في أحياء الهرمات الثاني و17 تموز من الجهة الشمالية، والمنطقة الصناعية، حيث قوات الشرطة، والشمالية الغربية، حيث جهاز مكافحة الإرهاب، في موازاة قصف جوي ومدفعي مكثف، فيما هاجم عناصر «داعش» القوات بعدد من العربات المفخخة التي يقودها انتحاريون، وسط أنباء عن سقوط قتلى وسط المدنيين. ودعا مجلس الوزراء خلال اجتماع برئاسة حيدر العبادي إلى «الحفاظ على أرواح قواتنا والمدنيين في الموصل»، وأمر «بتكليف الشرطة المحلية حفظ الأمن في مخيمات النازحين بنينوى». وقال الناطق باسم «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن جون جوريان أن «مسلحي داعش لم يعودوا قادرين على إعاقة تقدم القوات العراقية، على رغم لجوئهم إلى استخدام الأسلحة السامة وأساليب دفاعية أخرى».